أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار عرب - دماء الباريسيين تترجم في فيينا














المزيد.....

دماء الباريسيين تترجم في فيينا


عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دماء الباريسيين تترجم في فيننا :
ماذا حدث في فيينا بعد تفجيرات باريس التي قام بها بعض المتأسلمين بالاظهار للعالم كم هي عميقة أزمتنا الفكرية كمسلمين وكعرب ؟ ...وهي فرصة ليستمر العالم في لعننا وكأننا فقط مجموعة من البرابرة التي لا تجيد إلا القتل و الذبح و التفجير ..وكأننا لايكفينا ما حل بنا من دمار فكري وديني وأخلاقي ..
فبعد هذه التفجيرات تطل علينا الدول المتقاتلة على أرض سوريا بخارطة طريق للحل عبر محادثات فيننا ...وكأنه لم يكن كافيا دماء مئات الآلاف من الضحايا في سوريا لإيجاد آلية للحل ولكن لأن الدماء التي سالت اليوم فرنسية ..وهذا طبعا شيء يحز في النفس ...
ومع إني من أول المتضامنين مع ضحايا باريس و أدنت و كتبت لماذا يستهدف الإرهاب فرنسا بالذات من الناحية الرمزية لقيم الحرية والعدالة والمساواة التي يحملها المجتمع الفرنسي ومع ذلك احزنتني هذه الحقيقة بأن الدم العربي عالميا لا يساوي الدم الفرنسي ...
ومع ذلك فالموضوع ليس فقط ابيض وأسود فبينهما طيف واسع من الألوان و الحقيقة شائكة ومعقدة .. فنحن كسوريين و كعرب أول من عليه تحمل المسؤولية في اسالة الدماء في سوريا و لا يجب علينا تحميل المسؤولية لغيرنا فلا يمكننا أن نطالب العالم بإصلاح ما افسدناه نحن أولا ..سواء على صعيد طغاتنا الذين هم سبب معظم المصائب أم على صعيد ثوارنا و معارضينا الأشاوس ...
فالثورة السورية التي قامت ضد نظام دكتاتوري ارعن مجرم كان مقدرا لها أن تكون ثورة لكامل مكونات الشعب السوري وتحمل أهداف إقامة دولة مدنية حديثة ديمقراطية لكل مكوناتها كي نعيد سوريا ل"أيام الاكابرية" قبل حكم البعث كما يقول دائما الأستاذ الاعلامي سمير متيني ....فقام البعض من المعارضين الذين اختطفوا المعارضة من المثقفين الذين بدأوا بالثورة بتحريض وتمويل من بعض الدول الإقليمية بجريمة أسلمة الثورة ثم قام البعض الآخر من السوريين بإعلان الولاء لأقذر منظمة إرهابية مسلحة الا وهي القاعدة بل وقام أخيرا البعض الآخر بإعلان خلافة متخلفة هاربة من كتاب التاريخ .. على أرض سوريا و علينا ان نعترف انه تعاطف معهم الكثيرون للأسف .. وهنا خسرنا الأكراد أيضا وهم مكون هام جدا من النسيج السوري .... وبهذا خسرنا ايضا منذ الشهور الأولى تعاطف معظم الفسيفساء السورية و العالم معنا والذي يعرف أي مبتدئ في عالم السياسة أنه لايمكن أن يسلح من هم مرتبطون باعداءهم من القاعدة بسبب الحساسية الشديدة بعد هجمات سبتمبر ....و تفجيرات باريس أكبر دليل على أن مخاوف العالم محقة تماما...
فالموضوع إذا أيها السادة ليس دما فرنسيا أهم من الدم السوري فهذا الكلام ينقصه الدقة على صحة نتيجته في النهاية ولكن نحن من ابعدنا السوريين أولا من كل الطوائف و الأعراق عن ثورتنا و من ثم ابعدنا العالم ففقدت الثورة جاذبيتها و ابداعها وعلميتها وتنوعها ..ومن ثم اتهمنا العالم رغم ذلك بالنفاق ...
مؤسف حجم الشيزوفرينيا الفكرية التي نعيشها كسوريين وكمسلمين فكيف نطلب من العالم أن يعرف ما نريد إن كنا نحن أنفسنا لا نعرف ما نريد. ...
ثم قد ينبري شخص ليقول نعم نحن نريد إسقاط الأسد فأقول طبعا هذا مطلب أساسي ولكن ماذا بعد فهذه بداية فقط فالمشكلة لا تنحصر في شخص فقط ولكن الفرق بين معارض وآخر فيما يحدد وطنيته فعلا هي في التفكير فيما بعد ذلك ...فإن كان سيسقط الأسد ليحكمنا أسد آخر يحمل حزاما ناسفا من السلطات الدينية القسرية التي يعتبر أنها من مقاصد الشريعة وأنه ظل الله على الأرض ليعيدنا كحضارة آلاف السنين إلى الوراء ...فابشركم باننا قد خسرنا بلدنا و ثورتنا وانساننا للأبد ولا سبيل بعد ذلك للإصلاح ...بل ودخلنا في حرب أهلية بين جميع مكونات الشعب السوري لا تبقي ولا تذر فنترحم بعدها على أيام الأسد وزبانيته ...
أما إن وعينا مسؤوليتنا وتعاملنا مع مقررات فيينا بإيجابية و بمبدأ العدالة الانتقالية لكل مكونات الشعب السوري كما حصل في جنوب إفريقيا بنجاح مبهر رغم نعيق الناعقين من بعض المعارضين الانتقاميين وقتها ... لنضمن بذلك صون المؤسسات و الدولة والجيش كي لا تنهار الدولة في يد المتطرفين فنكون قد انتصرنا حينها وحمينا بلدنا و حقنا دماء أبناءنا ...ف فيينا هي أول فرصة حقيقية يا سادة للخروج من عنق الزجاجة فلنستغلها على أكمل وجه ..
فهل نتعلم من اخطاءنا ? السؤال برسمكم جميعا

عمارعرب 15.11.2015



#عمار_عرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن تفجيرات باريس؟
- يونس عليه السلام و الحوت!
- حراك القدس. ..انتفاضة أم استدراج. ?
- الوطن والمواطن والمواطنة
- لو كنت شيطانا !
- كيف تكتشف المخلوق الطائفي العنصري
- أمير المؤمنين بوتين
- تراثيوا اليوم دواعش المستقبل
- سجود الرافعة أم سقوطها ؟
- لماذا تستقبلنا ألمانيا
- بلاد الكفر
- بلاد النور ..بين اللجوء والتطرف
- طلعت ريحتكم
- العين والحسد
- أكبر مقبرة في التاريخ
- رسائل سياسية وراء صفقة الميغ 31
- خطبة الجمعة
- شيزوفرينيا
- نحو تيار إسلامي ديمقراطي
- السيء والأسوأ في الثورات


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار عرب - دماء الباريسيين تترجم في فيينا