أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد يوسف عطو - السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي















المزيد.....

السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 16:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



(1 ) :
( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) – علي بن ابي طالب

اصلاحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اتجهت بدلا من محاربة الفاسدين واطلاق الحريات العامة , وبدلا من محاربة داعش والارهاب الى محاربة موظفي الدولة العراقية في اطار سلم جديد وموحد للرواتب سيعمل على تحويل الموظفين الى فقراء ( اهل الصفة ) من فقراء المسلمين والذين كانوا ينامون تحت طارمة مسجدالنبي محمد في المدينة .
وبالمقابل سيزداد غنى البرجوازية الطفيلية الرثة ومتسولي الحرفنة امثال احدى المتسولات في ساحة التحرير في بغداد حيث تذهب الى مكان تسولها بسيارتها والتي يقودها سائق يعمل لحسابها ثم يعيدها الى شقتها عصرا . ولكن المثير في هذا الخبر العتيق ان المتسولة تمتلك عمارة ذات ثلاث طوابق في منطقة الكرادة الراقية في بغداد وتسكن في شقة خاصة بها وسط عمارتها وتقوم بتاجير بقية الشقق والمحلات التجارية .

تقوم المتسولة يوميا بتبديل فئات عملاتها الصغيرة( فكة – فراطة – خردة ) بفئات كبيرة والمبلغ الذي تقوم بمبادلته يصل الى مائة الف دينار يوميا , اي ثلاثة ملايين دينار شهريا , اي مايعادل (2300 ) دولار امريكي عدا ايجارات الشقق والمحلات التجارية العائدة لها .

مااشبه هذه المتسولة بفقراء مجلس النواب العراقي والذين يقومون بغسيل اموالهم وتهريبها الى الخارج والحصول على اعانات من دول اللجوء ثم يتم تحويل رواتبهم او تقاعدهم الذهبي من عملهم في مجلس النواب والذي يبلغ عشرات الملايين من الدنانيرشهريا الى حساباتهم في دول المهجر . ثم يحدثونك عن حزمة الاصلاحات !

( 2 ):

في دستور العراق الجديد , وفي ظل الديمقراطية الامريكية المعولمة وتحت مظلة العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية – الاثنية تم استبدال دولة المواطنة بدولة ( المكونات ).وهي تعني العودة الى عصر ماقبل الدولة , حيث سيطرة شيخ القبيلة , وحيث يسود السيد على مجتمع العبيد وملك اليمين وسبي النساء في الحروب والغزوات واللامساواة . والعملية السياسية تمت بمشاركة بعض العلمانيين والليبراليين والشيوعيين وتقوم العملية السياسية على تقسيم وتقاسم النفوذ والثروات والارض والمياه . السياسي في دولة المكونات يقوم بتخريب المجتمع لصالح انانيته واناه العليا بخلاف دولة النمل والتي تقوم على ارقى العلاقات الاجتماعية والتي تضمن حماية الدولة وتوفير الغذاء وحراسةمداخل ومخارج الدولة وتنظيف النفايات في حين تزداد النفايات اتساعا في العراق ولبنان .

التشابه بين دولة المكونات ودولة النمل

تتشابه دولة النمل مع دولة المكونات في الاستحواذعلى الارض والغذاء , ولكن في دولة المكونات يتم الاستحواذ لصالح فئة قليلة في حين يتم الاستحواذ في دولةالنمل لصالح المجموع . فايهما اكثر عقلانية؟ الانسان بعقله المتطور وعقلانيته ام النمل بعقله التجميعي -التركيبي ؟

من خلال مراقبتي للنمل شاهدت في احد الايام اعدادا كبيرة من النمل تقوم بالتهام خنفساء كبيرة ميتة . وخلال ساعتين فقط وبعد هبوب ريح قوية تناثرت قشرة الخنفساء واجنحتها , ويالهول المفاجاة!اكتشفت ان النمل التهم الخنفساء باكملها ولم يعد لها وجود .السياسيون في العملية السياسيةفي العراق يشبهون النمل في السيطرة والاستحواذ على الارض. ولكن في مقابل تقاسم النفوذ والغذاء بين مستعمرات النمل المختلفة الا انها تجتمع على خطة واحدة في المدينة ودولة النمل الواحدة .بينما يعمد السياسيون الى تقاسم النفوذ والثروة بصفتهم الاخوة الاعداء ولا علاقة لهم بالشعب

ان رفع شعارات الديمقراطية والدولة المدنية والمواطنة من قبل اطراف العملية السياسية هي من قبيل الخدعة وتمثل البراز الثقافي والاسهال الحزبي والامساك المعرفي للاحزاب المشاركة في العملية السياسية والقائمة على مبدا اللامساواة واللامواطنة , والعودة الى مفاهيم ماقبل الدولة مثل مثل ( اهل الذمة )و (الجزية)وقتل المخالف تحت تسميات براقة من قبيل (الاغلبية الدستورية ) او ( الاغلبيةالانتخابية) .

بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي والامساك المعرفي ضاع العراق وتم شراء اصوات الكثير من المثقفين لصالح الحيتان الكبيرة .
لاديمقراطية حقيقية ولا حداثة فكرية بدون حرية شخصية ..
ولا حرية شخصية بوجود الرقابة الحزبية ورقابة المليشيات واجهزة الدولة .

الاسهال الحزبي ادى الى تكاثر الاحزاب كتكاثر الفطريات , احدها يشبه الاخر , بما فيها الشيوعيون المساهمون في العملية السياسية والذين يساهمون في مشروع تقسيم وتقاسم العراق الى اقطاعيات نووية .

النمل ارقى تنظيما من السياسيين في العراق

ان النمل يعمل بطريقة جماعية عن طريق تقسيم العمل الدقيق والوصول من العقل الفردي للنملة الى العقل التجميعي التركيبي في دولة النمل . يعمل النمل على حماية مداخل ومخارج دولةالنمل وحراستها وتنظيفها من النفايات وخزن الطعام .ويقوم عن طريق اجهزة الاستشعار ومنها الرائحة الكيمياوية ( الفورمونات )والاستفادة من المجال الكرومغناطيسي بعمل مداخل ومخارج جديدة وحراستها من الغرباء والاعداء . اما السياسيون في العراق فقد تركوا بوابات الحدود مفتوحة لكل من هب ودب . وتم افراغ خزينة الدولة من واردات النفط . وكل سياسي يفكر بمصلحته فقط ولا علاقة له بالشعب .

لقد تم تحويل العراق الى مكب للنفايات وبلدا خاليا من الزراعة ويفتقد الى الخدمات العامة .ان حزمة اصلاحات رئيس الوزراء د . حيدر العبادي يتم تنفيذها طبقا لشروط صندوق النقد الدولي القاسية ولا تقوم على محاربة الفساد . حيث تم الاعلان عن اصدار سلم رواتب جديد وموحد للموظفين في العراق سيتضررمن جرائه مالايقل عن مليون ونصف المليون من الموظفين . وسيتم تحويلهم الى فئة فقراء اهل الصفة في زمن صدر الاسلام .

( 3 ):

نرجسية المثقف العراقي

يتميز المثقف العراقي بالنرجسية العالية وبالعقلانيةالاداتية , عقلانية السيطرة والاستحواذ . انهم يحاولون التكسب ماديا واعلاميا واحتكار الصورة والشاشة والكلمة . يتم شراء اصوات الكثير منهم من قبل الاحزاب السياسية وقنواتها الفضائية .

لاحظت ان هذه الظاهرة تتزايد في المنتديات الثقافية في شارع المتنبي وفي الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق , لذا بدات بالانسحاب من هذه المنتديات .

يتميز المثقفون بصورة عامة بالثقافة الابوية القائمة على الوصاية على افكار الاخرين ورفض الحوار وحق الاختلاف .وبرفضهم الاعتراف باخطائهم وعدم ممارسة النقد الذاتي وفقدان سياسة الاعتذار الى الاخرين : مقالتنا ( الاعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل )والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=488916

ويرفض السياسيون الفاشلون الاستقالة من مناصبهم او الاعتراف باخطائهم والاعتذار الى الاخرين . اننا نفتقدالى سياسة تحمل المسؤولية وتقديم الاعتذار الى الاخرين .ان سياسة الاصرار على الخطا هي نتاج الذات المتعالية واخلاق مجتمع البداوة .

ان المثقفين يتداولون مصطلحات لايعرفون معانيها الا امانيا امثال : العلمانية ,الليبرالية , المجتمع المدني , الديمقراطية , الحداثة .المثقف يحاول احتكار الكلمة والشاشة والسلطة لنفسه .

ان الاحتجاجات الشعبية لاتنجح بوجود الذات المتعالية والمصالح المتضاربة وفي محاولة كل تنسيقية احتكار العمل السياسي لنفسها . ان التنافر سمة من سمات العمل السياسي في العراق .

الكلمة هي قدرة على التخدير او على التغيير ..

لقد تحولت الكلمة عند المثقفين المنافقين الى تجارة وبراز ثقافي واسهال حزبي وامسك معرفي .
نلتقيكم على عراق خال من شروط صندوق النقد الدولي ..
لنعمل على استمرار الاحتجاجات الشعبية حتى الرضوخ للمطالب الشعبية بتغيير الدستور والعملية السياسية من دستور دولة المكونات الى دستور دولة المواطنة , والغاء المحاصصة الطائفية – الاثنية لصالح دستور علماني – مساواتي , ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم الى القضاء العادل والغاء تسييس القضاء العراقي.
عاشت الاحتجاجات الشعبية ..
المستقبل للعلمانية وللحداثة الفكرية



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج 3 والاخير
- السلفية الشيوعية تعمل ضد ارادة التغيير والاحتجاج
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج2
- الحداثة والقران :للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج1
- بين الدين والفكر الديني
- الاصول الشرعية لسرقة المال العام
- الاحتجاجات الشعبية بين الذكورية المفرطة والطواطم المقدسة
- في نقد الخطاب الديني
- شغب سياسي ومؤسساتي
- الخطاب الديني والخطاب السياسي ومابينهما من تماثل
- من فصوص كتاب الحكمة والسياسة والدين
- هل يمكن للنساء ان يكن قوامات ؟
- بين عقود الزواج والعلاقات الحرة
- تقديس ثورة 14 تموز 1958 ورموزها


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد يوسف عطو - السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي