أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية والاجتماعية














المزيد.....

جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية والاجتماعية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أكد رئيس وزراء العراق السيد العبادي أنه يرفض النهج الطائفي ومحاصصاته التي ميزت السياسة العراقية ويلتزم بمطالب الشعب ذات المضمون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وإذا مورس هذا التوجه فعلاً فسيصب في مصلحة الشعب العراقي وتقدمه ويوفر مستلزمات معالجة المشكلات القائمة، بما فيها التخلص من المحتلين الأوباش والفاسدين. وجد هذا التصريح تأييداً من الشعب ومن المرجعية الدينية الشيعية والمؤتمر الإسلامي لعلماء الدين السنة أخيراً واقترن بالدعوة لإقامة مجتمع مدني ديمقراطي.
وأفترض جدلاً إن العبادي يدرك طبيعة العلاقة الجدلية بين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهي علاقة متبادلة الفعل والتأثير والنتائج سلباً أو إيجاباً. وبالتالي فإن رفضه للطائفية السياسية ومحاصصاتها وتوافقاتها المخلة بمبدأ المواطنة وحقوق الإنسان، وهذا يعني رفضه للسياسات الاقتصادية التي مارسها نظام الاستبداد والحروب والقهر البعثي الصدَّامي أولاً، وتلك التي مارسها نظام الطائفية والمحاصصة في فترة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والتي ما تزال قائمة حالياً ولم توأد، إذ إن النهج السياسي–الاقتصادي–الاجتماعي-البيئي في الحالتين قاد إلى تعميق وتشديد الطابع الريعي النفطي والاستهلاكي في الاقتصاد العراقي واستمرار التشوه في بنيته وبنية الدخل القومي وسو توزيعه واستخدامه والابتعاد عن التصنيع وتحديث الزراعة والتشغيل الإنتاجي للأيدي العاملة والتضخم في أجهزة الدولة الإدارية والبطالة الواسعة والفساد المالي والإداري كنظام سائد وفاعل ومدمر وتوجيه موارد النفط صوب الاستيراد بدلاً من التنمية وتحقيق التراكم الرأسمالي الضروري لاقتصاد البلاد. وقاد هذا النهج إلى تفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء في المجتمع والدعوة إلى نهج اللبرالية الجديدة الذي تدعو له المؤسسات المالية والنقدية الدولية، النهج المعارض في أغلب بنوده لمصالح اقتصاد العراق وشعبه. وافترض أن العبادي يعرف بأن هذا النهج الرث في السياسة يخدم مصالح فئات اجتماعية صغيرة بعينها، وهي بالضد من مصالح الغالبية العظمى من الشعب العراقي، وخاصة الفئات العاملة والمنتجة والكادحة والفقيرة. وهي الفئات التي أعلنت رفضها للنهج الجاري وتطالب بنهج سياسي واقتصادي واجتماعي وبيئي جديد يخدم مصالح الغالبية العظمى من الشعب وليس مصالح تلك الفئات المافيوية الرثة التي ترتبط أجزاء مهمة منها بالفساد المالي والمافيا التي سيطرت على العراق وأدارته خلال العقد الأخير. وقد أدى نهج المالكي الفاسد في الحكم إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد والمجتمع ومزق وحدة الشعب وإلى احتلال أجزاء من الوطن وتفاقم الصراعات بين مكوناته واستنزاف موارده.
وأفترض إن العبادي يدرك أيضاً بأن العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية تشكل وحدة عضوية ويستوجب إصلاحها اتخاذ نهجٍ جديدٍ في كل مكونات عملية التنمية الوطنية ووعياً بضرورتها وبدور الشعب وإرادته ومصالحه في تحقيقها وقطف ثمارها. كما أفترض جدلاً إنه يدرك بأن الخلاص من النهج السابق لا يعتمد على أولئك الذين رسموا ونفذوا تلك السياسات، بل على إبعادهم ومحاسبة من يستوجب محاسبته أو محاكمته منهم لا بهدف الانتقام، بل لما تسببوا به من عواقب وخيمة على الاقتصاد والمجتمع. وإن النهج الجديد المزمع استخدامه يتطلب وعياً وكادراً جديداً. وهنا افترض أيضاً بأن السيد العبادي يعرف بوجود المئات من خيرة العلماء في علوم الاقتصاد والاجتماع والنفس الاجتماعي والهندسة والاتصالات وكل الاختصاصات الأخرى في الداخل والخارج الذين لم تستثمر طاقاتهم وقدراتهم لصالح التنمية الوطنية الاقتصادية والبشرية والبيئية.
وأفترض بأن العبادي يدرك إن التغيير ليس عملية اعتيادية بل هي معركة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة ومعقدة وتستوجب الشجاعة والإقدام والسرعة مع توفير العدة اللازمة لخوضها، إذ إن من يقف بوجهها يمتلك الكثير من الأدوات والوسائل والسبل لإعاقتها بل ووأدها أيضاً. ولهذا لا يكفي الحديث عن الرغبة، بل لا بد من العمل لبرمجة الأهداف وآليات التنفيذ والمتابعة، إذ إن الجديد لا تواجهه معركة واحدة بل معارك على جبهات كثيرة، ومن الباطن أيضاً.
إن هذا يعني إن السيد رئيس الوزراء بحاجة إلى كادر يحمل هموم الوطن والشعب وأياديه غير ملوثة بالاستبداد والإرهاب والقتل والفساد، ليضع الوجهة المرجوة لبناء المجتمع المدني الديمقراطي، لدولة علمانية تفصل الدين عن الدولة وتحترم استقلال السلطات الثلاث والديانات والمذاهب وشيوخها وطقوسها. ويمكن لهذا الكادر رسم السياسات الجديدة ليخرج الاقتصاد من ريعيتيه وتشوهه وسوء توزيع واستخدام دخله وبطالته والفجوة المتسعة بين مستوى حياة ومعيشة سكانه ونهب خيراته وابتعاده عن التنمية الصناعية والزراعية وتنويع دخله. إنها المعركة الحقيقية للشعب العراقي التي ينبغي أن يخوضها الشعب العراقي وينتصر فيها. والسؤال الأهم: هل في مقدور العبادي أن يتحرر من الفكر المغلق والمتخلف لحزبه وينطلق إلى فضاء الوطن والمواطن والتفكير المستقل؟ الجواب عنده وعند الشعب الذي يريد التغيير!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية والاجتماعية