أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكن العيش في بلد يحكمه الأوباش؟














المزيد.....

هل يمكن العيش في بلد يحكمه الأوباش؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شاعر الحداثة العراقي المميز سركون بولص هرب من وطنٍ كان يحكمه الأوباش ليعيش في أجواء الحرية والأمن والاستقرار بعد معاناة طويلة في وطن فقد فيه الإنسان حريته وأمنه واستقراره. ولقد عانى من الغربة أيضاً، رغم ما وفرته له هذه الغربة من العيش بحرية وأمن واستقرار وتمتع بحقوق الإنسان العامة، فتجلى كل ذلك في شعره الحزين والصارخ والمزمجر بغضب والمستغيث من عمق وشدة الألم. كان سركون يعيش الوحدة والغربة في آن ويتجلى ذلك في شعره المجسد بحيوية فائقة وكلمات ولوحات ناصعة عن آلام الشعب ومآسيه، هواجسه ومخاوفه وقلقه الدائم وخسائره اليومية من البشر، من الأهل والأحبة والأصدقاء والجيران، من الشعراء والأدباء والفنانين وسائر الناس. كان الشاعر وباختصار شديد الالتصاق بشعبه معبراً عنه في شعره ومذكراً بكوارثه المديدة وطموحاته وتطلعاته غير المتحققة.
مات الشاعر في الغربة، ببرلين، على مقربة من بعض مجموعة شعراء كركوك الآخرين، فاضل العزاوي ومؤيد الراوي. وكانت عيناالشاعر حتى اللحظة الأخيرة شاخصتين دون غشاوة رغم الموت المحدق به، صوب الوطن المستباح الذي كان قد استبدل لتوه حكاماً أوباشاً بأوباش جدد وضعهم المحتل الجديد على رأس السلطة ببغداد الأزل وعبئا ثقيلاً على صدر الشعب العراقي المرهق من الحروب والحصار والدمار والخراب ليزيدوا من خرابه ودماره وموت أبناءه غير المنقطع وحرمانه وفقدانه من الحقوق والحريات. إنها المأساة والمهزلة حين يعيد التاريخ احداثه المأساوية ثانية لتبدو الحالة مأساةً ومهزلةً جديدتين في آن واحد. القومية الشوفينية مرة، والإسلام السياسي الطائفي مرة أخرى وكلاهما أوصلا البلاد إلى المستنقع القابع فيه حالياً.
مات الشاعر ولم يعد قادرا على رفدنا بقصائد جديدة تروي لنا حكاية الأوباش الجدد الذين جاءوا بقطار أمريكي-بريطاني أيضاً وارتدوا ملابس الدين والمذهب ليدخلوا العراق في دوامة من الصراعات والمعارك الدموية ويكون الناس الطيبين والبسطاء من اتباع الديانات والمذاهب الدينية وقوداً وضحايا لأصحاب المصالح الذاتية والأنانية ممن يرتدون عباءة الدين والمذهب. لقد قُتل المسيحي والمندائي على أيدي الميليشيات الطائفية الشيعية الإرهابية المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة، ثم مارست قوى التكفير والإرهاب الدموي من عصابات القاعدة السنية وعصابات داعش السنية المجرمة المزيد من القتل بحق مسيحيي الموصل وإيزيدييهم والشبك والتركمان، كما تفاقم القتل على الهوية المتبادلة بين اتباع تلك ألقوى الشيعية منها والسنية. لقد خسر العراق مئات الآلاف من الناس العراقيين من النساء والرجال، من الشيوخ والأطفال والمرضى والعجزة. لقد تحول العراق إلى ساحة لتصفيات متبادلة لصالح الصراع الديني والمذهبي في منطقة الشرق الأوسط لينتقل منها إلى مدن ودول اخرى كما تتحدث عنه خارطة الصراع والمعارك الدموية الجارية التي عمل لها المحتلون الأمريكيون عقوداً طويلة ونجحوا اخيراً في إشاعتها على نطاق المنطقة بأسرها.
نحن امام أوباش محليون، حفزتهم اكثر من دولة إرهابية بالمنطقة، ليتصارعوا على الثلاثي الشهير الذي تحدث عنه عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر بحق: الصراع من أجل "السلطة والمال والنفوذ الاجتماعي". لقد ارتدى بعضهم لبوس القومية وداسوا بأقدامهم حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق القوميات ، ثم أرتدى البعض الآخر لبوس الدين والمذهب وداس على الدين والمذهب لصالح نهب المال العام وأفرغ الخزينة التي كانت ملئا بأموال النفط لتنتقل إلى جيوب الأوباش من حطام العراق كله وإلى أرقام حساباتهم في البنوك الأجنبية.
إن جريمة نهب العراق يستحيل وصفها بسبب ضخامة واستمرار هذا النهب وعدد وتنوع الأفراد والهيئات والشركات والأحزاب والقوى والمنظمات المشاركين فيه ، وبسبب أن القوى الفاسدة والمشاركة في النهب أو المتسترة عليه ما زالت في في السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وبيدها تسيير دفة الأمور لصالح استمرار الوضع دون تغيير.
وعلى المناضلين الذين يحملون همّ العراق وشعبه أن يدركوا بأن إنقاذ العراق من محتليه ومن كوارثه ومآسيه الراهنة لا يمكن أن يحصل دون تغيير جذري في الوضع الراهن، فحتى محاولات الترقيع التي بدأت تعثرت لأن أبطال الفساد ما زالوا هم الذين يسيرون أمر البلاد. ولم يكن مقال رئيس مؤسسة المدى الأستاذ فخري كريم عن فساد "البطل!" وابن أبيه أحمد نوري المالكي، وتحديه لمن يعترض على ما ما جاء في مقاله، بأنه سيجد نفسه ملزماً في نشر تفاصيل فضائح أبطال الحزب الحاكم وبقية المشاركين في نهب البلاد والعباد.
على الأستاذ فخري كريم أن لا ينتظر من يتحدى مقاله، فأن عدم نشر الحقائق التي لديه لن ينفع سوى الذين نهبوا العراق وما زالوا في الحكم. وهو امر لا يمكن قبوله بأي حال! التهديد لا ينفع بل الشعب يطالب بنشر الحقائق ليعرف الشعب من كان على رأس الحكم وكيف مارسوا الحكم باسم الدين والطائفة ومرغوا كرامة الإنسان في الوحل وتسببوا في احتلال العراق وموت عشرات الألوف من أبناء وبنات هذا الشعب والوطن المستباحين!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي بشأن القانون المسخ، قانون البطاقة الوطنية بالعراق
- العواقب الوخيمة لسياسات الولايات المتحدة
- التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟
- المشكلات المتراكمة التي تواجه إقليم كُردستان العراق!
- الحاكم المستبد والفاسد لم يُحاكم حتى الان!!
- أنجيلا ميركل في مواجهة نيران عدوة!!
- سماء كردستان العراق الملبدة بالغيوم!
- من حفر بئراً لأخيه سقط فيه، أردوغان نموجاً!!!
- عوامل الهجرة المتفاقمة من العراق -الجديد!-
- هل المظاهرات كافية لتحقيق التغيير؟
- التحالف الدولي الجديد ضد داعش والجبهة الداخلية
- كردستان العراق ووهم التعويل على الاقتصاد الريعي النفطي
- الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان
- التمييز المتنوع وعواقبه على المجتمع: الطائفية نموذجاً
- أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!
- هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!


المزيد.....




- الكونغو : بين أثار صدمة الحرب وأمل العلاج النفسي
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب: لبنان ولعنة التدخل في شؤون الآخري ...
- مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبوتين.. وهذا ما ناقشاه بشأن سوريا ...
- الأراضي الفلسطينية .. شروط قيام الدول؟
- روسيا تحث على -توخي الحذر الشديد- بشأن التهديدات النووية إثر ...
- المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف يزور روسيا هذا الأسبوع
- لبنان: عون يتعهد بتحقيق العدالة بعد خمس سنوات من انفجار مرفأ ...
- بعد نشر حماس المقطع المصور للرهينتين.. ما مدى تأثير التحركات ...
- سودانيون يتضامنون مع أهالي غزة المجوّعين
- مؤسسات حقوقية تنتقد تنكر ويتكوف للمجاعة بغزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكن العيش في بلد يحكمه الأوباش؟