أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - سر مع التيار














المزيد.....

سر مع التيار


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 12:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نسعى دائماً للعمل بإنتاجيّة ونجاح أكبر، فنحاول السيطرة على مجالات عدّة في حياتنا. ولكنّ بعض المجالات تفلت من سيطرتنا. وسلوكنا في هذه المواقف التي لا يمكن السيطرة عليها بالذات، يحدّد نجاحنا. فيمكننا أن نكبت مشاعرنا، أو نشعر بالغضب، أو الإحباط أو التوتّر، أو بكلّ بساطة، أن نسير مع التيار.
من أقوال الفيلسوف الصيني لاو تزو الشهيرة: "الحياة سلسة تغيّرات طبيعية وعفوية. لا تقاومها – فهذا لا يسبّب إلّا الأسى. دع الواقع يحدث. ودع الأمور تتطوّر كما يحلو لها".
فلنتخيّل معاً أنّه طُلب منك أن تستقبل ديرك وتقلّه من المطار، وكنت تنتظر طريق العودة إلى العمل بفارغ الصبر لتطرح عليه بعض الأفكار. ارتديت ملابسك الأنيقة المناسبة للحدث، وحضّرت أفكارك ونظّمتها في ذهنك بالتسلسل. وإذ بك تتفاجأ بحادث سير مروّع على الطريق المؤدّي إلى المطار. وليس لديك أيّ وسيلة لتخبر مديرك بما حدث. بدأت تفكّر أنّك ستبدو تافهاً أمامه حين تصل متأخّراً. وشعرت بالغضب الذي سيثور في داخله. وبدأت أفكار سلبية وموتّرة حول سوء هذا الموقف تتزاحم في عقلك.
ماذا لو قرّرت أن تسير مع التيار؟ تدرك أنّك ستحظى بوقت أطول، فتستغلّ هذا الوقت لتتأكّد من أنّ الأفكار التي تريد مناقشتها مختصرة ومفيدة. فتتذكّر أنّك تحمل رقم هاتفه (أو رقم هاتف مساعده الخاص) إذاً تستطيع إعلامه عن الحادث. وتجد إذاعة راديو تنقل حركة السير مباشرةً، فترسلها له أو لمساعده الخاص.
كيف سرت مع التيار؟ ركّزت على نفسك. حصرت خوفك وحبسته في داخلك. ركّزت على الأمور المهمّة في محيطك والموقف الذي فُرض عليك وتعاملت معه بشكل يفيدك بدل أن تدعه يوتّرك.
سيكون تصرّفك حكيماً إذا أدركت أنّك غير قادر على بسط سيطرتك على كلّ شيء في حياتك وأنّ الأمور التي تخرج عن سيطرتك قد تحدث. يمكنك أن تلقي نظرةً على الأحداث التي أفلتت من سيطرتك على مرّ سنين ماضية وتلاحظ أنّك تفوّقت عليها بنجاح. فسيسلّحك ذلك بشجاعة كبيرة تساعدك على التغلّب عليها من جديد بنجاح.
إن أدركت ما تفكّر به، فستشعر بارتياح وراحة أكبر حين تحتاج إلى السير مع التيار. لذا حافظ على كامل وعيك واعلم ما تفكّر به دائماً.
تعلّم كيف تأخذ نفساً عميقاً وتبتسم، فسيساعدك ذلك على تبديد التوتّر حين تفقد السيطرة على زمام الأمور، ويمنحك الوقت لتستعيد أنفاسك وتستجمع قواك وتتصرّف بنضج.
تقبّل التغيير. التغيير هو الأمر الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في الحياة. التغيير سيحدث دائماً، فيجب أن تعتاد عليه، وتحبّه، وتتلذّذ به وترحّب به. واعلم أنّ كلّ الأمور، مهما كانت جيّدة، يمكن تحسينها وتطويرها باستمرار.
تمرّن ثمّ تمرّن. لم تكن بارعاً في المشي في صغرك منذ سنين عدّة، ولكنّ بالتمرين، أصبحت تجيد التوازن والسير. ينطبق الأمر ذاته على السير مع التيار. إذا أنّ أسلوب عملك سيكون التطوّر والمضي قدماً، إذاً توقّع أن تتعثّر في خطواتك الأولى قبل أن تبدأ بالتحسّن. ابقَ ثابتاً في الطريق نفسه وستتحسّن مع الوقت وكثرة الممارسة والتكرار.



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لديك رؤية لمستقبلك المهني؟
- التغيير ممكن بخطوات بسيطة
- كيف تتخلّص من التوتر
- ثلاث نصائح للسيطرة على انفعالاتك
- فكرك يشفي جسدك
- تعلّم سرّ النجاح
- البكاء مفيد لك
- الحلم المستحيل
- في المواقف الحرجة هل تنفعل أو تتفاعل؟
- اكتشف مخاوفك لتتحرّر منها
- أسرار التعامل مع الأشخص العنيدين وغير العقلانيين
- كيف تصبح قِيَمك في الحياة حقيقة تعيشها كلّ يوم
- كن جميلاً .. تر الوجود جميلاً!
- المشاعر، ما هي وما حقيقتها؟
- ابحث عن هويّتك قبل أن تضيع منك
- هل الدور الذي تلعبه في حياتك هو حقّاً ما تريد؟
- ما هو دورك الحقيقي أيتها الأم!
- ما هو دورك الحقيقي أيّها الأب؟
- التغيير قانون الحياة.. أريد أن أكون التغيير
- كيف نبعد أبناءنا المراهقين عن رفاق السوء؟


المزيد.....




- الحرائق الأسوأ منذ 20 عامًا.. حرارة ورياح تخلقان جحيما في جن ...
- من غزة.. رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف عن موعد العمليات الجدي ...
- ما هو هرمون الكورتيزول؟ وكيف لعاداتنا الخاطئة أن ترفعه لدينا ...
- ألمانيا - جهود لاستخدام مقنن للـ-سوشيال ميديا- من قبل القصّر ...
- قادة أوروبيون يعتزمون المشاركة مع زيلينسكي في لقاء ترامب بوا ...
- إسرائيل: مظاهرات تطالب بإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن ون ...
- أبرز التطورات الميدانية بعد بدء عملية عسكرية بحي الزيتون شما ...
- إندونيسيا بعد 80 عاما.. من تضاعف المساحة إلى معركة الأمن الب ...
- خسائر بشرية ومادية كبيرة إثر أمطار وسيول ضربت شمال باكستان
- انتشار واسع للإصابات بالكوليرا ووفيات في دارفور


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - سر مع التيار