أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟














المزيد.....

هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأحاول في هذه المقالة المكثفة أن أتناول بالتدقيق فقرتين وردتا في المادة الخامسة من قانون الأحزاب الجديد لسنة 2015 الذي أقره البرلمان العراقي بتاريخ 27 آب/أغسطس 2015 .
تؤكد الفقرة الأولى من المادة الخامسة على مبدأ سليم وحديث هو مبدأ المواطنة في عضوية أي حزب أو تنظيم سياسي عراقي، حيث ورد ما يلي:
"أولاً: يؤسس الحزب أو التنظيم السياسي على أساس المواطنة وبما لا يتعارض مع أحكام الدستور."
إن هذه الفقرة تعني بشكل واضح إن أي حزب يؤسس بالعراق لا بد أن يعتمد في عضويته على أساس المواطنة العراقية وليس على أساس ديني أو مذهبي. وهذا لا يعني بأن على عضو الحزب أن يتخلى عن دينه أو مذهبه، ولكنه يعني إن الحزب الذي يؤسس على أساس المواطنة العراقية يحق له، بل يستوجب أن يقبل عضوية المواطنات والمواطنين بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم، كما يحق لكل المواطنات والمواطنين الانضمام إلى أي حزب أو تنظيم سياسي باعتباره مواطناً عراقياً أو مواطنة عراقية دون النظر إلى الدين أو المذهب ما دام يؤيد ويوافق على برنامج الحزب ونظامه الداخلي. وهذا المبدأ الوارد في الفقرة الأولى من المادة الخامسة تمنع فعلياً حق تأسيس أحزاب أو تنظيمات سياسية على أساس دين أو مذهب معين، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للعراق والدولة المدنية الديمقراطية التي يسعى الشعب إلى إقامتها بالبلاد. وهذا المبدأ يتناغم مع الدستور العراقي، وهو مبدأ حديث وتأخذ به كل الدول المتحضرة.

وفي الفقرة الثانية من المادة الخامسة ورد نص يتعارض في جانب منه مع نص ومضمون الفقرة الأولى. فنص الفقرة الثانية يؤكد ما يلي:
"ثانياً: لا يجوز تأسيس الحزب أو التنظيم السياسي على أساس العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التعصب الطائفي أو العرقي أو القومي."
تؤكد الفقرة رفضها تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي يقوم على:
** العنصرية ؛ ** الإرهاب ؛ ** التكفير ؛ ** التعصب الطائفي ؛ ** أو التعصب العرقي ؛
** التعصب القومي.
النقاط أو الأفكار الثلاث الأولى تسجل مبادئ سليمة جداً وواضحة بالنسبة للنشاط السياسي بالبلاد، فهي ترفض بالقطع تأسيس حزب أو تنظيم سياسي عراقي على أساس عنصري أو إرهابي أو تكفيري. ولم يأت هذا النص عبثاً، بل في انسجام تمام مع الدساتير الحديثة في تأسيس الأحزاب والتنظيمات السياسية. كما إنها في انسجام مع الدستور العراق لعام 2005، وكذلك مع التجارب العالمية وتجربة العراق المريرة في تأسيس مثل هذه الأحزاب بعيداً عن نصوص ومضامين الدستور واعتماد المحاصة الطائفية في السلطات الثلاث التي أوصلت العراق إلى الوضع المزري الذي هو فيه الآن.
ولكن النقطة الرابعة من هذه الفقرة تؤكد على رفضها تأسيس حزب أو تنظيم سياسي على أساس "التعصب الطائفي" ولم تؤكد رفضها تأسيس حزب أو تنظيم سياسي على أساس طائفي، بل إنها فسحت في المجال احتمال حصول تناقض بينها وبين الفقرة الأولى لكونها لم تؤكد رفضها بوضوح تأسيس حزب على أساس طائفي. إذ إن تجربتنا تؤكد بأن كل الأحزاب الطائفية تؤكد بأنها ليست أحزاباً طائفيةً ولا تقول بأنها متعصبة طائفيا، ولكنها تمارسها من حيث العضوية والواقع المعاش. وهذا الجزء من الفقرة يختلف في صياغته عن الوضوح التام في صياغة الموقف من العنصرية. وبالتالي يعتبر حمال أوجه لا يجوز حصوله في أي دستور. أي أن هناك خللاً صارخاً يتعارض مع الفقرة الأولى من هذه المادة، ولا بد من تعديلها على وفق الدستور الذي يرفض الطائفية ويؤكد على المواطنة العراقية في تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي.
أما النقطة الأخرى التي ترفض التعصب العرقي، فلا تختلف عن رفضها للعنصرية أو الأثنية التي تقوم على التمييز العرقي أو الأثني أساساً، وهو نص صحيح.
ولكن النقط الأخيرة فهي صحيحة لأنها لا ترفض تأسيس حزب على أساس قومي، بسبب تعدد القوميات بالعراق، لكنها ترفض التعصب القومي الذي يمكن أن يتحول إلى شوفينية أو عنصرية أو ضيق أفق قومي في البرنامج أو الممارسة.
كان على المدقق القانوني أن يولي هذه المسألة عناية خاصة، بسبب العواقب الوخيمة التي حلت بالعراق خلال السنوات المنصرمة، بسبب الطائفية السياسية وتشكيل الأحزاب على أساس ديني ومذهبي أو طائفي. ولا بد من إزالة التناقض وتصحيح الفقرة الثانية لتنسجم مع منطوق ومضمون الفقرة الأولى من قانون الأحزاب لسنة 2015.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل أدرك رئيس الحكومة الأبعاد الحقيقية لمطالب الشعب المتظاهر؟ ...
- هل من مصلحة إقليم كردستان العراق تعطيل الإجراءات الإصلاحية؟
- نحو تنفيذ وتكريس الإصلاحات بقوانين و آليات للتنفيذ - الوجوه ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- ما الذي يحتاجه العراق للانتصار على الفساد والإرهاب؟ الفساد ن ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل الدولة العراقية فاسدة بمسؤوليها الكبار؟ من أينَ لكَ هذا؟ ...
- كاظم حبيب - كاتب وباحث أكاديمي يساري وناشط حقوقي - في حوار م ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟