هل تعاني من ضغط نفسي أم من الإرهاق؟

ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 13:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لا مفرّ من الضغط النفسي في نمط حياتنا المتعب والمليء بالتحديات. وللأسف قد يكون الضغط النفسي مضراً جداً على المد الطويل، أما الإرهاق فيقتل الحيوية التي تعطي معنى للحياة. ومع الوقت، يصبح الإرهاق شبيهاً بالضغط النفسي إذ يتسبّب بفقدان دراماتيكيّ للحماسة يؤدّي بالتالي إلى حالة الاكتئاب.
الإرهاق هو عبارة عن تعب شديد يتراكم مع الوقت وينعكس سلباً على اهتمامك بنوعية العمل الذي تقوم به. ويشبه الإرهاق حالة الاكتئاب المرضي، أما الضغط النفسي فهو شعور المرء بأنه تحت تأثير ضغط أو إنهاك. تظهر عوارض الضغط النفسي أولاً ثم تليه حالة الإرهاق الشديد ما لم تتّم معالجته.
إذا كنت غير قادر على التمييز بين الضغط النفسي والإرهاق الشديد، فاطّلع في ما يلي على الاختلافات بينهما:
1. عندما تضع خططاً كثيرة وتفرط في التحليل أكثر من اللازم، وعندما تحمّل نفسك مسؤوليات فوق طاقتك، فهذا يؤدي إلى نشوء حالة ضغط نفسي. وبعد مرور فترة طويلة على هذا التصرّف، ستصل إلى الإرهاق الشديد فتبتعد على المستوى الانفعالي العاطفي عمّا سبب لك هذه الحالة في البداية.
2. يجعلنا الضغط النفسي نشعر بحالة هيجان انفعالي كبير حتى يدفعنا إلى أن نقوم بمجهود جسديّ أكبر، في حين أن الإرهاق الشديد يُضعف الانفعالات ويستنزف القدرات الذهنية.
3. يتغذّى الضغط النفسي من القلق، أما الإرهاق الشديد فيؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والإحباط.
4. ينجم الشعور بالعجز والإخفاق عن حالة الإرهاق الشديد.
5. إن الفوضى التي يتسبب بها الضغط النفسي لا تقارن بالحالة التي يعيشها من يعاني من حالة الإرهاق الشديد إذ يدخل في وضعية الاستسلام المطلق فيفقد أهدافه في الحياة ويكفّ عن ملاحقة الأحلام المميزة ويُقتل فيه الأمل والتفاؤل بالمستقبل.
6. الضغط النفسي يتسبّب بتعب جسدي، أما الإرهاق فيؤدي إلى استنزاف القدرات الفكرية.
7. الضغط النفسي يقتل الحيوية، وعندما يخسر المرء حيويته، يستنزف الإرهاق الشديد حسّ الإنسان بأهميته ولا يعود مهتماً بأي هدف للمستقبل.
هل يمكنك أن تفكّر بنواحٍ إيجابية للضغط النفسي؟ إنه يبقي المرء متيقّظاً وفي حالة تأهب كامل، أليس كذلك؟ أن يكون المرء متنبّهاً جداً فهذا يعني أنه يمكن أن يتفادى المخاطر. قد تكون هذه الفكرة مفيدة بالطبع، ولكن إذا سمحنا للضغط النفسي بتخطّي حدوده المنطقيّة المقبولة فقد نبلغ حالة إرهاق شديد دائم وهذا الوضع غيّر صحيّ البتة.
تختلف طرق معالجة الضغط النفسي بين المرأة والرجل. يحاول الرجل التخلّص منه من خلال ممارسة بعض النشاطات الجسدية كالاعتناء بالحديقة ولعب التنس أو أي رياضة أخرى وإصلاح المكنسة الكهربائية. أما المرأة فتلجأ إلى محادثة صديقاتها أو إلى حمام بالرغوة أو تنفيذ وصفة غذائية لطالما أرادت أن تحضّرها.
يجب أن تجد طرقاً وحلولاً لاستعادة قواك والعيش ضمن نمط حياة سليم أي كان كي لا تبقى تحت سيطرة الاكتئاب دوماً. إليك بعض الأفكار لاستعادة نمط حياتك السليم:
• اعمد إلى إزالة الفوضى من المنزل والمكتب
• تناول وجبات صحية وطازجة
• أدخل بعض النشاطات الترفيهية إلى نمط حياتك
• نفّذ فكرة جديدة ومسلّية مرّة كل أسبوع
بالرغم من أن معظم الأشخاص يتقبلون فكرة العيش نمط حياة متعب، إلا أن التعامل مع هذا الواقع أمر خطير. والجدير بالذكر أن إدارة الضغط النفسي الفاعلة التي تتميّز بوضع أهداف شخصية، ومعرفة القدرات النفسية والجسدية لشخص ما يساهمان في تخفيف الآثار السلبية التي قد تنجم عن نمط حياة متعب.
استثمر بنفسك حتى تتمكن من الاحتفاظ باندفاعك للعمل والحياة وتزيد حيويتك وقدرتك على تحمل الضغوطات اليوميّة.
من أقوال المشاهير
"إن أقوى سلاح ضد الضغط النفسي هو تصنيف الأفكار بحسب أولوية كل منها"، ويليم جامس.
"الله يحمّل كل واحد منا بحسب طاقته، فلا تدع الضغط النفسي يسيطر عليك"، كيلي كلاركسن.
"لتكون بطلاً عليك أن تتعلّم كيفية التعامل مع التوتر والضغط النفسي. وإذا كنت مستعداً نفسياً وجسدياً فلا داعٍ للقلق"، هارفاي ماكاي.
"مفتاح النجاح هو الحفاظ على الهدوء وسط جو من الضغط النفسي"، بول براون.
"الضغط النفسي هو السبب الرئيسي لكلّ مرض ومصدره"، ماريان ويليامسن.

#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات