أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - البكاء مفيد لك














المزيد.....

البكاء مفيد لك


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 11:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قيل أنّ الفيل يذرف الدموع غير أنّ البكاء ميزة تخصّ الجنس البشري فحسب. والدموع أنواع عدّة منها دموع الفرح أو الحزن أو الحرج أو الدموع التي نذرفها عند تقطيع البصل! تنهمر الدموع نتيجة أفكار تسبّب التوتّر، كذكرى حزينة أو تجربة تفطر القلب. لكن مهما كان سبب بكائك فالدموع تساعد على تفريغ المشاعر السلبيّة. الدموع تغسل انفعالاتك. أثناء البكاء تتعرّف على سبب دموعك وتشعر بارتياح أكبر لأنّك بكيت وأفرغت ما بداخلك. وفي الواقع، قد يسبّب الضحك الذي ترافقه الدموع الشعور نفسه بالارتياح.

منذ العام 335 ق.م. شاع مفهوم التنفيس عن مكنونات القلب والفكر بفضل أرسطو الذي أسمى هذه الحالة catharsis، وشرح كيف أننا نرتاح حين نعبّر عن انفعالاتنا بالبكاء. نحن نعطي أهميّة كبرى للقدرة على البكاء لأنّه نوع من العلاج فنحن نعالج مشاعرنا ونبدّد الخوف الذي تسبّبه مشاكلنا. بفضل البكاء نخفّف وطأة مشاعرنا المضطربة ونخفف ألم الجروح التي سبّبتها مشكلتنا.
لكن بعض الأشخاص يعتبرون البكاء تصرفاً سيئاً. سمعت طفلة تطرح سؤالاً أذهلني قبل دخولها غرفة العمليّات لبتر ساقها. كانت تسأل والديها: "أيمكنني أن أبكي أو يجب أن أكون قويّة؟" يبدو من الواضح أنّها قد تأثرت بكلام سمعته مفاده أن البكاء لا يجوز. كما أعرف بعض الأشخاص الذين يرفضون الاعتراف بأنهم يشعرون بالحزن حتى لو كان الجميع من حولهم يرون ذلك بوضوح في ملامحهم. إنهم يعتبرون إظهار الحزن علامة ضعف تسبّب الإحراج.
أنا أذرف الدمع غالباً عندما يغمرني الشعور بالفرح بحيث أعجز عن احتوائه والسيطرة على فرحي. هذا ما يحصل مثلاً عندما أحضر حفلات الزفاف أو أشاهد العروض العسكريّة في الأعياد الوطنيّة حيث يجب أن أتزوّد دائماً بالمحارم الورقية.
إذا لم تجد متنفّساً لمشاعر الخوف، أو الكآبة أو الحزن، فسوف تتراكم وتتعاظم وتتعقّد بداخلك. تساعدك الدموع على تخفيف التوتّر والقلق وتخلّص جسمك من السموم وتساعده على الشفاء. هذا يعني أن البكاء مفيد لصحّتك النفسيّة وكذلك الجسدية.
تقول كلمات إحدى الأغنيات القديمة التي اشتهرت في خمسينيات القرن الماضي:" لا عجب إذا شعرت بالراحة حين تبكي...". فالبكاء يخلّصك من الانفعالات السلبية أو المؤلمة. حتى أنك تبدو بحالة أفضل أيضاً لأنك بكيت. فما تفسير ذلك؟
تترافق الدموع التي تسبّبها المشاعر الثائرة مع إفراز مادّة الإندورفين في الجسم وهو هرمون يحسّن الحالة النفسية. في الحقيقة، الضحك والبكاء هما علاجان طبيعيان نخفّف من خلالهما الضغط النفسي، وننفسّ مشاعرنا السلبيّة ونستعيد قوانا وطاقتنا. إنّهما بالفعل من أفضل الوسائل التي يدافع بها الجسم عن نفسه.
قد لا يعيد لك البكاء حبيبك الذي انفصل عنك، أو قريبك الذي توفي، ولكنّه في الواقع يساعدك على تخطّي مرحلة الاكتئاب ويشفي جسدك ونفسك أيضاً من الألم العاطفي والجرح النفسي.
لكن في رغم كلّ هذه المنافع الرائعة للبكاء وآثاره المفيدة، عليك أن تتنبّه للأمر التالي: إذا كنت تبكي غالباً وأحياناً من دون سبب واضح عليك أن تطلب مساعدة اختصاصي صحّة نفسيّة. فمن المحتمل أن يكون هذا النوع من البكاء دليلاً على مشكلة نفسيّة أو ربما أيضاً صحّية تحتاج للمراقبة والمتابعة أو العلاج.

لقد تعلّمت ...
أنني إذا لم أبكي للتنفيس عن حزني فسوف تبكي أعضاء أخرى في جسمي.
أن الدموع تغسل النفس والروح
أنه ينبغي ألا أخجل بدموعي فهي تزيل غبار الانفعالات عن عيني فأرى بوضوح أكبر
أنه بعد نوبة بكاء جيدة يظهر قوس قزح في سمائي
أن من لا يعرف كيف يبكي من قلبه لا يعرف كيف يضحك من قلبه.



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم المستحيل
- في المواقف الحرجة هل تنفعل أو تتفاعل؟
- اكتشف مخاوفك لتتحرّر منها
- أسرار التعامل مع الأشخص العنيدين وغير العقلانيين
- كيف تصبح قِيَمك في الحياة حقيقة تعيشها كلّ يوم
- كن جميلاً .. تر الوجود جميلاً!
- المشاعر، ما هي وما حقيقتها؟
- ابحث عن هويّتك قبل أن تضيع منك
- هل الدور الذي تلعبه في حياتك هو حقّاً ما تريد؟
- ما هو دورك الحقيقي أيتها الأم!
- ما هو دورك الحقيقي أيّها الأب؟
- التغيير قانون الحياة.. أريد أن أكون التغيير
- كيف نبعد أبناءنا المراهقين عن رفاق السوء؟
- الخوف من الارتباط ... كيف تتغلّب عليه؟
- هل أنت سجين السلبية في تفكيرك؟
- النكران بين العلامات والأسباب... المخاطر والعلاج
- لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟
- التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!
- لا لم تنتهي حياتي ولن يضيع أبنائي بعدما قرّرنا الإنفصال!
- حياتي الزوجية أنا اخترتها... لماذا تحوّلت جحيماً؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - البكاء مفيد لك