أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟














المزيد.....

ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 06:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






أدرك المتظاهرون في سائر أرجاء العراق ومن خلال معاناتهم وخبراتهم اليومية إن مشكلات تفاقم الفساد المالي والإداري وانقطاع التيار الكهربائي ليل نهار ونقص مياه الشرب واتساع قاعدة الفقر وتزايد عدد الأغنياء وحجم الثروات التي يمتلكونها والمودعة في البنوك الأجنبية أو في عقارات زراعية ودور سكن وعمارات وشركات وهمية وابتلاع مليارات الدولارات دون وجه حق وعبر البنوك الخاصة واحتلال محافظة نينوى ومحافظات أخرى من قبل عصابات داعش الشريرة وتزايد عدد قتلى العمليات الإرهابية ببغداد وديالى وكذلك الاختطاف والابتزاز والاغتيال، ارتبطت كلها وما تزال بطبيعة النظام السياسي المحاصصي الطائفي والأثني القائم وبقوى الإسلام السياسي الحاكمة التي اعتمدت على قاعدة غير ديمقراطية وتوافقية مخلة في حكم البلاد وضد مصالح الشعب، وهي التي شوهت العملية السياسية وأبعدت فئات المجتمع عن الحكم وأخلت بمبدأ الفصل بين السلطات الثلاث وشوهت استقلال القضاء وشددت من هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، إضافة إلى تدهور دور مجلس النواب وابتعاده كلية عن إرادة ومصالح الشعب. هذا الوعي الجديد الملموس لدى المتظاهرين وإدراك حقيقة المستنقع الذي حط فيه العراق، دفعت بهم إلى تبني شعاراً مركزيا يجسد كل المطالب الإصلاحية الجذرية الأخرى ويعبر عن إرادة الشعب ومصالحه، إنه شعار الدولة المدنية الديمقراطية الذي ساندته المرجعية الدينية الشيعية أخيراً ورفضت تكريس دولة دينية تحكم فيها الأحزاب الإسلامية السياسية التي كانت السبب وراء الكوارث التي حلت بالعراق والتي أصابت الشعب بالصميم وأدت إلى موت وجرح وتعويق مئات الآلاف من بنات وأبناء الشعب الأبرياء من النساء والرجال والأطفال.

وهذا يعني إن المجتمع أدرك بأن العيب في النظام السياسي الطائفي القائم الذي أشاع البؤس والرثاثة الفكرية بالعراق، هذا العراق الغني بشعبه وكوادره العلمية وموارده والبائس بأحواله المعيشية. لقد تسلم العراق 551 مليار دولار أمريكي من أموال النفط المصدر بين 2006-2014، فأين ذهبت هذه المبالغ الفلكية؟ الشعب يعرف أين ذهبت هذه الأموال. ولكن الحكام الفاسدون والقضاء غير النزيه لا يريدون وضع اليد على تلك العصابات المافيوية الفاسدة ومساعديها من سياسيين وموظفين كبار في الدولة العراقية، ولا على الشركات الوهمية النَّهابة. إن مطلب الشعب بالتطهير والتغيير عادل ومشروع وحق ثابت من حقوقه ويخدم مصالح البلاد وتقدمها.

ولكن ماذا يريد المناهضون للمظاهرات؟ كل متتبع لأحداث العراق يلاحظ بأن أصوات المناهضين للمظاهرات ومطالبهم العادلة والمشروعة قد بدأت تعلو منذ أن عاد نوري المالكي من إيران حاملاً معه تأييد المسؤولين الإيرانيين له، وكأنه أتى بفرمان شيعي خامنئي! ولكن هذا التأييد ليس عراقياً بل أجنبياً يريد الهيمنة على العراق ولا يريد الخير له. والجميع يتذكر تصريح أحد كبار المسؤولين الإيرانيين الذي قال بأن العراق جزء من إيران وعاصمتها بغداد!!، وهو رأي حكام إيران الحاليين. وهذا الموقف لحكام إيران يبطش بإرادة الشعب العراقي ومصالحه، كما إنه ضد رأي المرجعية الدينية الشيعية وتأييدها لمطالب المتظاهرين بإقامة دولة مدنية.

إن تأييد حكام إيران للمالكي وأتباعه المعزولين، الذين الحقوا أفدح الأضرار بالشعب العراقي والوطن ووضعوا أنفسهم ضد إرادة الشعب، يسعون اليوم إلى ممارسة الضغط المرفوض على حيدر العبادي ليتوقف عن تنفيذ الإصلاحات التي دعت لها المرجعية الدينية الشيعية أيضاً وحذرت من أي تلكؤ في تنفيذها، إذ أن ذلك يعني سيادة الفوضى والموت والخراب، يعني تقسيم العراق.

إن المناهضين لمظاهرات الشعب يريدون عودة نوري المالكي، عودة من لفظه الشعب واستمرار حكم الفاسدين والمتسلطين على رقاب الشعب وسارقي حرياته وخبزه، عودة وإبقاء من يطالب الشعب بتطهيره ومحاسبته، إنهم يريدون عدم إبعاد كل الفاسدين العاملين في سلطات الدولة العراقية الثلاث ومؤسساتها وأجهزتها، أولئك الذين أذاقوا الشعب الفقر والرثاثة والحرمان والموت وسهلوا احتلال ثلث أرض العراق وسبي واغتصاب وبيع بنات الشعب المستباح. إنهم يريدون استمرار الصراع والنزاع الطائفي. وهم الذين يحاولون عبثاً ربط أحزابهم البائسة بالمرجعية ويدَّعون إن المتظاهرين ضد المرجعية، وهم يدركون إن مرجعية السيد السيستاني مع المتظاهرين ومع مطالبهم العادلة وضد رغبة الأحزاب الإسلامية السياسية في إقامة دولة دينية فاسدة بالعراق. أولئك الذين يدَّعون العصمة لـ "نوري المالكي!"، وهم بذلك يتجاوزون على الدين ومرجعياته وشيوخه!، إنهم ضد التغيير وضد إرادة الشعب ومصالحه. إن من مهمات الشعب ورئيس الوزراء العراقي وضع حدٍ لتدخل إيران في الشأن العراقي، وبشكل خاص تدخل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي لم يكف عن توجيه الإهانة للشعب العراقي ويسمح لنفسه بالتجاوز والتدخل الفظ لدعم نوري المالكي.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل أدرك رئيس الحكومة الأبعاد الحقيقية لمطالب الشعب المتظاهر؟ ...
- هل من مصلحة إقليم كردستان العراق تعطيل الإجراءات الإصلاحية؟
- نحو تنفيذ وتكريس الإصلاحات بقوانين و آليات للتنفيذ - الوجوه ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- ما الذي يحتاجه العراق للانتصار على الفساد والإرهاب؟ الفساد ن ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل الدولة العراقية فاسدة بمسؤوليها الكبار؟ من أينَ لكَ هذا؟ ...
- كاظم حبيب - كاتب وباحث أكاديمي يساري وناشط حقوقي - في حوار م ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- هل يجوز لرئاسة وحكومة الإقليم السكوت عن العمليات العدوانية ل ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟