ماريا خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 10:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف نعيد السلام والسعادة لحياتنا الزوجية؟
أصبحت حياتكم الزوجية لا تطاق؟ شجارات لا تنتهي حتى باتت العلاقة مزعجة ومحزنة؟ مهلاً خذوا قسطاً من الراحة قبل التسرع في أخذ قرارات وبناء أحكام وإسألوا أنفسكم هل حقّاً حياتنا بهذا السوء أم نحن من نضفي عليها الكثير من الدراما؟ وفي حال كانت تشكو من علل ومشاكل ألا تستحق العناء لتصحيح الأخطاء؟ تعلّموا معي كيف تتوصلون لحل المشاكل الزوجية بعيداً عن التوتّر لتتمكّنوا من استعادة السعادة والسلام المفقودين في تلك العلاقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من منّا لم يشعر يوماً بتأزم العلاقة مع الشريك؟ أو أنها وصلت إلى حائط مسدود ولا نستطيع أن نغيّر شيئاً؟ تسألون أنفسكم: هل نحن راضين عن زواجنا أم أننا تأقلمنا مع الوضع الذي وصلنا إليه؟ وهل نبالغ في التركيز على السلبيات في حياتنا الزوجية اليومية؟ هل أخذنا موقفاً من زواجنا واستسلمنا من محاولة تحسين علاقتنا بالشريك؟ هل نتشاجر بعنف مرة أو أكثر كل شهر؟ أنشعر بالانزعاج لأن الزوج لا يحاول أن يتغيّر ونكتم انزعاجنا من بعض تصرفاته؟ هل المرح مفقود في العلاقة؟ هل حصل حدث كبير في حياتنا جعل العلاقة تضطرب مثل حالة وفاة أو خسارة عمل؟ هل قمنا بكل الجهد الممكن لتحسين العلاقة؟
كل العلاقات الزوجية تمرّ بأزمات، بعضها عابر وبعضها يهدد العلاقة. عندما تصير الأمور معقدة على كل سيدة أن تطرح على نفسها أسئلة أساسية لتحديد السبب العميق للمشكلة. وأحياناً يكون الجواب أن لدى بعض السيدات ميل لتعذيب أنفسهن بخيبات الأمل والفشل.
البعض يتوقّع أن تكون العلاقة الزوجية عبارة عن أوقات رومنسية واحترام وتفاهم وعلاقة حميمة. والبعض الآخر يقول إنه لم يعد للحب مكان في هذه الأيام.
أخطر ما في الأزمات المتكررة هو أنكم من الممكن أن تعتادوا عليها وتعتبروها مع مرور الإيام شيئاً طبيعياً يحصل بين كل زوجين. لذلك أنتم اليوم بحاجة إلى أن تعرفوا أحقّاً تمرّ علاقتكم بأزمة حقيقية؟
هل علاقتكما متأزّمة؟
إذا كنت تشكو وجود المشاكل التالية في العلاقة بالشريك فعلاقتكما ليست على ما يرام:
• الشريك لا يفهمك
• أهدافكما مختلفة
• لا يهتم بك كما تريد
• لا يلبّي توقعاتك
• لا تتفقان على تربية الأولاد
• لا تنسجمان جسدياً
• لا يعرف كيف يصغي إليك
• لا يترك لك مساحة كافية للتنفّس بحرية
• لا يجعلك تضحك وتستمتع بفرح الحياة
• تشعر معه بالخيبة والفشل
ما هو سبب المشكلة؟
بعدما عرفتم بوجود المشكلة عليكم أن تبحثوا الآن عن الأسباب الحقيقية وراءها. إطرحوا على أنفسكم الأسئلة التالية لتحديد سبب أزمة العلاقة في حياتكم الزوجية:
• هل السبب عدم رضا عن النفس نحاول تحميل مسؤوليته للشريك؟
• ما هو سبب عدم القدرة على التواصل مع الشريك لحلّ المشاكل؟
• هل يلعب أحدكما دور الضحية؟
• هل يكرّر أحدكما لا إرادياً نموذج علاقة والديه ببعضهما البعض؟
من الصعب أن نعيش بفرح ونتقدّم في حياتنا المشتركة إذا كانت علاقتنا بالشريك لا تمنحنا الأمل والإحساس بالتقدم والأمان والدعم الذي نحتاجه.
استجمعوا شجاعتكم وتحضّروا للكلام بصراحة ووضوح لكي تستطيعوا أن تجددوا حياتكم الزوجية وتجعلوها أكثر متعة. هذا التجدد ضروري للشريكين وللأولاد.
كيف تتواصلان؟
من المهم أن نعرف أن التواصل أمر مهم في العلاقة وأن الرسائل غير الكلامية التي ترسلانها تعبّر عن المشاعر الحقيقية، فيجب الإنتباه إلى ما تقوله لغة الجسد. ولعل أصدق تعبير في هذا السياق ما تقوله ليلا "تقيم زوجة إبني معي وهي حين تغضب تضرب الأرض بقدميها عندما تمشي، تلتزم الصمت وتبدأ بتنظيف المنزل بشكل جنوني. لغة الجسد لديها واضحة جداً".
ما هو أصدق تعبير؟
الكلام هو الطريقة الأساسية للتواصل مع الأحباء، والكلمات تنقل النوايا بوضوح إلى المستمع. لكن الرسائل غير الكلامية بين الشريكين لا علاقة لها بالكلمات.
تترك هذه الرسائل تأثيراً كبيراً على الشريك وبالتالي على الحميمية في علاقتكم. فهي تجعل الشريك يشعر بأنه محبوب أو بأنه غير مرغوب به وبالتالي تشعره بالقلق. وهذه اللغة تغلّف كلامكم.
ما هو الحلّ؟
يجب أوّلاً تحديد المشكلة التي تهدد العلاقة، فهل هي: تصرفات الشريك، علاقتكما الحميمة، مشكلة التواصل، مشاكل عائلية أو منزلية، المصروف، تكرار مشاكل الوالدين؟ من المهم تحديد إطار المشكلة لعلاجها.
أما الحل فيبدأ بالخطوات التالية:
- التمرّن على الإصغاء: تحسين التواصل مع الشريك فأنت أحياناً تسمعه بهدف الرد عليه وليس الإصغاء إلى ما يقول.
- الإنتباه للتواصل غير الكلامي:
1. نبرة الصوت: ما الذي ترسلونه مع كلماتكم؟
2. تعابير الوجه: الوجه يظهر المشاعر الحقيقية
3. النظرة: النظر مباشرة إلى العينين يعبر عن اهتمام. أما انقطاع هذه النظرة فيعني انقطاع التواصل.
4. اللمسة: تعبر عن الدفء والحب. أما غيابها فرسالة أيضاً.
5. الصمت: الإصغاء بصمت إلى الشريك يعبّر عن الدعم ويظهر مدى اهتمامكم. أما رفض الكلام عندما يحتاج الشريك لسماع أفكاركم فيرسل رسالة سلبية.
6. الحركات: التعبير بواسطة اليدين، الإشاحة بوجهكم عن الشريك، السير بانفعال في أرجاء البيت، كل ذلك يعبر عن مشاعركم الدفينة.
7. المسافة التي تفصلنا عن الشريك: المسافة تبعث إما رسالة حب أو رسالة رفض.
- ضبط الانفعالات: لا تقولوا في لحظات الغضب كلاماً لا تعنوه أصلاً وقد تندمون عليه وتذكّروا دائماً القول "عند طلوع خلقك ما تعطي نفسك مداها".
- لا تعبّروا عن مشاعركم بشكل دراما إنّما بشكل واضح ومباشر.
- إذا وقع خلاف بينكما انتظروا على الأقل ثلاث ساعات قبل أن تقولوا ما لديكم.
- اختاروا أوقاتاً هادئة وأجواء لطيفة لمناقشة الأمور العالقة.
- كونوا أكثر ثقة بالنفس وبما تريديونه.
- تذكروا أنكما شريكان وللشريك الحق بأن تكون له حاجات قد لا تنسجم مع حاجاتك.
- الأفضل التوصل إلى حل يرضي الطرفين.
- إبحثا مع الشريك عن هدف مشترك تسعيان معاً لتحقيقه فهذا يقوّي الرابط بينكما.
- اتفقا على طريقة تربية الأولاد، ولا تعارضا أحدكما الآخر أمامهم كي لا يستغلوا عدم التوافق.
- تذكروا أن الصدق أحد أهم مفاتيح العلاقة الناجة.
- تحلّوا بروح المرح لإزالة أي احتقان بينكما.
- خذا عطلة لتمضية بضعة أيام معاً على انفراد، فهذا ضروري من وقت إلى آخر لأنه يجدد العلاقة ويعطيها زخماً جديداً.
هل حياتكما تستحق العناء؟
حاولوا أن تضعوا الأمور في نصابها والتعامل معها بواقعية بعيداً عن الدراما والمبالغة، إذا كنتم ترون حقاً أن علاقتكما تستحق العناء ويجب إصلاح الوضع. إليكم هذه الخطوات العملية لحلّ المشكلة:
- طوال شهر كامل اكتبوا على ورقة الأيام التي تكون فيها الأجواء إيجابية مع الشريك وتلك التي تكون فيها سلبية. سيساعدك ذلك في معرفة إن كان الوضع سيئاً بالفعل.
- حدّدوا هل أنتم متعلقون بهذه العلاقة لأنكم تعتبرونها أفضل من الوحدة؟
- فكّري هل شريكك بحاجة لأن يتغيّر فعلاً أم أن المشكلة في ميلك إلى إصلاحه لأنه يشبه والدك الذي لم يدعمك يوماً؟
- لا تكبتوا غضبكم: لا تسكتوا عن الإساءة بل أخبروه أن تصرفاته تزعجكم ولا تتقبلونها.
- إضحكا معاً من مشاكلكما واتركا مكاناً في زواجكما للمرح.
- لا تتهربوا من مواجهة المشاكل وحلّها، ما يمكن أن يحصل إذا واجهتم المشاكل ليس أسوأ مما قد يحصل إذا لم تواجهوها.
- إافصلوا ما بين علاقتكم بالشريك وكل ما يحصل خارج علاقتكما.
اليوم قرارك بإيدك... فكّر قرّر غيّر
#ماريا_خليفة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟