أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟














المزيد.....

كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حين صدرت الحزمة الأولى من الإصلاحات التي طالبت بها أوساط واسعة من الشعب وأيدتها المرجعية الدينية الشيعية واعتمدها رئيس الوزراء، أصيبت كل القوى المناهضة للتغيير بضربة شديدة على يافوخها فطار صوابها وارتعبت من العواقب الرفض، فأيدت دون تحفظ كبير الإصلاحات، فصدرت موافقات من جميع الأحزاب والقوى، كما صادق عليها مجلس النواب بالإجماع. بعضها متحقق مباشرة، كإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء وإلغاء أو دمج بعض الوزارات. ولكن لم تكن حركة الحكومة بالسرعة المطلوبة لتنفيذ بقية القرارات وإصدار وتنفيذ الحزم الثانية والثالثة والرابعة .. من العملية الإصلاحية، فتعثر تنفيذ إصلاح وتطهير القضاء العراقي وإبعاد المعرقلين لإصلاح السلطة القضائية. فأعطى بطء التنفيذ والقلق إزاء إصدار المزيد من الإجراءات فرصة للقوى المناهضة للعملية الإصلاحية في استعادة صوابها المفقود، وبدأت تمارس لعبة التأييد والمناهضة (مع ولكن..)، بل برز تحدٍ من بعض الكتل والعناصر لهذه العملية وأساء البعض الآخر لها بأساليب شتى، نشير إلى بعضهم: أسامة النجيفي، أياد علاوي، نوري المالكي، وأغلب أعضاء قائمة دولة القانون وبعض مسؤولي الميليشيات الطائفية المسلحة وبعض القوى بإقليم كردستان العراق... وإزاء هذا الوضع القلق خرجت مظاهرات يوم 21 آب/أغسطس 2015 لتؤكد شعاراتها الأساسية وتطالب بإصلاح القضاء فوراً ليمارس دوره الفعلي في محاسبة الفاسدين والمفسدين والمسؤولين عن كوارث العراق الكثيرة، وخاصة كارثة الموصل، إضافة إلى المطالبة بتحقيق بقية الإصلاحات الضرورية والمهمة التي بدونها لا يمكن الحديث عن عملية إصلاح الأوضاع بالعراق.
وحالاً أدركت المرجعية الدينية الشيعية بحس جديد صواب هذه المظاهرات وأهمية الشعارات التي طرحتها وطالبت بالإسراع بتنفيذها، فكانت الرسالة الجديدة للسيد علي السيساتي إلى السيد رئيس الوزراء التي أكد فيها: أن تعثر العملية الإصلاحية الجذرية وعدم المضي قدماً في تنفيذها سيؤدي إلى تقسيم العراق. فهل هناك تحذير أشد قوة من هذا التحذير، خاصة وإن المرجعية تتابع تحركات بعض العناصر الطائفية المقيتة الذي قاد البلاد بعقلية طائفية تدميرية واستبدادية جلبت للعراق الكوارث، وما يزال هذا البعض يتحرك وبدعم كبير من قوى أجنبية جارة للعراق وتريد إسقاط عملية الإصلاح وإعادة من رفضه الشعب وأزاحه عن طريق الإصلاح. وسيكون ذلك كارثة كبرى وذات عواقب أوخم بكثير مما حصل حتى الآن على الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهات الفكرية والسياسية غير العنصرية وغير الطائفية، كما سيكون ذلك توجهاً صارخاً صوب تقسيم العراق.
يتحمل السيد العبادي مسؤولة الاستماع لصوت الشعب، صوت العقل، ويعجل بإجراءاته ويستند إلى الدستور العراق الذي يرفض الطائفية والمحاصصة الطائفية ويطالب بمحاربة الفساد والإرهاب والعنف. إن النجاح في العملية الإصلاحية تستوجب البدء بالرؤوس العفنة المريضة التي داست على كرامة الإنسان العراقي التي ما تزال تحتل مواقع مهمة في الدولة وسلطاتها الثلاث وفي الأحزاب الحاكمة، وهي التي تمنح أعداء الإصلاح قوة التحرك باعتبار إن الحكم يخشى التحرش بهم وتقديمهم للعدالة.
إن ملاحقة الهاربين من العراق أمر مهم وضروري، ولكن الأهم منه حالياً هو ملاحقة من هم في الداخل ويتآمرون بحيوية ضد العملية الإصلاحية الجارية وعلى وجود العبادي على رأس السلطة التنفيذية. إن على العبادي أن يستلهم من تجارب الماضي، إذ لا إصلاح دون إصلاح القضاء، بما في ذلك الإدعاء العام، وأن لا إصلاح دون قطع دابر الفاسدين والمفسدين الذين ما زالوا يحتلون مواقعهم وكأنهم غير فاسدين وغير مسؤولين عما جرى ويجري بالبلاد. إنهم أعداء الشعب وأعداء الإصلاح والتغيير.
إن الحزم والصرامة والإصرار على ممارسة إرادة الشعب المطالبة بالإصلاح والتغيير وتنفيذ السياسات والإجراءات الإصلاحية هي التي يفترض أن تتميز بها ممارسات السيد العبادي ومجموعة المستشارين التي يفترض أن تكون على مستوى المسؤولية وتقدم النصح المطلوب له في مثل هذه الظروف العصيبة لمساعدته في امتلاك الشجاعة والحيوية لتنفيذ السياسات والإجراءات الإصلاحية بسرعة ودون إبطاء، إذ إن أي إبطاء يدفع باتجاه الانتكاس وإيذاء الشعب أكثر من السابق، إذ أن المناهضين للإصلاح سيندفعون بشراسة للانتقام منه ومن الشعب الذي يطالب بالتغيير.
إن العراق في سباق مع الزمن، فهل سيتلكأ رئيس الوزراء أم سيمتلك الشجاعة الكافية ليتخذ القرارات المطلوبة وبسرعة. إن الإجراءات التي اتخذها حتى الآن تؤكد شجاعته وإدراكه لضرورة الإصلاح، ولكنه بحاجة إلى تسريع العملية قبل فوات الأوان!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل أدرك رئيس الحكومة الأبعاد الحقيقية لمطالب الشعب المتظاهر؟ ...
- هل من مصلحة إقليم كردستان العراق تعطيل الإجراءات الإصلاحية؟
- نحو تنفيذ وتكريس الإصلاحات بقوانين و آليات للتنفيذ - الوجوه ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- ما الذي يحتاجه العراق للانتصار على الفساد والإرهاب؟ الفساد ن ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل الدولة العراقية فاسدة بمسؤوليها الكبار؟ من أينَ لكَ هذا؟ ...
- كاظم حبيب - كاتب وباحث أكاديمي يساري وناشط حقوقي - في حوار م ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- هل يجوز لرئاسة وحكومة الإقليم السكوت عن العمليات العدوانية ل ...
- بيان: حملة مغرضة وظالمة ضد الأستاذ الدكتور سيِّار الجميل
- رئيس تركيا والهروب إلى أمام بعمليات عدوانية ضد الكرد!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟