أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا العرب ضد العرب















المزيد.....

لماذا العرب ضد العرب


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 15:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا العرب ضد العرب ؟
طلعت رضوان
يشكوكثيرون من المُـحللين السياسيين من العداء المُــتبادل بين الأنظمة العربية ، والاتهامات المُــتبادلة بينها ، مثل الاتهامات بين السعودية واليمن ، وبين سوريا ومعظم الدول العربية ، بل والدورالخطيرالذى تقوم به دولة قطر ضد دول (الخليج العربى) وضد مصر، فهل العداء العربى/ العربى حديث أم له جذور قديمة ؟
الصراع العربى/ العربى الدائر الآن ونحن فى عام 2015، يرجع إلى الماضى، إذْ كيف انقسم الشام الذى كان يضم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن؟ بل كيف تمّ إنشاء (المملكة الأردنية)؟ وأليس الصراع العربى/ العربى تمّ بفضل تدخل الإستعار الأوروبى؟ وعلى سبيل المثال أصبح العثمانيون عام1913عاجزين عن وقف توسع السعودية عندما ضم ابن سعود الإحساء لمملكته. ثم تزايدتْ قوة موقفه بعد توقيعه معاهدة مع بريطانيا عام1941واعترفتْ له بالسيطرة على نجد ، الإحساء ، القطيف والجبيل. وأثناء الحرب ساعد ابن سعود الحلفاء بالمجهود الحربى ، واشترطوا عليه تجنب القيام بأى عمل عسكرى ضد الشريف حسين (حاكم الحجاز) والمُوالى للبريطانيين ، مما دفع ابن سعود لتدبير خطة لغزو الحجاز. ونصّبتْ بريطانيا ابنىْ الشريف حسين (فيصل وعبدالله) حاكميْن على العراق والأردن (الواقعتيْن تحت الاحتلال البريطانى) وفى عام1924أعلن الشريف حسين أنه (خليفة المسلمين) وأنه (ملك العرب) فقرّر ابن سعود غزو الحجاز، فدعا زعماء القبائل الواقعة تحت سيطرته يوم2يونيو24وقال لهم ((لقد حان الوقت لوضع نهاية لحماقات ذلك الذى يُـطلق على نفسه لقب شريف مكة. وأنّ تاريخ الإسلام لم يشهد فسادًا مثل فساده ويطمع فى إرتقاء منصب الخلافة الجليلة)) فانطلقتْ قوات سعودية مكونة من ثلاثة آلاف مقاتل نحو الطائف واستولتْ عليها بعد قيامهم بمذبحة للحامية الهاشمية. واعترف عبد الرحمن عزام (أول أمين عام لجامعة الدول العربية) فى مذكراته أنّ الجيش الأردنى بقيادة الجنرال جلوب (الإنجليزى) زحف على العراق (هيئة الكتاب المصرية- عام2013- ص260)
بل إنّ الحاج أمين الحسينى (مفتى فلسطين) رفض تدخل الجيوش العربية فى الصراع الفلسطينى/ الإسرائيلى وطالب بأنْ يقوم الفلسطينيون بأنفسهم بالدفاع عن وطنهم، وأنْ تــُـقـدّم لهم المساعدة بالمال والسلاح والذخائر(هيكل- العروش والجيوش- دارالشروق- عام98- ص441) وذكر هيكل أنّ الجيوش العربية تخلــّـتْ عن مساعدة الجيش المصرى فى معارك النقب فى شهرىْ نوفمبر وديسمبر48 (المصدرالسابق- ص445) وأعتقد أنّ شهادة هيكل لايمكن الطعن عليها بسبب (عروبته غير المشكوك فيها) ومع ذلك كتب أنّ عبدالناصر قال يوم29/8/65((إنّ العرب يُـتاجرون بالشعارات ، وبالتالى فإنّ ج.ع.م (أى مصر) ستجد نفسها مضطرة إلى الانسحاب من مؤتمرات القمة (العربية) لتحل مسئوليتها التاريخية وحدها)) وعن فلسطين قال ((نحن جميعـًا لا نملك خطة لتحرير فلسطين ولا نملك الوسائل لتحقيق ذلك)) (هيكل- الانفجار- ص207، 208)
وهيكل (العروبى الكبير) نظرًا لإيمانه ب (العروبة) وضرورة (الوحدة العربية) رأى أنّ مصر مجرد (شظية) وبرّرموقفه بأنْ أضاف ((لا مستقبل للكيانات الشظايا. شظية اسمها السعودية وشظية اسمها ليبيا.. إلخ)) (أهرام6/7/73) وفى الأسبوع التالى كرّر نفسه ولكن بمزيد من الهدم لمبدأ الاعتماد على القوة الذاتية لأية دولة فذكر لو أنّ ((كل بلد عربى وجد الوسيلة لتنمية مستقلة ، فمعنى ذلك أننا سندخل فى عصر المنافسة الطاحنة بين الضعفاء)) والنتيجة كما كتب ((شظايا تصطدم مع الشظايا. فتات يأكل الفتات)) ولأنه مولع باللعب بالألفاظ أضاف ((إننا إذا لم ننجح فى التنمية المستقلة وقعنا فى الخطر. وإذا نجحنا فى التنمية المستقلة وقعنا فى الأخطر)) (فهل الرأسمالية العالمية تــُـريد أكثر من ذلك؟) ثمّ تناقض مع نفسه فكتب ((الصراع العربى الإسرائيلى فى جوهره صراع بين (الكم) العربى و(الكيف) الإسرائيلى. قد يكون العرب مائة مليون ولكنهم بعيدون عن روح العصر، ولهذا لا يلحقون به)) (أهرام8/6/73)
ونتيجة الصراع العربى/ العربى لم تكن مفاجأة أنْ يُـدمّر الطيران الإسرائيلى المفاعل العراقى يوم7/6/81 (رغم محطة الإنذار المبكر فى السعودية) وعندما غزا جيش صدام حسين دولة الكويت ، فإنّ الكويت استعانتْ بأمريكا لتحرير أراضيها. وذكر ضابط المخابرات المصرى (فتحى الديب) أنّ ((قاعدة الظهران الأمريكية التى أقامتها أمريكا بالسعودية كانت بديلا مأمونـًا وبعمق المشرق العربى)) (عبدالناصروتحرير المشرق العربى- مركزالأهرام للدراسات- عام2000- ص181) ولأنه (مؤمن) بالعروبة لم يذكر الهدف من إقامة تلك القاعدة العسكرية فى السعودية. وإقامتها ضد من؟ وباعتراف هيكل فإنّ السعودية بها1600خبير عسكرى بريطانى وأمريكى. ونقل عن ماكنمارا (وزير الدفاع الأمريكى الأسبق) أنّ ((دولة عربية طلبتْ كمية من الأسلحة لمواجهة السوفيت. وأننا وافقنا بشرط أنْ لا تستخدم أسلحتنا ضد إسرائيل)) (الانفجار- ص241، 242) وهيكل الذى نقل هذا الحديث لم يُـعلق عليه بكلمة واحدة، ولو حتى بسؤال : تلك الأسلحة ستكون ضد من؟ طالما أنها ليست ضد إسرائيل.
والحروب العربية/ العربية تتم بأسلحة أمريكية، فكتب د. حامد عمار أنّ العرب يدفعون تكاليف حروب أمريكا فى المنطقة (العربية) ويشترون السلاح منها بل وتــُـحمّـلهم (أمريكا) تكاليف غزواتها الخارجية كما حدث فى البوسنة. والعرب يخضعون لمطالب الشركات الأمريكية. ويُـدعّـمون الانتخابات الأمريكية بأموالهم. وأنّ إحدى الدول العربية موّلتْ خطاب كولن باول (وزيرالخارجية الأمريكى حينئذ) فى جامعة ثافت الأمريكية، بمبلغ 200 ألف دولار. وأشار فيه إلى الصداقة مع الدول العربية (أهرام1/1/2004) وأكــّـد وزيرالخارجية القطرية الشيخ حمد بن جاسم أنّ على الدول العربية ألا تخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولا تخجل من وجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام12/1/2004) وقال سيف القذافى إنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطار صفقة تاريخية مع تونى بلير(رئيس وزراء بريطانيا آنذاك) ولم يُمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا ((إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) وقال إنه لعب دورًا مهمًا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا وأقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية)) (نقلا عن أ. سلامة أحمد سلامة- أهرام21/1/2004) وكان تعليق أ. سلامة ((ولا أحد يعرف القواعد العسكرية الأمريكية والمظلة الدولية لحماية ليبيا مِنْ مَـنْ وضد منْ؟ وحين لم تتحقق للعقيد القذافى طموحاته فإنه بادرإلى التمرد على العرب والعروبة، فضلا عن أنّ القومية العربية فقدتْ - منذ وقت طويل - زخمها بعد أنْ تحوّل الجميع إلى السباحة فى مياه الهيمنة الأمريكية))
كتب أحد الكتاب العراقيين ((إنّ ما حلّ بنا من نكبات ونكسات يعود لمن ضلــّـلونا بشعارات الوحدة العربية والقومية العربية. والآن يتدخلون فى الشأن العراقى ويدقون آخر مسمار فى نعشها)) فكان تعليق د. مصطفى عبدالغنى ((أعرف أنّ موقف العرب كان ضعيفــًا ومتخاذلا قبل سقوط بغداد بزمن طويل وأثناء السقوط وبعده، ولكن ماعلاقة هذا كله بالتبرؤ من العرب؟)) (أهرام5/7/2004) وإذا كان د. عبدالغنى لا يعرف فإنّ رؤوس الأموال العربية المُستثمرة فى أمريكا وأوروبا والتى تجاوزتْ ألف مليار دولار، ومعرضة للمخاطر(مجلة الغد العربى- يناير99) أحد أسباب التبرؤمن العرب. أما الكاتب الليبى د. أبوالقاسم صميدة فأرجع سبب الصراع العربى/ العربى إلى جذوره فكتب ((الكارثة هى أنّ العرب لم يتخلــّـصوا من ثقافة داعس والغبراء. ولم ينسوا تقاليد البسوس وسلوكيات الثأر، والسلب وتقاليد القبائل والعراك البدائى، فتلبستهم ثقافة ملكية الحقيقة)) (أهرام16/11/2003)
وإذا كانت السعودية فى 2015 تقتل الشعب اليمنى، وسوريا تتفكك بأيدى (عربية) والعراق تفكك بأيدى (عربية) وليبيا تفككتْ بأيدى (عربية) ودولة قطر تــُـحرّض العرب ضد العرب، فهل هذا المشهد المأساوى يختلف عن مشهد الصراع بين على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان؟ ولماذا انضم اثنان من الذين حصلوا على تأشيرة دخول الجنة (طلحة بن عبدالله والزبير بن العوام) إلى جيش معاوية ضد جيش على ومعهما عائشة زوجة النبى محمد؟ (الطبرى- تاريخ الأمم والملوك- مؤسسة الأعلمى – بيروت- لبنان- ج3 فهل ذاك المشهد يختلف عن الصراع العربى/ العربى الدائر حاليًأ؟
000
هامش (1) على بن أبى طالب: الخليفة الشرعى الرابع. تعرّض لمؤامرة معاوية بن أبى سفيان وعمربن العاص فى (التحكيم) و(رفع المصاحف) وخاض على ومعاوية حربيْن (الجمل وصفين) وقال على إنّ ((معاوية وعمر بن العاص وابن أبى معيط ليسوا بأصحاب دين ولاقرآن. وقد صحبتهم أطفالا ورجالا فكانوا شرأطفال وشر رجال))
هامش (2) مؤامرة التحكيم : قال عمر بن العاص (ممثل معاوية) لأبى موسى الأشعرى (ممثل على): ما رأيك نخلع هذيْن الرجليْن ونجعل الأمر شورى بين المسلمين فتكلم أبو موسى وقال إنّ رأيى ورأى عمرو، أنْ نخلع عليًا ومعاوية. وجاء الدور على عمرو فقال: إنّ أبا موسى خلع صاحبه. وأنا أخلع صاحبه كما خلعه. وأثبت صاحبى معاوية. فقال أبوموسى له: لقد غدرتَ وفجرتَ وأنّ مثلك مثل الكلب.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعدد الإسلام بتعدد الشعوب ؟
- هل السياسيون كارثة على شعوبهم ؟
- هل يجرؤ أى حاكم الاعتداء على اسم وطنه؟
- القبائل العربية فى مصر
- العرب قبل وبعد الإسلام (19)
- العرب قبل وبعد الإسلام (18)
- العرب قبل وبعد الإسلام (17)
- العرب قبل وبعد الإسلام (16)
- العرب قبل وبعد الإسلام (15)
- العرب قبل وبعد الإسلام (14)
- العرب قبل وبعد الإسلام (13)
- العرب قبل وبعد الإسلام (12)
- العرب قبل وبعد الإسلام (11)
- العرب قبل وبعد الإسلام (10)
- العرب قبل وبعد الإسلام (9)
- العرب قبل وبعد الإسلام (8)
- العرب قبل وبعد الإسلام (7)
- العرب قبل وبعد الإسلام (6)
- العرب قبل وبعد الإسلام (5)
- العرب قبل وبعد الإسلام (4)


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا العرب ضد العرب