أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟















المزيد.....

الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 13:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



في البداية نجد تحدّيهم لأهلهم ظريفاً وممتعاً ونرى في وقاحتهم جرأة ومحاولة لإثبات ذواتهم فنضحك. أما حين يكبرون فيصبح كلامهم غير المدروس مشكلة تؤدي إلى نزاعات. ما سبب تحدّي الأولاد لسلطة الأهل؟ ولماذا يردّون باستفزاز لدرجة الوقاحة ؟ وماذا يفعل الأهل لحلّ هذه المشكلة؟

توجّهين إليه الكلام فلا يعيرك اهتماماً وإذا أجاب فبتحدّ واستفزاز. هو يعرف كل شيء ويفوق الجميع ذكاء وفطنة. إذا كان هذا الوصف ينطبق على ابنك فتنبّهي إلى أن كل هذه المؤشّرات تنذر بوجود مشكلة الاستفزاز لدرجة الوقاحة.
أمام هذا الواقع لا تستطيعين أن تقفي مكتوفة الأيدي منتظرة الحل. أنت بحاجة لإعلان حال الطوارئ وتشخيص المشكلة من خلال معرفة سبب هذه العادة وكيفية تطوّرها، ثمّ إعادة النظر في ردود فعلك حتى تنجحي في تعليم الولد طريقة تصرف بديلة.

متى يتخطّى الحدود؟
عليك أوّلاً أن تعرفي متى تخطى الولد حدود اللياقة والتهذيب الاجتماعي وأصبحت أقواله وتصرّفاته تلامس حدود الوقاحة؟ لمعرفة ذلك إطرحي على نفسك الأسئلة التالية:
- هل يتذاكى كثيراً؟
- هل يتصرف بكبرياء؟
- هل يبرع في مجال معين مثل الرياضة ويتباهى بهذا الأمر؟
- هل يقلّل من احترام أهله ومعلّميه ورفاقه؟
- هل يقوم دوماً بالاعتراض على القرارات والطلبات والمهمات التي تعطى له؟
- هل يكرر عبارات مثل:" هذا غبي" " يا له من أحمق"؟
- هل يسأل دائماً " لماذا" بطريقة تقلل من قيمة الآخر؟
- هل يتخلّف دائماً عن إتمام ما يطلب منه؟
- هل يقاوم الالتزام بالقواعد والنظام؟
- هل يشكك بذكاء أهله ويتحدّى سلطتهم؟
- هل يبدو أنه لا يحب الناس؟
- هل يتصرّف بتعالٍ أو يحاول تصغير الآخرين ليبدو هو متفوقاً عليهم؟
- هل لديه دائما تعليق لاذع على ما يحصل من حوله؟
- هل يستخدم ألفاظ نابية؟
- هل هو بارع بالكلام أكثر من الفعل؟
إذا كان جوابك على ثلاثة أسئلة من هذه نعم، ذلك يعني أن لدى إبنك مشكلة الاستفزاز لدرجة الوقاحة وعليك أن تفكّري بطرق جدية للمساعدة أو استشارة أصحاب الإختصاص لتغيير هذه العادة السيئة قبل أن تصبح طبعاً راسخاً يعيق تقدّمه في الحياة ويسبب له المتاعب.

ما سبب تصرّفاته؟
بعد إكتشاف وجود المشكلة التي يعاني منها إبنك عليك أن تجدي الإجابة على السؤال التالي: لماذا يتصرّف على هذا النحو؟ هل لأنه يحاول أن يثبت قوّته وتفوّقه على غيره أم لأنه يريد أن ينتقم لسبب قد يعرفه أو قد لا يعيه أو يريد أن يتجنّب بكل بساطة الإحساس بالألم الذي يشعر به في المدرسة أو في البيت أم أنه يحاول أن يثبت وجوده من خلال لفت الانتباه؟
حاولي أن تجدي الإجابة على هذا السؤال فمن المهم معرفة السبب وراء هذه المشكلة من أجل أن تتمكّني من حلّها.

ما تأثير سلوكه على المجتمع؟
وبعد تحديد المشكلة وإكتشاف السبب أو الأسباب المؤدّية إليها، عليك بمراقبة تأثير سلوك وقاحة إبنك على أفراد مجتمعه سواء في البيت أو في المدرسة وتحديد درجة الوقاحة التي بلغها، حاولي أن تجيبي على الأسئلة التالية: هل يعاني رفاقه من سخريته ولا يشعرون بالراحة معه لأنه يعاملهم بفوقية؟ أيثير لدى إخوته ورفاقه إحساساً بالعزل عوض الإحساس بالانتماء؟ هل يجعل مصداقية الأهل تهتز بنظر إخوته؟ هل تصبح عملية اتخاذ القرارات في المنزل صعبة؟ هل يقاطع الشرح والمناقشات في الصف ويزعج رفاقه والمعلّمين؟ هل يثير غضب الأولاد الآخرين فيرغبون في الانتقام منه؟

ما هي أخطاء الأهل؟
في موازاة مراقبة سلوكه وتصرفاته على الأهل مراقبة طريقة التعامل مع الإبن ومراجعة النفس جيّداً ومحاولة إكتشاف الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الأهل في تربيتهم فتزيد هذه الحالة سوءاً. فهل اعتمدتما أحد هذه الأساليب في تربيته:
- الإنفعال والغضب وفقدان العقلانية.
- المبالغة في القصاص.
- إهانة الولد كلامياً.
- توبيخ الولد بشكل جارح أمام رفاقه أو راشدين آخرين.
- الطلب إلى الولد أن يختار قصاصه بنفسه.
- إعتبار تصرف الولد إهانة شخصية مما يمنعهم من التصرف بموضوعية.
- محاولة حلّ كل المشاكل في العلاقة مع الولد بطريقة علنية عوض أن تكون شخصية.
- عدم التواصل مع المدرسة التي من الأرجح أنها تعاني من التصرف نفسه.
إذا كنت تعتمدين أحد هذه الأساليب التربوية الخاطئة مع إبنك عليك أن تصحّحي خطأك حالاً لمساعدة إبنك في تخطّي مشكلة الوقاحة لدرجة الإستفزاز.

ما العمل؟
إسألي نفسك حين تواجهين سلوكاً ينمّ عن وقاحة مستفزّة:" لماذا يفعل ابني ذلك؟ ما الذي يدور وراء هذا السلوك؟ ما هي الحاجات التي يحتاجها ولم يحصل عليها؟ ماذا أستطيع أن أفعل لأساعده في التصرف بشكل لائق؟
تعاملي مع الأنا الكبيرة عند الولد. فإذا علم أنك على دراية بمواهبه سيعتقد أنك ذكية وتستحقين أن يناقش معك الأمور. قولي له أنك تقدّرين مهاراته لكنه يفتقر إلى شيء أساسي وهو تقدير مهارات غيره.
تذكري أن الولد يسعى إلى إعطاء نفسه أهمية. ركّزي إذاً على طاقاته الفكرية وأسندي إليه مهمات تساعده على توسيع معرفته وإبرازها. لا تتقاتلي معه ولا تحطّي من قدره. بل علّميه كيف يجب أن يتصرّف ليحصل على ما يريده.
دعيه يعرف أنه يشكّل إضافة مهمة إلى العائلة. وحمّليه مسؤوليات إضافية فهو من النوع الذي يملّ بسهولة. أخبريه قصصاً عن أشخاص يتمتّعون بقدرات وطاقات فريدة لكنهم يفشلون لأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع الآخرين. أطلعيه على الإحصاء التالي: السبب في صرف أو خسارة 85 في المئة من الأشخاص لوظائفهم هو وجود مشكلة لديهم في التعاطي مع الناس وليس عدم براعتهم في تأدية أعمالهم.
في المقابل لا تحاولي أن تفرضي عليه رأيك ولا تعارضي ما يقوله، فأصغي إليه دون أن تتجادلي معه. احرصي على ألا يصدر منك أي تصرّف إستفزازي مهما كنت غاضبة. لأنك حين تفعلين ذلك تثبتين لولدك أن الأنا الأكبر هي التي تربح.
إعتمدي الهدوء والوضوح والخصوصية في تصرّفاتك مع إبنك وإسعي دائماً لتعزيز ثقته بنفسه، وتأكدي من أن هذه الخطّة هي الطريقة الوحيدة التي تحلّ المشكلة ولا تعقّدها. فلا تستسلمي أبداً لرغبتك بتحجيمه، ذلك لن يعطي نتيجة .
في النهاية، لعلّ ابنك أو ابنتك يتصرفان بوقاحة واستفزاز لأسباب تخفى عليك مثل الحاجة إلى إبراز مواهبه، أو الحاجة للشعور بأهميته. أو ربما يشعر بالغيرة أو عدم الأمان أو يتطلّع إلى الاهتمام. أو يكون بحاجة للثقة بنفسه أولاً ثم بالآخرين.... وفي كل الأحوال هو يحتاج حبك غير المشروط وصبرك لكي يعرف أن لا حاجة للوقاحة والاستفزاز للحصول على ما يريده.


اليوم قرارك بإيدك... فكّر قرّر غيّر



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكّر بعقل الأغنياء تصبح غنيّاً!
- معتقادتك وحدها تجعلك غنيّاً أم فقيراً!
- هل التأجيل يؤثر على إنتاجيتك؟
- عادات تجعلك تحقق النجاح
- سرّ الإدمان على التسوّق
- الشعور بالظلم يمنعك من التقدم
- أزيلوا الأفكار السامة من فكركم
- مشكلتك أنك لا تنهي ما تبدأه
- متى يجب رسم الحدود
- المعرفة لا تكفي.. تصرّف!
- 7 خطوات للتواصل الفعّال
- هل لك خيار في ما يحصل في حياتك؟
- عدم المجازفة هي المجازفة الكبرى
- لماذا تخشى أن تتألّق
- اجذب النجاح بدل أن تلاحقه
- التحديات فرص مُقنَّعة
- هل يمكن الحاجة إلى الراحة أن تسلبك حياة كاملة؟
- هل تشعر أنك ضحية؟
- الأصدقاء بين التأثير السلبي والإيجابي.
- كلمات تجذب النجاح في كل شيء


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟