أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كاظم حبيب - كردستان العراق ووهم التعويل على الاقتصاد الريعي النفطي














المزيد.....

كردستان العراق ووهم التعويل على الاقتصاد الريعي النفطي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4946 - 2015 / 10 / 5 - 19:43
المحور: القضية الكردية
    




حين التقيت في العام 2005 بالسيد رئيس وزراء إقليم كردستان العراق وجرى الحديث عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية اقترح ان نعد له ورقة عمل حول موضوع التنمية بالإقليم والتزمت بذلك. وقد تدارست الأمر مع الصديق الفاضل الدكتور جعفر عد الغني وأعددت مسودة لهذا الغرض ثم التقينا معاً ببرلين وأنجزنا ورقة عمل حول الخطوط العامة والأساسية للتنمية بالإقليم ومع الدولة الاتحادية، كمشاريع يفترض أن تقام من جانب الإقليم وأخرى من جانب الحكومة الاتحادية والتنسيق والتكامل بينهما. وقد قدمت ورقة العمل مجاناً ودون مقابل. وحين لم أتسلم أي جواب عن وصولها استفسرت فجاء الجواب بعد ستة شهور أخرى نعم تم تسلمها وليس فيها حتى الشكر. وبعد سنوات وحين الحديث عن التنمية مع أحد المسؤولين الكبار في الحزب الديمقراطي الكردستاني أشار بأنهم تسلموا الورقة ولكنهم يعملون بوجهة أخرى بمعنى معين إنها غير نافعة لهم. لقد تيقن لي بأن غالبية الساسة المتنفذين بالإقليم في الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إن لم أقل كلهم، وربما في الأحزاب الأخرى أيضاً، بأن التنمية بالنسبة لهم تقتصر على استخراج وتصدير النفط الخام واستخدام الموارد في الاستيراد وفي مشاريع البناء وتجميل المدن والعقارات وبعيداً عن التصنيع أو تحديث الزراعة أو تطوير الصناعات الصغيرة والحرفية التقليدية بالإقليم. وقد تلمست هذا مباشرة من خلال مكاتبات أو لقاءات مع بعض المسؤولين، وكان النموذج أمامهم هي الإمارات لا غير.
لقد أكدنا في ورقة عملنا على إن تجربة العراق لا تسمح بالاعتماد على إيرادات النفط وحدها، إذ إن النفط يخضع لعوامل كثيرة، وبشكل خاص في منطقتنا لعوامل سياسية دولة وإقليمية، وإن الاقتصاد الريعي النفطي يجعل من البلد مكشوفاً على الخارج ويتم التلاعب بمستقبله وحياة أجياله، وإن من واجب الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم هو التوجه صوب التنمية الوطنية، صوب تنويع مصادر تكوين الدخل القومي وتوجيه موارد النفط المالية صوب التصنيع وتحديث الزراعة وتنميتها، أي بناء القاعدة المادية لعملة التنمية الشاملة وتوفير مستلزمات التثمير والتشغيل الإنتاجي والتخلص من عبئ البطالة المكشوفة والمقنعة. إن التصنيع وتنمية القطاع الزراعي يوفر أساساً صالحاً، وعبر التنسيق والتكامل مع خطة التنمية الاتحادية، لزيادة الدخل القومي وتعظيم الثروة الوطنية وتوفير الأمن الاقتصادي وليس الغذائي وحده والاستفادة من إمكانيات الإقليم بما تتوفر فيه من خامات أولية وأرض صالحة للزراعة ومياه جوفيه أو عيون وأنهر وأمطار. لو كانت حكومات الإقليم المتعاقبة منذ تشكيل حكومة الوحدة (الشكلية) في العام 2005/2006 قد التزمت لا بورقة عملينا بل بوجهة التنمية الفعلية وليس الإعمار وما اقترن به من فساد وسوء إدارة ...الخ، لما وقع الإقليم، وكذا العراق عموماً، في مثل هذه الحالة المزرية حيث توقفت المشاريع العمرانية وشحت الاستثمارات وازدادت البطالة وتردت السيولة النقدية وازداد عدد المعوزين.
في واحدة من محاضراتي القليلة في جامعة صلاح الدين بأربيل طرحت أفكاراً عن واقع الاقتصاد الكردستاني وضرورة تغيير النهج والكف عن إغراق السوق بالسلع المستوردة وتكريس نزعة الاستهلاك والبذخ، والتوجه صوب التنمية والتصنيع. وقد أيدني أساتذة الاقتصاد في الجامعة دون استثناء، ولكن انبرى لي سياسي من حزب يفترض أن يعي هذه المسائل يناقشني أليس من الأفضل أن نستورد سلعاً أرخص بدلاً من أن ننتج سلعاً غالية. لقد أجبرت إلى طرح رؤيتي لهذه الموضوعة القديمة وكيف سعى مناهضو التصنيع بالدول النامية إلى إقناع شعوبنا بذلك والعواقب التي ترتبت على هذا التوجه من حيث بقاء الاقتصاد الريعي واستنزاف أموالنا ونفطنا وتفاقم البطالة والفقر والتخلف، إضافة إلى ما ينشأ عن واقع الاقتصاد الريعي من تنامي ذهنية الاستبداد في الحكم والهيمنة على المجتمع.
إن التنمية الصناعية والزراعية لا تساعد على تغيير بنية الاقتصاد الريعي وتنويع مصادر الدخل والتشغيل وتعظيم الثروة الوطنية ومواجهة الأمن الاقتصادي والغذائي فحسب، بل وتساهم في تغيير بنية المجتمع الطبقية باتجاه نمو وتعاظم عدد أفراد الطبقة العاملة والبرجوازية الوطنية في الصناعة والزراعة، وهما الرافعتان الفعليتان مع المثقفين للمجتمع المدني والحكم الديمقراطي وإبعاد دور العشائر والذهنية الفلاحية أو الإقطاعية عن السيادة في المجتمع، إنها الطريق لمجتمع مدني ديمقراطي حديث ووعي بأهمية وضرورة سيادة مبادئ الحرية وحقوق الإنسان والتداول السلمي والديمقراطي الدستوري للسلطة والفصل بين السلطات وفصل الدين عن الدولة والحكم.
إن ما يعاني منه إقليم كردستان، يعاني منه العراق كله، وهو مرتبط بالنخب الحاكمة التي لم تع حتى الآن إن الشعب هو مصدر السلطات وإن هذا الشعب بحاجة إلى التنمية الإنتاجية والخدمات والعمل والعيش الكريم وبحرية وحياة دستورية ديمقراطية. إنها بحاجة إلى تثقيف أو ترك الساحة لغيرها.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان
- التمييز المتنوع وعواقبه على المجتمع: الطائفية نموذجاً
- أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!
- هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!
- المتظاهرون وأعداء التغيير بالعراق!
- الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!
- هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟
- جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية و ...
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...


المزيد.....




- الأونروا: ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة ...
- -الأونروا-: ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة في غزة -كاذبة و ...
- مشاهد من مداهمة الشرطة التونسية مقر عمادة المحامين واعتقال ا ...
- -طعنها بآلة حادة ونحرها-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الأسعد ...
- صحة غزة: استشهاد 493 كادرا صحيا واعتقال 310 آخرين واستهداف 1 ...
- إيران مستعدة لتقديم خدمات الإغاثة لأسر ضحايا الفيضانات في أف ...
- -اليونيسف-: لا مكان آمن ليذهب إليه 600 ألف طفل في رفح
- أغنية الثعبان يستعملها ترمب لـ-ذمّ- المهاجرين
- مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات إعادة الأسرى لم تتوقف
- القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها بمخيم جباليا للاجئين شمال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كاظم حبيب - كردستان العراق ووهم التعويل على الاقتصاد الريعي النفطي