أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟














المزيد.....

هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 27 - 13:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لم يكن الإعلام الرسمي العراقي خلال أكثر من نصف قرن سوى البوق الصارخ والمعبر عن إرادة الحاكم المستبد بأمره، أياً كان ذلك الحاكم وأياً كانت الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها وبغض النظر عن مدى استجابتها لمصالح الشعب أو ضد تلك المصالح والإرادة. كان هذا في زمن صدام حسين، وكذلك في زمن بول بريمر, ومن بعده في فترة حكم أياد علاوي ومن ثم إبراهيم الجعفري، ثم كانت الطامة الكبرى في زمن نوري المالكي، إذ وضع المالكي على رأس الإعلام الرسمي من كان الشعب العراقي يسميهم بالإمعات، أي يوافقون صاغرين على كل ما يقوله المستبد بأمره. وقد نشأت فجوة متسعة باستمرار بين الإعلام الرسمي وإرادة الشعب العراقي ومصالح كل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية المدنية والديمقراطية. ومن كان يفتح تلفزيون العراقية يصاب بخيبة أمل تتحول بسرعة إلى كراهية لتلك البرامج التي تمجد الحاكم وتنقل خطاباته وتصريحاته كافة ويقدم المراسلون ما يريده الحاكم الجاهل. ولا نبتعد كثيراً عن تلك المساهمة السيئة للإعلام الرسمي، إذاعة وتلفزة وجريدة، خلال فترة مظاهرات 2011 و2013 التي أصبح الإعلام فيها موجهاً لتشويه سمعة المتظاهرين، حتى أصبح أغلب مديري النقاشات واللقاءات مع المسؤولين بوقاً بشعاً ومملاً للمالكي وسياساته الطائفية وإجراءاته القمعية ودعاياته التي سعت إلى تشويه سمعة المتظاهرين وكأنهم كانوا جميعاً أعضاء في حزب البعث، وهي فرية كبرى، حتى كتبت مرة أقول لهم "افتروا ثم افتروا ثم افتروا، لعل بعض افتراءاتكم تعلق بأذهان الناس" واتهمتم بمقال وبكل صراحة وشفافية أنهم يتحدثون بذهنية طائفية مقيتة.

وحين كان يوضع رئيس تحرير نزيه ومستقل لجريدة الصباح مثلاً، كان لا يبقى طويلاً، فإما أن يزاح من منصبه أو يُجبر على الاستقالة. وهكذا كان وما يزال حال شبكة الإعلام العراقية التي أرى ضرورة تغييرها جملة وتفصيلاً.

لقد عانى الإعلام المستقل والصحفيون العراقيون الكثير من المحن واستشهد الكثير منهم واعتقل آخرون وعذبوا بسبب نقلهم للأخبار والاحتجاجات والمظاهرات والتجاوز عليهم من حمايات المسؤولية. وقد استشهد مئات الصحفيين والإعلاميين والعاملين في الأعلام من عراقيين وعرب وأجانب خلال الفترة بين 2003 و2015. ويشار إلى إن فترة حكم المالكي كانت الأقسى في مصادرة الحريات العامة وحقوق الصحفيين والإعلاميين بالعراق وفي عدد القتل والمختطفين.

وبعد أن تسلم السيد العبادي رئاسة الوزراء بقي الإعلام أميناً للفترة السابقة ولم يتغير كثيراً، في حين شارك الإعلام المستقل بدور مهم في الدفع باتجاه الإصلاح والتغيير، والذي اقترن أخيراً بالمظاهرات الكبيرة لأوساط واسعة من الشعب العراقي التي تطالب بالتغيير والإصلاح الجذري والتي تجلت في نشر هذه الصحف لأخبار تلك المظاهرات والتجاوزات التي وقعت عليها. وقد أجبر هذا الوضع الجديد وتأييد المرجعية الدينية الشيعية لمطالب الشعب إجراء تغيير ملموس في الجريدة الرسمية وفي بعض فقرات البرنامج التلفزيوني. ولكن يبقى السؤال المهم الذي يواجهنا: ما هو دور الإعلام في هذه المرحلة المعقدة والصعبة من تاريخ العراق السياسي؟ وهل من هم على رأسه يلبون حاجة التغيير؟

يبدو لي، أن الإعلام المستقل عن الدولة وعن الأحزاب الحاكمة وعن قوى الإسلام السياسي، يلعب دوراً مهما في تبني المظاهرات الشعبية وإبراز شعاراتها ومطالبها الملحة والعاجلة، رغم المصاعب الكثيرة التي تواجه الإعلاميين المستقلين. وكان لحركة الجماهير والإعلام المستقل الدور المميز في استجابة رئيس الوزراء لتلك المطالب. ولكن الأمر اللافت للانتباه إن الإعلام الرسمي العراقي، وخاصة تلفزيون العراقية، الذي خدم نوري المالكي وعمل على تمجيده وتحويله إلى مستبد، ما يزال يمارس ذات اللعبة مع العبادي، وهو أمر مرفوض وليس في صالح العبادي ذاته.

إن الإعلام الرسمي يسعى إلى خلق مستبد جديد بالعراق، والرجل حتى الآن لم ينتبه إلى ما يمارسه الإعلام في نشر صورته في كل الأخبار التي تنقل عن ساحة المعارك أو الإجراءات التصحيحية وكأنها كلها من فعل العبادي وليس الشعب العراقي الذي ينادى ويدعو إلى ذلك. يجب تطهير أجهزة الإعلام الرسمي، فهم ضد التغيير.

العراق بحاجة إلى إعلام رسمي مستقل وحيادي ويوضع تحت تصرف المجتمع وقواه المدنية لتعطي رأيها المستقل بالأحداث الجارية وينقل الوقائع ويتبنى طموحات الشعب وأهدافه ومصالحه ولا يكون بوقاً للحكومة أو لأحزاب بعينها. إن إعلام الدولة يعيش على خزينة الدولة التي هي أموال الشعب العراقي، وبالتالي عليه أن يخدم الشعب العراقي، كما هو واجب الحكومة وليس على الشعب أن يخدم الإعلام الرسمي والحكومة. ويفترض أن يدافع عن الدولة المدنية الديمقراطية وعن المجتمع المدني وعن حقوق الإنسان وحقوق الإعلاميين كافة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل أدرك رئيس الحكومة الأبعاد الحقيقية لمطالب الشعب المتظاهر؟ ...
- هل من مصلحة إقليم كردستان العراق تعطيل الإجراءات الإصلاحية؟
- نحو تنفيذ وتكريس الإصلاحات بقوانين و آليات للتنفيذ - الوجوه ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- ما الذي يحتاجه العراق للانتصار على الفساد والإرهاب؟ الفساد ن ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل الدولة العراقية فاسدة بمسؤوليها الكبار؟ من أينَ لكَ هذا؟ ...
- كاظم حبيب - كاتب وباحث أكاديمي يساري وناشط حقوقي - في حوار م ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- قراءة في كتاب -من يزرع الريح... - للدكتور ميخائيل لودرز الحل ...
- هل يجوز لرئاسة وحكومة الإقليم السكوت عن العمليات العدوانية ل ...
- بيان: حملة مغرضة وظالمة ضد الأستاذ الدكتور سيِّار الجميل


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟