أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟














المزيد.....

هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4927 - 2015 / 9 / 16 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




سجلت في كتابي الموسوم "ساعة الحقيقة: مستقبل العراق بين النظام والمعارضة" وصدر في العام 1995 الظاهرة التالية: "إن شخصيات قوى المعارضة السياسية العراقية تمتلك الأسوأ من السمات التي تميز بها صدام حسين". كان هذا الاستنتاج افتراضياً تبلور عبر مشاركتي السياسية ومعايشتي الطويلة للسياسيين العراقيين ومشاركتي في مؤتمر المعارضة عام 1991 ببيروت وما بعدها. فهل كنت مخطئاً في هذا التقدير؟ تولت الحياة السياسية الإجابة عن هذا السؤال وبرهنت على صوابه في كل ما حصل بالعراق في أعقاب إسقاط الدكتاتورية الفاجرة لصدام حسين وإقامة النظام الطائفي المحاصصي بين عامي 2003-2015. هذه الظاهرة ى تقتصر على سياسيي العراق، فهي ظاهرة عالمية يحد منها دستور ديمقراطي وقوانين ملزمة ومستوى حضاري متقدم، منها مثلا مواد تحدد فترة الرئاسة بدورتين وكذا رئاسة الوزراء وعضوية مجلس نواب واستقلال القضاء ..الخ.
إن النماذج المجسدة لهذا الاستنتاج بالعراق لا تعد، ويمكن لكل مواطن ومواطنة أن يشخصا أسماء مئات العاملين في السياسة وفي قيادات الأحزاب تؤكد صحة ذلك. والمشكلة ليست وراثية، بل هي نتاج العلاقات الاجتماعية والإنتاجية السائدة والبالية وتحولاتها البطيئة والتقاليد المتوارثة عبر التربية البيتية والمدرسية والدينية والعشائرية، والتعامل في الشارع والعمل والخدمة الوظيفية لدى سلطات الدولة الثلاث وأجهزتها ودور الثقافة الصفراء ووسائل الإعلام.
فكل من تابع أفعال صدام حسين ابتداءً من ظهوره على الساحة السياسية العراقية وأساليب وأدوات عمله وخطبه وقراراته وتصريحاته في أجهزة الإعلام العراقية وصوره وملبسه والأسماء الحسنى التي سُبغت عليه، بمقدوره تشخيص داءين أساسيين ابتلى بهما هذا المستبد بالشعب، داء العظمة (البارانويا) وداء النرجسية، رغم وجود بعض التعارض في خصائصهما، مع وجود بعض التكامل والتفاعل بينهما أيضا. وشارك الإعلام العراقي وجمهرة من الإعلاميين والمرتزقة ووعاظ السلاطين العراقيين والعرب والقدرات المالية للعراق والسلطة بدور كبير في تشديد هذين الداءين وتفاقم أعراضهما لدى الدكتاتور وما نشأ عنهما من عواقب مدمرة على المجتمع العراقي بين عامي 1968-2003.
لا شك في وجود شيء من النرجسية في كل إنسان، إلا إن النرجسية تصبح داءً لا دواء له في مجتمعاتنا الشرق أوسطية، ومنها العراق، حين تتوفر مستلزمات نشوئهما. فقد ابتلى العراق بشخصية أمريكية كانت مصابة بهذين الداءين، إنه باول بريمر. وكان ينفذ تعليمات رئيس الإدارة الأمريكية المماثل له في الداءين والبنتاغون وCIA بمبادرات وإبداع ميَّزت شخصيتهما المصابة بالداءين. ولم يكن من خلفه في الحكم في مجلس الحكم المؤقت، ومن ثم من تحمل مسؤولية رئاسة الوزراء قد نجوا من هذين الداءين، بل كانوا يعانون بامتياز منهما، وكان الشعب وما يزال يعاني من عواقبهما. ورغم إن بعضهم لم يعد يتحمل مسؤولية رئاسة الوزراء ويعمل في مجلس الوزراء أو في الحياة السياسية العراقية، فأن تصريحاته وسلوكه اليومي وتأمره يعبر عن هذين الداءين وعن القناعة لدى كل منهم بأنه الشخص الوحيد القادر على حكم العراق والسير به نحو الأفضل! ولكن جميع هؤلاء شاركوا بنسب متفاوتة بدفع العراق إلى المستنقع الذي هو فيه حتى الآن.
وكان واحد من أكثر المصابين بهما هو الرجل الذي حكم العراق بين نيسان 2006 وآب 2014، وكانت الفترة كافية لوقوع العراق في الحضيض، ويواجه المجتمع أبشع الصراعات الطائفية والأثنية والقتل على الهوية والدوس على مبدأ المواطنة لصالح الهويات الفرعية القاتلة وسيادة الفساد المالي والإداري كنظام فاعل وتنمر المافيا والميليشيات الطائفية المسلحة، السنية منها والشيعية، وإلى تفاقم النهب والسلب الذي تجاوز مئات المليارات من الدولارات الأمريكية وتراجع الخدمات العامة والهيمنة التامة على سلطة القضاء واحتقار السلطة التشريعية وعدم احترام الشعب وإرادته ومصالحه وجعل العراق مرتعاً وخاضعاً في إرادته للجار الأجنبي، وانتهى كل ذلك باحتلال أجزاء عزيزة من العراق ووقوع أهلها سبايا مغتصبة بأيدي عصابات داعش وبقايا البعث الفاشي المسلحة المتحالفة معها.
والغريب أن هذه الشخصية وشخصيات أخرى مماثلة ما زالوا في مأمن من القضاء العراقي والإدعاء العام، رغم المطالبة الشعبية وكذا المرجعية بضرورة معاقبة الرؤوس العفنة والفاسدة التي قادت العراق إلى هذا الواقع المزري ومحاسبة القضاء.
إن واقع العراق الاجتماعي والسياسي الذي أنتج هؤلاء مليء بهم وقادر على إنتاج المزيد منهم. وجهد الشعب يفترض أن يتوجه صوب تغيير تلك العلاقات والثقافة والتقاليد وأجهزة الإعلام ووضع القوانين التي تحد من هذه الظاهرة المرضية. والفرصة متاحة الآن لمثل هذا التغيير، فهل سيجرأ السيد العبادي القيام بذلك بدعم من المتظاهرين والمرجعية الدينية، وهو الذي نشأ في المحيط ذاته الذي نشأ فيه أولئك القادة الذين يعانون من دائي العظمة والنرجسية؟



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية و ...
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟