أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان














المزيد.....

الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 08:49
المحور: حقوق الانسان
    


يبلغ عدد العراقيات والعراقيين بألمانيا حوالي 90000 نسمة، وهم موزعون على غالبية المدن الألمانية الكبيرة والصغيرة. وحصة برلين تتراوح بين 3500-4000 نسمة. عدد مهم من قدامى العراقيين والعراقيات يحمل الجنسية الألمانية، في حين إن المهاجرين واللاجئين الجدد ومنذ سنوات ما زالوا يحملون الجنسية العراقية. غالبية هذه المجموعة الكبيرة مستقلة عن الأحزاب السياسية العراقية، ونادراً من يشارك منهم في الحياة السياسية الألمانية، وجزء قليل منهم يعمل في منظمات مجتمع مدني عراقية أو ألمانية. ولكن جميعهم يحملون معهم همّ الشعب العراقي ومشكلاته. في فترات سابقة كانت نسبة غير قليلة منهم تشارك في فعاليات العراقيين في مدنها أو حين تقام ببرلين من جانب تنظيمات سياسية أو منظمات مجتمع مدني عراقية، وخاصة في فترة حكم الدكتاتورية الغاشمة.
وحين سقطت الدكتاتورية ارتفع مزاج الكثير من أفراد الجالية وشاركوا في فعاليات غير قليلة، وكان أملهم في أن يتطور الوضع بالعراق لصالح الحريات الديمقراطية والحقوق الأساسية للشعب. ولكن وجهة التطور بالعراق اتخذت مسارا آخر غير مدني وغير ديمقراطي وغير عقلاني، إذ دفعت قوات الاحتلال الحكم بالعراق باتجاه إقامة نظام سياسي طائفي يستند إلى قاعدة المحاصصة الطائفية التي شقت وحدة الصف الوطني ومزقت نسيجه بسبب ممارسات الأحزاب الإسلامية السياسية والقومية وهيمنتها على السلطة، وكأن البلاد ملك للأحزاب الشيعية والسنية العربية والكردية وليس لكل الشعب العراقي بعربه وكرده وقومياته الأخرى أو أتباع دياناته غير المنتمية للأحزاب السياسية العراقية والتي تشكل أكثر من 99% من سكان العراق. المشكلات والصراعات والقتل على الهوية التي ميزت وما تزال تميز الوضع بالعراق خلقت إحباطاً شديداً في نفوس نسبة عالية جداً من بنات وأبناء العراق بالخارج، ومنها ألمانيا، وأدت إلى نشوء خلافات في ما بين الجماعات القاطنة بالدول الأجنبية وتقلص عدد المشاركين بالفعاليات السياسية أو الاجتماعية، إذ فقد الكثير منهم الأمل بحصول تغيير لصالح الحياة الديمقراطية، رغم إن هذا الوضع السيئ بالعراق كان وما يزال يتطلب المزيد من العمل لصالح تأمين التضامن من شعوب العالم مع العراق للخلاص من الطائفية ومحاصصاتها المذلة للمواطنة والمواطن بالبلاد. فمنظمات حقوق الإنسان، التي تزداد الحاجة إليها في المرحلة الراهنة بسبب الانتهاكات الفظة التي يتعرض لها الإنسان في إرادته وحقوقه ومصالحه وثروته الوطنية، تعاني من شحة حضور نشاطاتها ومؤتمراتها لا لأن العراقيات والعراقيين لا يؤيدون حقوق الإنسان أو لا يدافعون عنها ضد من يتجاوز عليها بالعراق ومن أجل دعم المهاجرين بالبلدان التي يعيشون فيها، ومنها ألمانيا، بل لأن قناعتهم بعدم قدرة هذه المنظمات وفعالياتها على المساهمة في تغيير الوضع المتردي بالبلاد، وبسبب خلافات ذاتية تدمر العمل الاجتماعي والتضامن الإنساني المنشود.
هذه الظواهر ليست جديدة بل برزت في فترات سابقة أيضاً. وهي شديدة الأثر في الوقت الحاضر. ويمكن أن يعود بعض هذه الأسباب إلى أن العاملين في هذه المنظمات كبار السن وعاجزين عن إيجاد السبل المناسبة للوصول إلى الشبيبة والتعبير عن مشاكلهم ومصالحهم ورغباتهم، وضعف التنظيم في هذه المنظمات، ولكن المشكلة المركزية تكمن في أوضاع العراق التي ترسل وتنشر خيباتها إلى الجاليات العراقية بالخارج. ففي عام 2012 عقد مؤتمر منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق /أومرك وحضرها 12 شخصاً فقط, وفي يوم 26/9/2015 عقد مؤتمرها الجديد وحضره 16 شخصاً فقط (امرأة واحدة و15 رجلاً) من مجموع 90 ألف إنسان عراقي وهو أمر محزن حقاً. وكما يبدو ليست هناك رغبة في حضور الاجتماعات والاستماع إلى تقارير طويلة وإصدار توصيات وقرارات لا طائلة منها ولا يمكن تنفيذها.
إن هذا الواقع يجبر العاملين في هذه المجالات الإنسانية على التفكير الجاد بالتحري عن أساليب عمل أقرب إلى الاجتماعات العامة المفتوحة التي يهيأ لها جيداً وتتضمن فعاليات متنوعة ومتداخلة مع قضايا حقوق الإنسان التي يمكن أن تعبئ الكثير من العراقيات والعراقيين القدامى والجدد وكذلك المهاجرين واللاجئين الجدد. لقد نجحنا مثلاً بعقد لقاء حضره 145 شخصاً من العراق وألمانيا ودول أوروبية عديدة وكندا واستراليا ببرلين، للتضامن مع ضحايا عصابات داعش بالموصل وسنجار وسمار وتلكيف وعموم سهل نينوى والأنبار وصلاح الين وديالى وكركورك، وكذلك مع ضحايا المدن العراقية الأخرى وضحايا القوات العراقية والبيشمركة والمتطوعين. وقد وصلت أصوات التضامن إلى دول كثيرة بما فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ..الخ, وقد شخص المؤتمر بوضوح كبير إن النظم السياسية الطائفية والأثنية ومحاصصاتها المذلة وسياسات الاستبداد الفردي والتمييز القومي والديني والمذهبي وعدم الفصل بين الدين والدولة والفصل بين السلطات الثلاث والهيمنة على لقضاء بسبب ضعف العاملين فيه أو رئيسهم من أهم الأسباب في مصادرة حقوق الإنسان وتفتيت وحدة الشعب والفساد والإرهاب والخراب والموت.
إن هذا يدعونا جميعاً للعمل من أجل عقد مثل هذه المؤتمرات لصالح الإنسان العراقي ومن أجل إنقاذه من الجرائم الذي ترتكب بحقه منذ عقود ومن أجل أن يستعيد عافيته وإرادته ويتحكم بمستقبله وبناء دولته الوطنية الديمقراطية ومجتمعه المدني الديمقراطي الحديث.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمييز المتنوع وعواقبه على المجتمع: الطائفية نموذجاً
- أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!
- هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!
- المتظاهرون وأعداء التغيير بالعراق!
- الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!
- هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟
- جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية و ...
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان