أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - المشاعر، ما هي وما حقيقتها؟














المزيد.....

المشاعر، ما هي وما حقيقتها؟


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 23:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


غالباً ما نذكر كلمة "مشاعر" بخفّة. ولكن هل فكّرت يومًا بعمق بمعنى كلمة "مشاعر"؟ تعلّمنا منذ صغرنا الإجابة عن السؤال "كيف تشعر اليوم؟". كما نستخدم هذه الكلمة في حياتنا العمليّة اليوميّة قائلين "أشعر بأنّني أرزح تحت أكوام من العمل". وفي المنزل أيضًا "لا أشعر برغبة في تحضير الطعام اليوم يا حبيبي". استخدام هذه الكلمة شائع لكنّها تستحقّ أن نتعمّق فيها لنجري التغيير الذي نريده في حياتنا.

اكتشف ما هي طريقة تفكيرك وكيف تعمل. المشاعر تشكّل ثلث العملية كلّها. حاول اعتبار المشاعر بمثابة النقطة في نهاية السطر. فالمشاعر تظهر في نهاية عمليّة مؤلّفة من ثلاثة أجزاء.
أوّلًا، أنت تستطيع التفكير ما يعني أنّك كائن عقلاني، كلّك عقل، فالعقل وحده قادرٌ على التفكير. تخيّل ذلك! لم تتوقّف عن التفكير كلّ تلك السنوات من دون أن تدرك أنّ هذا يجعلك كائنًا عقلانيًّا. إنّها معلومة دقيقة. إن كنت عقلًا لأنّك تفكّر إذًا ما امتداد هذه الفكرة؟
إنّه امتداد مثير للاهتمام جدًا. إن كنت عقلًا لأنّك قادرٌ على التفكير، إذًا الموضوع التالي الذي يجب البحث فيه هو ما يسبّبه التفكير. فهل تعلم أنّ تفكيرك يؤدّي إلى حدوث بعض الأمور؟ إليك بعض الأمثلة:
• التفكير في الحزن يسبّب الدموع
• التفكير في الفرح يجعلك تصرخ وتقفز
• التفكير في المرض يسبّب الألم في معدتك
حين يفكّر عقلك، وهذا التفكير يسبّب أمرًا كمنتج نهائي، هذا يعني أنّ عقلك هو المسبّب. وأشدّد على هذا التعبير لأنّ العقل كمسبّب أمر جوهريٌّ. أصبحت تعرف الآن معلومتين تسبقان فهم المشاعر. وأصبحت تعرف أنّ عقلك مسبّب وسبب ما تفكّر فيه.
حين تبدأ عملية التفكير، يريد عقلك أمرًا. قد يكون ذلك الحذاء الأحمر المثير الذي رأيته في المتجر، أو تلك السيارة الجديدة الرائعة. عقلك دائمًا يريد شيئًا. فطبيعته الباطنية هي الرغبة. وهذا بالتحديد ما يقوم به: يرغب في الأشياء.
ثانيًا، الأمر التالي الذي يفعله عقلك المدهش المسبّب للأمور هو التفكير في ما يرغب فيه. فإذا كان الحذاء، تبدأ بالتفكير في اللباس الذي يتناسب معه، وإن كنت تملك الجوارب المناسبة وإن كانت قدماك ستتعبان فيه، وإذا كانت السيارة، تبدأ بتخيّل الرحلات التي ستقوم بها فيها مع أصدقائك. والتفكير يسمّى أيضًا التعليل، حيث تقدّم الأسباب التي تدفعك إلى الحصول على ما ترغب فيه. أمّا إن كنت تميل إلى رفض أمر ما، فعليك تقديم أسباب عدم رغبتك في الحصول عليه. قد تفكّر "سيغضب منّي زوجي إن اشتريت هذا الحذاء ومن الأفضل ألّا أغضبه"، أو "سيخنقني دين السيارة الجديدة فمن الأفضل ألّا أشتريها".
ثالثًا، تخيّل أنّ عملية التفكير والتعليل تشبه الشجرة. تبدأ من رأسك (كالأغصان) عاليًا بين السحب. ترى كلّ الاحتمالات من فوق، وبينما تكمل عمليّة التفكير تنتقل إلى الأسفل مقدّمًا الأسباب الإيجابية أو السلبية التي تدفعك أو تمنعك من تحقيق رغباتك. وفي أسفل عملية التفكير، حدث ينقلك إلى وسط الخطوة الثالثة. وقرب جذور تلك الشجرة، تتّخذ قرارك. تقرّر "نعم أقدر" أو "لا، لا أستطيع" الحصول على ما أرغب فيه.
وصلنا إلى المشاعر. ذلك القرار الذي اتّخذته بوعيك عند قاعدة عملية التفكير هو في الواقع الشعور بالاقتناع. إنّك مقتنع تمامًا بفضل عمليّة التفكير التي أجريتها، بأنّك قادرٌ أو غير قادر على تحقيق رغباتك. شعورك بالاقتناع هو النقطة في نهاية السطر التي ذكرتها سابقًا. فقد تشعر بالفرح والبهجة، أو قد تشعر بالإحباط وخيبة الأمل.
والأهمّ من شعورك هو أنّك بدأت تلك العملية الذهنيّة (أوّلًا)، وملأت الفراغات (ثانيًا) واستنتجت شعورًا نهائيًّا (ثالثًا). وإن لم تعجبك حصيلة استنتاجك، يمكنك إعادة التفكير إلى أن تتوصّل إلى شعور بالاقتناع توافق عليه. ثمّ يحدث أمر مدهش وبطريقة ما، يتحقّق ما تمنّيته في تجارب حياتك، وحين تراقب ماذا حدث تظنّ أن في الأمر مصادفة. وأخيرًا، تقتنع أنّك أنت من يصدر هذه الرغبات بنفسك وأنّ عقلك آلة مسبّبة.
هذا الكلام حقيقي، إنّه الحقيقة التي تحرّرك. سألخّص ما ذكرته فوق لتفهم ما يفيدك في الحصول على كلّ ما تريده في الحياة.
أوّلًا، تشعر برغبة في داخلك تجاه أمر ما.
ثانيًا، تبدأ بالتفكير في تلك الرغبة وتستنتج إن كان بإمكانك تحقيقها في حياتك أم لا.
ثالثًا، الشعور بالاقتناع الكامل سيجسّد الرغبة في حياتك.
إذًا ما هو الشعور؟ إنّه النقطة في آخر السطر. إنّه نتيجة تفكيرك بحالة ما ورأيك النهائي بها، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تتجسّد بها أفكارك في الحياة.
إليك السرّ
تسيطر على المشاعر التي تخالجك من خلال سيطرتك على ما يحدث في الوضعية الثانية من عملية التفكير الذهني. إن لم تجعل عقلك يفكّر في كلّ التفاصيل الضرورية، فلن تستنتج ما ترغب فيه. لهذا السبب يتمّ التشديد على أهميّة التأمّل بشكل كبير. ففي أوقات التأمّل الهادئة يقوم الشخص بالتفكير الضروري ليستنتج شعورًا نهائيًّا، وبالتالي يستطيع تحقيق ما يرغبه قلبه.
الحقيقة الموجودة هنا يمكن أن تجعلك ثريّاً وتمنحك صحة جيدة ونجاحاً في حياتك. تلك هي الأدوات الأساسية التي تحتاجها لتكون أنت التغيير في حياتك. وكلّ ما عليك أن تفعله الآن هو أن تخرج إلى النور كلّ الرغبات التي تريدها وتفكّر فيها بالتفاصيل، وتقتنع اقتناعاً تامّاً بأنّها جيّدة ومناسبة لك، ثمّ تتوقّع تحقّقها. فأنت مسبّب تحقّقها.
أعتقد أنك ربما كنت تتوقّع منّي أن أتحدّث في هذه المقالة عن المشاعر المختلفة التي نختبرها جميعنا. لكني أتصوّر أنني قد قدّمت لك شيئاً أهم. فإذا شعرت أنّك ضحيّة مشاعر سلبية، فارجع إلى عقلك وراقب ما تفكّر به في المرحلة الثانية من التفكير. حين تغيّر تفكيرك، ستتغيّر مشاعرك تلقائيًّا. أصبحت تملك أدواتك الخاصة الآن. فاجلس وخطّط لما ستفكّر به حتى درجة الاقتناع واستمتع بالنتائج.
ما تعلّمته
" الفكر هو كلّ شيء. ما تفكّر به تصبحه" –سقراط
"لست أكثر ذكاء من غيري لكنّي أصرّ على التفكير بالمسألةّ حتى أصل إلى نهايتها"- أنشتاين



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابحث عن هويّتك قبل أن تضيع منك
- هل الدور الذي تلعبه في حياتك هو حقّاً ما تريد؟
- ما هو دورك الحقيقي أيتها الأم!
- ما هو دورك الحقيقي أيّها الأب؟
- التغيير قانون الحياة.. أريد أن أكون التغيير
- كيف نبعد أبناءنا المراهقين عن رفاق السوء؟
- الخوف من الارتباط ... كيف تتغلّب عليه؟
- هل أنت سجين السلبية في تفكيرك؟
- النكران بين العلامات والأسباب... المخاطر والعلاج
- لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟
- التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!
- لا لم تنتهي حياتي ولن يضيع أبنائي بعدما قرّرنا الإنفصال!
- حياتي الزوجية أنا اخترتها... لماذا تحوّلت جحيماً؟
- الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟
- فكّر بعقل الأغنياء تصبح غنيّاً!
- معتقادتك وحدها تجعلك غنيّاً أم فقيراً!
- هل التأجيل يؤثر على إنتاجيتك؟
- عادات تجعلك تحقق النجاح
- سرّ الإدمان على التسوّق
- الشعور بالظلم يمنعك من التقدم


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - المشاعر، ما هي وما حقيقتها؟