جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 17:26
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الحب - الاستهلاك - الهلاك
لا تنسى ان هناك هلاك في الاستهلاك و تصف الالمانية حتى شراء و قراءة الكتب بالاستهلاك رغم انها عادة تقصد مشاهدة التلفزيون (قاتل خيال الاطفال الاول) او كما تسميها الانجليزية بعلك العينين. تعكس الانجليزية consume (من com التشديد و sumere اي الاكل بكثرة من sub تحت وemere الشراء و الاخذ) ان الكلمة فعلا خليط من الهلاك و الاستهلاك. لا يمكن تنظيم العمليات الاستهلاكية الا بصورة جماعية بسبب طبيعة و حجم المشكلة نفسها و اذا اصبح الانسان مفلسا فهناك الاستهلاك بالقرض يسمى بـ consumer credit لشراء سلع غير ضرورية تفوق الامكانية لتستطيع البنوك زيادة ارباحها.
الاستهلاك عادة سلبية تخص بالدرجة الاولى المواد الغذائية (التخمة) و المشروبات (خاصة الكحولية والغازية منها التي تلتصق باليد و الملابس كالصمغ) و العقاقير والتبغ (المخدرات). تستهلك المرأة الشرقية كميات كبيرة من مساحيق التجميل و التبيض تعتبرها المرأة الغربية رخيصة غير اخلاقية و دليل على قلة الذوق. هناك بالتاكيد علاقة وثيقة بين الحب / الزواج و الاستهلاك عندما يبدأ العريس بشراء حب العروسة بكرم الاستهلاك اضافة الى المهر لاستعراض الثروة و الغنى الى ان تفقد المستهلكات سحرها او تتحول الى عادة و ادمان و اخيرا الى الهلاك بعد ان يرمي الرجل نفسه في المهالك.
تستهلك العوائل الغربية الموسيقى و الرياضة و الدروس المسائية و الطاقة الكهربائية و الماء و البترول لانها تعيش في مجتمعات وصلت درجة االاستهلاك فيها 100% لتقوم الشركات بطرح فضلات السلع المتبقية في الاسواق الشرقية لسد حاجة العوائل الشرقية التي تقضي اوقات فراغها في هوايتها الاستهلاكية المفضلة في شراء السلع الصينية المضرة بالصحة بسبب المواد الكيمياوية فيها و ترجع الى البيت وهي محملة باكياس البلاستيك العفنة لتقوم باستهلاك الملابس و الحاجات البلاستيكية المنزلية بسبب الوانها الجذابة المسمومة. للانسان الشرقي ولع كبير بتوجيه الاسئلة الاستهلاكية التي هي اسئلة شخصية متكررة لا تفيد الا الجهات الحكومية الرسمية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟