أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - من غيّر عادته... زادت سعادته!














المزيد.....

من غيّر عادته... زادت سعادته!


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 11:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"استيقظ عند بزوغ الفجر بقلب يفرد جناحيه حريّةً وكن ممتنًّا لأنك حصلت على يوم آخر من الحب" - تايلارد دي شاردين.
في رواية عن مغامرة أسطورية بعنوان "الأوهام"، يسرد ريتشارد باخ قصّة مخلوقات تتعلّق بجذور تنمو على حافّتي أحد الأنهار. أمضت حياتها كلّها تتشبّث بحافّة النهر وتقاوم، لأنّها متى أفلتت ستتحقّق مخاوفها: ستسقط وتتحطّم على الصخور وتواجه مصيراً مشؤوماً. أيّ أمر فظيع قد يحدث لها إن كفّت عن التشبّث بحافّة النهر! ماذا حدث إذّا لمخلوق دفعته شجاعته إلى الإفلات والسماح بأن يجرفه التيار؟ رفعه النهر بابتهاج واكتشف أنّ مهمّته الحقيقية في الحياة هي السفر والمغامرة.
من السهل التفكير في مخلوق أسطوري متشبّث بحافة نهر بعيد عنك، ولكن هل وجدت شيئًا منك فيه؟ هل تخاف التغيير وتجد أنّ التشبّث بالقديم والبقاء فيه أسهل بكثير؟ إن لازمت فراشك كلّ النهار، ستتفادى بالطبع تعرّضك لأيّ أذى، ولكن هل ستتقدّم؟ ستحتاج إلى الشجاعة نفسها التي تحلّى بها مخلوق باخ لتتحرّر وتباشر التغيير.
لمَ التغيير جيّد؟
إنّه الاستمرارية الوحيدة في الحياة، وإن راقبت الطبيعة فستجدها تتغيّر وتتفتّح بأساليب جميلة. ففي أوائل الربيع تجد أزهار الزعفران تتفتّح ببطء عند طلوع الشمس كلّ يوم، ثمّ تعود وتنغلق على ذاتها عند المساء. أزهار الزعفران تبسط بتلاتها بشكل رائع في النهار.
أظنّ أنّ هذا مثال رائع لكلّ منّا، لكي نستفيق مع توقّع إشراق الأمور الجيّدة كلّ يوم، ونستعدّ بشجاعة لاستقبال كلّ ما يحمله لنا النهار ونسمح لأنفسنا بخوض التجربة التي تطرق بابنا. ثمّ نعود إلى أنفسنا ليلاً لترقّب المغامرة المقبلة والرحلة المقبلة بهدوء.
الأفكار التي تتبادر إلى ذهنك تولّد الأحداث التي تختبرها في حياتك، وبهدف تقبّل التغيير عليك مراقبة أفكارك عن كثب. فاطرح على نفسك الأسئلة التالية:
• ما هو رأيك بالنجاح عادةً؟
• ما رأيك بالعلاقات عادةً؟
• ما رأيك بالحظّ عادةً؟
• دوّن بعض الملاحظات بعد كلّ سؤال.
ما تفكّر به ينعكس حقيقةً على ما تحصل عليه في الحياة. لذا من المهمّ أن تكون شديد التيقّظ لأفكارك. إن أردت المال، والرفاهية والشريك المثالي ولكنّك لا تكفّ عن التفكير بأنّ "الفقر مقدّر لي" أو "لن أحقّق نجاحًا في عملي مثلهم" أو "أنا لا أعلم كيف أختار!" قد ترى على الأرجح كيف تولّد الأحداث التي تختبرها. لكن بإمكانك تغيير كلّ ذلك!
نملك القدرة على التغيير لأنّه جزء من الحياة التي نعيشها، فالبحيرات التي لا تتغيّر فيها المياه تصبح راكدة. وحيث لا وجود للهواء النقي يصبح الجوّ فاسدًا. لكنّ الحياة تتحرّك وتنمو وتنحرف وتتغيّر باستمرار. وهذا أكبر مثال نحتذي به، فكما تتغيّر الطبيعة، نحن أيضًا يجب أن نتغيّر طبيعيًّا.
كلّ تغيير يعترض طريقك هو صحوة في إدراكك لتكشف عن روائعك أكثر. إنّها تربيتة على كتفك تذكّرك بأنّك جاهز لتحقيق الخطوة التالية.
الطيبة والانسجام والتكيّف ثلاث فضائل أساسية تتحلّى بها للانتقال بسهولة وتناغم إلى التغيير. وستدفعك إلى الكشف عن روائعك أكثر فأكثر.
ابدأ العمل على الفور:
اسأل نفسك أين تحتاج إلى التغيير أكثر؟ أيّ مجالات تنبّهك أكثر من غيرها في حياتك لأنّك لست راضيًا عنها كما هي أو بكلّ بساطة تريد المزيد؟ أي خطوات يمكنك اتّباعها اليوم لتبتكر المزيد في تلك المجالات؟ أنت تستحقّ التغيير!

يمكنك أن تتغيّر
في الطفولة، كنّا نعتمد بالكامل على أفكار أهلنا، وأصدقائنا ومعلّمينا، فتشكّلت لدينا أفكار خدمتنا في تلك المرحلة. ولكن البعض منّا يحمل هذه الأفكار إلى مرحلة البلوغ حيث لم تعد تنفعه.
ما الذي يؤخّر التغيير؟ نحن لا نعي أحياناً قوة فكرنا. في الطفولة، تتكون لدينا أفكار خوف وعدم ثقة، واستياء. هذا النوع من التفكير يدخل في نسيج حياتنا. وعندما نحدد لاحقاً أهدافاً، مهما كانت سامية، فلن تنسجم مع عادات الخوف القديمة. وهكذا ينشأ الصراع.
معظم الناس لا يعون هذه الازدواجية في أنفسهم. وعلى المرء أن يستكشف أعماقه لكي يستيقظ ويدرك ما يحصل. قد تقرأ كتاباً أو تلتقي شخصاً لديه الأفكار المناسبة، فتقول: "لماذا لم أفكر بذلك من قبل؟". لا أحد يتعلم شيئاً إلا عندما يحين الوقت! وعندما تتعلم كن ممتناً. وهذا الامتنان يساعدك على اتخاذ الخطوات المناسبة نحو التغيير.
لا أحد يستطيع أن يمنحك الحرية الفكرية الضروريّة للتغيير إلا نفسك. تحلَّ بالأمل والشجاعة والعزم، حقق أحلامك واحترم رغباتك لتستطيع تحقيق التغيير الذي تريد أن تراه في حياتك. إذا كنت تعاني من الاكتئاب، والغضب، والقلق، فأنت المسؤول أيضاً. التغيير لا يعتمد على تغيير مظهرك، بيئتك، ثقافتك، أو عائلتك. التغيير هو حرية فكرية، هو قدرتك على الاختيار بنفسك مهما كانت ظروفك الحالية. انفتح على التجارب الجديدة. قدّر اللحظات الحاضرة. لا تستسلم للقيود. لا تقدّم أعذاراً لتبرير حياة لا ترضيك؟ أقدم على التغيير المطلوب بصدق مطلق لتكتسب تلقائياً حريتك الفكرية.

أذكر قول "ألان كوهان" في هذا السياق: "تحتاج إلى شجاعة كبيرة لتتحرّر من الأمور المألوفة التي تعتبرها آمنة وتنضمّ إلى التيار الجديد. ولكن لا طمأنينة حقيقية في ما لا معنى له بعد الآن. بل تشتدّ الطمأنينة في المغامرة والأمور المشوّقة، لأنّ في الحركة حياة، وفي التغيير قوّة."



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين تأتي بالطاقة لتعمل بنشاط وإبداع طوال النهار؟
- عادات تزيدك سّعادة
- كيف تنمّين المهارات الاجتماعيّة عند أولادك
- تغلّب على الروتين بجرعة من الطاقة
- امنحي نفسك بعض الحبّ لتكوني أمّاً مثاليّة
- مفتاح سعادة عائلتك بين يديك
- المرح ممكن كلّ يوم وفي كلّ وقت
- كيف يمكن تحقيق التوازن الذي تسعى إليه كلّ حياتك؟
- كيف تنجح بالتواصل مع أي شخص
- من أين يمكن أن تحصلوا على الطاقة في حياتكم؟
- المخزون العاطفي
- استرجع مرح الطفولة
- ما سرّ سعادة السعداء؟
- أكمل ما بدأت به
- سر مع التيار
- هل لديك رؤية لمستقبلك المهني؟
- التغيير ممكن بخطوات بسيطة
- كيف تتخلّص من التوتر
- ثلاث نصائح للسيطرة على انفعالاتك
- فكرك يشفي جسدك


المزيد.....




- قطر تهدي ترامب طائرة فاخرة وإدارته تعتزم قبولها بديلا للطائر ...
- مسؤول بالصليب الأحمر: مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا في أحدث موجة ...
- إسرائيل تقصف مدرسة بنات بغزة بعد ساعات من وصف ترامب الحرب بـ ...
- قصة السنغالي مالك جوب.. أفارقة جندوا في الحرب الروسية الأوكر ...
- هل وجود المرتزقة الروس في أفريقيا يفاقم التوتّرات وعدم الاست ...
- محاولة اغتيال أحد رموز المعارضة السياسية في مالي
- هل يحاول بوتين شق الصف بين أمريكا وأوروبا؟
- بلومبيرغ: الهند غاضبة من إعلان ترامب وقف إطلاق النار مع باكس ...
- هل تحل صداقة ترامب وأردوغان الأزمات بينهما؟
- جولة ترامب الخليجية.. ما هو جدول أعمال الرئيس الأمريكي؟.. (ت ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - من غيّر عادته... زادت سعادته!