أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم حبيب - صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!














المزيد.....

صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 11:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




عانت الشبيبة العراقية خلال العقود الخمسة المنصرمة الكثير من الآلام والمآسي، وكان أفظعها خسارة ما يقرب من مليوني شاباً وشابة بسبب السياسات الاستبدادية والحروب التوسعية المجنونة، الداخلية منها ضد الشعب الكردي والأهوار، والحروب الثلاث الخارجية، وبسبب الاعتقالات والقتل في السجون، ومن ثم التهجير القسري لأعداد غفيرة جداً من شبيبة الكرد الفيلية وعرب الوسط والجنوب وبغداد وغيرها من مدن العراق إلى إيران. وقد حمل النظام شعارات قومية فارغة ومضللة ومدمرة للفكر والسياسة ومقدِسة للفكرة القومية اليمينية المتطرفة، الفكر الشوفيني والتمييزي إزاء القوميات الأخرى. لقد رفع الهوية الفرعية وقتل بعدوانية شرسة هوية المواطنة العراقية الحرة والمتساوية والمشتركة. وحين سقط النظام تنفس الناس جميعاً، وخاصة الشبيبة، الصعداء وتمنوا أن يعودوا إلى الحياة الطبيعية بعيداً عن الاستبداد والعسكرة والحروب والتهجير ليمارسوا حياتهم الاعتيادية في التعليم والعمل والثقافة وبناء الحياة الجديدة.
ولم يُمنحوا هذه الفرصة. فسرعان ما هيمنت الأحزاب الإسلامية السياسية والفكر القومي على الحياة السياسية وبرزت الهويات الفرعية الطاغية وكأنها في معركة دموية وليسوا جميعاً من شعب واحد متعدد القوميات، شعب واحد متعدد الديانات والمذاهب، شعب واحد متعدد الأفكار والسياسات، كما يفترض أن تكون عليه الحياة الإنسانية الطبيعية بالعراق.
وانجرف الملايين من الشبيبة، التي كان النظام البعثي قد مرغ كرامتهم بالتراب وداس على مصالحهم وحقوقهم، وأشعل فيهم روح التعصب القومي والديني والمذهبي، وراء الأحزاب الإسلامية السياسية والقومية مخلفات البعث والناصرية اليمينية التي سلمها المحتل الأمريكي–البريطاني السلطة بالعراق والتي عمدت إلى تأجيج الصراعات الدينية والمذهبية والقومية في محاولة من كل منها للسيطرة على قيادة السلطة ومنها التحكم بالمال العام والنفوذ الاجتماعي. وكانت نتيجة هذه الصراعات التي ما تزال مستمرة وموت عشرات ألوف الناس الأبرياء من الشبيبة العراقية على نحو خاص، كما استشهد أو فقد وشرد وهجر الكثير من العائلات ومعهم الأطفال عماد مستقبل البلاد. لقد جرى كل ذلك باسم الهويات الفرعية القاتلة التي سرقت في ليلة سوداء ومن جديد هوية المواطنة والوطن ونهبت الثروة.
لقد سار الملايين من شبيبة العراق وراء تلك الهويات الفرعية القاتلة واعتقدت مخدرة بالطائفية السياسية المقيتة بأنها ستحوز على الكثير من خلال تلك السياسات الجهنمية التي قادت البلاد إلى الوضع الذي هي فيه الآن ومعها شعب العراق كله. لقد دُفعت الشبيبة لتتبني ثقافة صفراء وتغوص في ماض سحيق لتنسى الحاضر المؤلم وواقعها البائس والبطالة والحرمان وتردي الخدمات، ومنها الكهرباء والتعليم والصحة والاتصالات والفقر الواسع النطاق. لقد عاشت شبيبة العراق على وهم كبير في أن تكون السلطة لكل من تلك الهويات الفرعية القاتلة، وراحت تركض وراء تلك الأحزاب وكأنها تعمل لصالح طوائفها، في حين كان عملها لصالح قيادات تلك الأحزاب التي نهبت البلاد وسبت العباد ليسقطوا بالآلاف ضحايا تلك الصراعات الطاائفية الخبيثة. إن المذاهب ينبغي أن تحترم من الجميع وكذا الأديان، ولكن ينبغي التخلي عن الطائفية السياسية المفرقة للصفوف والمبعثرة لوحدة الشعب.
لقد أدركت الشبيبة إنها تعيش تحت وطأة هذا الوضع الفاسد، فهبت وتفاعلت مع شعبها المخدوع بالأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية، التي عرتها المرجعية التي تحالفت معها قبل ذاك لأنها اكتشفت زيفها وسوأتها والعواقب المدمرة التي تعرض لها الشعب بعد حكم طائفي دام اثني عشر سنة عجاف. إن هبتها في كل مكان من العراق وستلتحق بها شبيبة وشعب بقية المحافظات التي بدأت تعاني هي الأخرى من الفساد والتسلط والتراجع عما تحقق سابقاً، كما في محافظات الإقليم أيضاً.
إن الشبيبة العراقية، ومعها الطفولة، تعاني أكثر من غيرها من واقع العراق المستباح الراهن، وخاصة تلك التي تحت هيمنة داعش وقوى البعث المسلحة المعادية للعراق والشعب، وهي التي تريد التغيير، خاصة بعد أن فقد الكثير من الشبيبة الثقة بالتغيير فاتسعت هجرة الشباب نحو مستقبل مجهول ومحفوف بالمخاطر.
وبالأمس وقف السيد رئيس الوزراء يطالب الشبيبة بالعمل والإبداع العلمي والتقني. والأسئلة التي سمعته من الشبيبة وبصوت مرتفع هي: أين هو العمل؟ أين هي فرص الأبداع العلمي والمبادرة؟ أين هي الأجواء السلمية والآمنة لكل ذلك؟
شعر الناس الشرفاء بالعراق بالحزن الشديد وهم يرون شبيبتهم تقاتل على جبهات الحرب ضد الأوباش الدواعش والبعثيين المتوحشين، أو تتظاهر وتطالب بالتغيير ورئيس الوزراء يطالبهم بإنتاج تقنيات تكشف عن الإرهابيين حاملي السلاح والمفجرين للسيارات المفخخة بسبب قلة ذات اليد ولم يحاسب حتى الآن أولئك الفاسدين ومن كان في الحكم حين تم استيراد تلك الأجهزة الفاسدة التي لا تكشف إلا عن الروائح الطيبة!!!
كم أتمنى أن يكون رئيس الوزراء واقعياً ويحاسب الفاسدين في الحكومة والقضاء ومن كان في الحكم وما يزال يعمل ضد التغيير الذي يناضل من أجله الشعب العراقي، ويعجل بالتغيير قبل فوات الآوان!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!
- المتظاهرون وأعداء التغيير بالعراق!
- الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!
- هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟
- جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية و ...
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم حبيب - صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!