أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟














المزيد.....

هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مدينة كربلاء قديمة قدم العراق السومري والبابلي. وما نعرفه عن اسمها الراهن "كربلاء" هز تحريف عن كلمتين هما بالأصل أراميتان: كلمة "كرب"، أي "محرم" بالعربية، وكلمة "إيلا" أي "الإله" بالعربية. وعند الدمج تصبح "كرب إيلا" أي "حرم الإله". وكان اسم إله المدينة القديم بعل أو "إيل" بالآرامية، إنه الإله هداد. وهو إله الكثير من الشعوب الآسيوية والأفريقية. وللمدينة أسماء أخرى منها: نينوى وعمورا ومارية والنواويس والطف وطف الفرات. كانت كربلاء منذ القدم، وبسبب وجود معبد الإله بعل فيها، مقبرة للموتى ليس لأبناء المدينة فحسب، بل لموتى المدن المجاورة تيمناً بالمعبد. وهي الآن مقبرة يدفن فيها موتى من مختلف بقاع العالم الإسلامي، وخاصة من المتبنين للمذهب الشيعي، بسبب وجود حرمي الحسين وأخيه العباس وهما من أبناء علي بن أبي طالب. وكلاهما استشهد في معركة الطف بكربلاء ضد قوات السفاح يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

كانت مدينة كربلاء وكل المدن المجاورة قد عرفت جميع الأديان كاليهودية والمسيحية وأخيراً الإسلام. وعلى مقربة من المدينة تقع "عين تمر". وكتب عنها جمال الخرسان يقول: سكان المدينة الحاليون جميعهم مسلمون، لكن جذورهم التاريخية الدينية لازالت شاهدا حتى الان، اذ يقع وسط المدينة الحالية اطلال "قصر شمعون" التاريخي وهو من بقايا مملكة يهودية كانت عامرة في تلك المدينة قبل الفتح الاسلامي، وليس بعيدا عن محيطها هناك كنائس ومقابر مسيحية موغلة بالقدم مثل "القصير"، "البرذويل" وغيرها، والى جنب الاثار الدينية غير الاسلامية في المدينة هناك ايضا جملة من الشواهد التاريخية الاسلامية لتكون عين التمر مدينة تنوع تاريخي وديني كما هو حال معظم المدن العراقي"، ومنها كربلاء حيث وجدت فيها مقبرة النواويس المسيحية مثلاً.

هذه المدينة التي مرَّت عليها الكثير من الشعوب والقبائل أصبحت منذ أن دفن فيها الحسين وأخيه العباس مزاراً ليس للمسلمين الشيعة بل وللكثير من مسلمي السنة من جميع أرجاء العالم يزورها الكثير من السياح من مختلف بلدان العالم للتعرف عليها وعلى أثارها وتاريخها الممتد أكثر من 5 آلاف سنة.

سكان هذه المدينة العالمية، الذين تبنوا الإسلام بعد المسيحية ومنذ الفتح الإسلامي على يد القائد السفاح خالد أبن الوليد، ومن ثم المذهب تبنوا المذهب الشيعي في الإسلام، ما كانوا يوماً مناهضين لأي دين أو مذهب ولا لأتباعها، رغم ما تعرضوا له من اجتياح واستباحة على أيدي الوهابيين المتطرفين القساة الذين غزوها أكثر من مرة. سكان المدينة مفتوحون ومتفتحون على شعوب العالم ويتعاطفون مع قضاياهم. وهذا حال أغلب المدن السياحية، الدينية والترفيهية والأثرية.

عاشت بكربلاء عائلات عراقية سنية وكان لهم جامع يقع في محلة العباسية، وكان إمام الجامع السيد هاشم الخطيب الذي كانت له ولعائلته علاقات حميمة مع الكثير من العائلات الشيعية بالمدينة، وكان أبناء السيد هاشم الخطيب لهم علاقات واسعة مع غالبية شبيبة كربلاء حينذاك وساهموا في كل المناسبات الحسينية مع عزاءات طلبة كربلاء المتحضرة والبعيدة عن أساليب إيذاء النفس بأي شكل.

وبرهن سكان كربلاء على أنهم لم يعيروا أي اعتبار للمذهب الذي يؤمن به رئيس الوزراء صالح جبر، الشيعي المذهب، حين تظاهروا ضد حكومته وضد معاهدة بورتسموث مشاركين شعب العراق في وثبة كانون الثاني 1948. كما شاركوا في انتفاضة تشرين 1952 ضد نوري الدين محمود السني المذهب مثلاً. وهاهم سكان مدينة كربلاء الشباب يتظاهرون، ومعهم شيوخ دين محترمين، يتصدون للواقع السيء الذي تسبب به النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية وضد الفساد والإرهاب وتدهور الخدمات خلال السنوات المنصرمة رغم إن رئيس الحكومة الاتحادية من حزب سياسي شيعي طائفي وبقيادة تحالف شيعي طائفي قاد البلاد، عبر النهج الطائفي المتطرف والصراعات وسيادة الفساد والقتل على الهوية، إلى الموت والخراب وتسليم محافظات عدة إلى الدواعش الأوباش ومن معهم. كما رفض واحتج الكربلائيون على استفزاز السنة بالعراق وكل الشعب العراقي حين تحدث نور المالكي وقال بأن المعركة ما زالت بين اتباع الحسين وأتباع يزيد بن معاوية، وكان يقصد بهم السنة، على وفق الميثولوجيا الشيعية عند المتخلفين إنسانياً وحضارياً وفهم التاريخ. وها نحن أمام شبيبة كربلاء ذات الوعي والحضاري (الأممي) المناهض للعنصرية والطائفية والكراهية والأحقاد والمتفتح على الشعوب وحضاراتها، التي تشارك شبيبة العراق في تظاهرات أيام الجمعة منذ ثمانية أسابيع التي تطالب بالإصلاح الجذري والتغيير الفعلي ومحاربة الفساد في السلطات الثلاث وجلب المسؤولين الكبار والقضاة اللاهين والمشاركين في الفساد إلى المحاسبة وتقديمهم للمحاكمة لينالوا الجزاء العادل لما ارتكبوه بحق العراق وشعب العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!
- المتظاهرون وأعداء التغيير بالعراق!
- الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!
- هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟
- جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية و ...
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟