أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!














المزيد.....

الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أدى قيام نظام سياسي طائفي ومحاصة طائفية بالعراق في أعقاب إسقاط الدكتاتورية واحتلال العراق إلى انتهاج سياسة مماثلة في توزيع السفارات العراقية على الأساس المحاصصي الطائفي والأثني. فكان لكل طائفة دينية عدد معين من السفارات والسفراء بالخارج وفي وزارة الخارجية بالداخل، ومن ثم توزع هذه الحصص على أساس الأحزاب السياسية القائمة في كل طائفة وأثنية، فكان للطائفتين الشيعية والسنية بأحزابها الإسلامية السياسية الطائفية حصتها الكبرى ثم القومية الكردية لها حصتها الموزعة على الأحزاب السياسية الرئيسية فيها، ومن ثم بعض النواب لأتباع بعض الديانات الأخرى. وهو نظام بائس حقيقي يتجاوز كل مبادئ وأسس الدولة المدنية الديمقراطية والدستورية ومبادئ حقوق الإنسان القائم على تولي المناصب على أساس حق كل مواطن تتوفر فيه شروط ومستلزمات أن يكون سفيراً للعراق بدلاً من أن يكون كل من هبّ ودّب من أبناء تلك الطوائف والأثنيات بمعزل عن كفاءاتهم وطاقاتهم واستقلاليتهم في العمل بالخارج لصالح الشعب والوطن بدلاً من العمل لصالحهم وباسم طوائفهم وأثنياتهم أو أحزابهم الطائفية والقومية. إن هذا التوزيع المخل بالدستور العراقي وقواعد العمل الديمقراطي قد شمل جميع السفارات العراقية بالخارج وكل الذين تعينوا في وزارة الخارجية من وزير ووكلاء وزارات وسفراء وموظفين. وإذا كان بينهم من تصرف على اسس سليمة فهم لا يعدون على عدد أصابع اليدين، في حين أن الغالبية العظمى قد تصرفت بوحي مخالف تماماً لقواعد العمل الأساسية التي يفترض أن تمارس في التعيين أو في العمل أو في العاملين في وزارة الخارجية.
وعلى هذا الأساس وصل إلى سفارات العراق في الغالب الأعم سفراء وقناصل وملحقون عسكريون وملحقون ثقافيون وموظفون لا يخدمون الجالية العراقية ولا يعملون لصالح العراق، بل لصالح أحزابهم بعينها ولا يلتقون إلا بأفراد من تلك الأحزاب أو من يؤيدها، في ما عدا قلة قليلة تمتعوا باحترام الجاليات العراقية واحترامهم وتعاونوا مع الجميع. وأصبح الفساد منتشراً في صفوف الكثير من تلك السفارات. وقد استولت الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية، تليها الأحزاب الكردستانية الحاكمة، وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، ثم الأحزاب المحسوبة على الحصة السنية، على نسبة عالية من سفراء العراق وقناصله وملحقيه الثقافيين والعسكريين وموظفين فيها. وكأن العراق ليس فيه من يمكن أن يكون سفيراً خارج إطار هذه الأحزاب. وقد قدم الطاقم العامل في واشنطن الدليل الكاسح على الخلل في عمل السفارات.
إن تقليد تغيير السفراء كل أربع سنوات لم يتبع في جميع السفارات العراقية لا بسبب جودة هذا السفير أو ذاك، بل بسبب رغبة السفير ودعمه من الحزب السياسي الذي ينتمي إليه، ومنهم سفير العراق بألمانيا الاتحادية على سبيل المثال لا الحصر والذي كانت علاقاته بالأساس بقوى الإسلام السياسي وتناقض مهمته في العلاقة مع جميع أبناء وبنات الجالية بغض النظر عن وجهة تفكيرهم أو علاقاتهم أو معارضتهم للحكومة العراقية.
إن نشوب الصراعات الطائفة والخلافات السياسية بين أطراف الحكم بالعراق أدت إلى بروزها بقوة في مواقف السفراء والسفارات بالخارج والتمييز في التعامل مع المواطنات والمواطنين من الجالية العراقية. وهو أمر مسيء للعراق وشعبه وجالياته.
وزارة الخارجية العراقية وعلى ضوء المحاصصة عينت في سفارات العراق عناصر تابعة للأحزاب السياسية المشاركة في الحكم وعلى أساس الحصة المحددة لكل حزب من تلك الأحزاب في الحكم وفي كل مؤسسات الدولة الداخلية والخارجية، ولم يبق للشعب والناس المستقلين أي مجال للحصول على مواقع في أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟
- جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية و ...
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!