أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - هل يمكن للنساء ان يكن قوامات ؟















المزيد.....

هل يمكن للنساء ان يكن قوامات ؟


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 12:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ماهو الهدف من تعدد الزوجات في الاسلام ؟

يؤكد د . نصر حامد ابو زيد في كتابه :
(صوت من المنفى : تاملات في الاسلام )- ط 1 – 2015 – الكتب خان للنشر والتوزيع – القاهرة , ان قضية المراة تقع في قلب مباديء العدل والحرية في القران . فالاية الاولى من سورة النساء تبين ان الله خلق الانسان من نفس واحدة , ومن هذه النفس خلق الله زوجين ومنهما خلق البشرية .

لقد كان تعددالزوجات شائعا في المجتمع العربي قبل الاسلام , ولم يخترعه القران . ان الاية التي تشرع لتعددية الزوجات (سورة النساء – 3 )كانت تشترط اقامة العدل لحماية حقوق اليتامى بعد فقدهم لذويهم في معركة احد , حيث فقد المسلمون سبعون مقاتلا , تاركين وراءهم الكثير من الاطفال اليتامى .

( وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ماملكت ايمانكم ذلك ادنى ان تعولوا ) ( سورة النساء – 3 ).
استنتج د .نصر حامد ابو زيد ان القران لايفضل تعدد الزوجات . اما اشاعة التعدد في الظروف الراهنة , وفق الفقه السائد,فهو اهانة للمراة وللاطفال .
يقول د .نصر حامد ابو زيد (يتملكني الغضب لغياب اي مناقشة جادة في الفكر الاسلامي الحديث حول الاثار التي قد تكون لتعدد الزوجات على الاطفال ) .

ان النظر الى الايات القرانية التي تتحدث مع النساء لابد ان نضعها في سياق العدل , بحسب نصر حامد ابو زيد , ان القران مشغول باقامة العدل ( ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ..) ( سورة النساء – 129 ) .

هل يمكن للمراة ان تمارس القوامة ؟

تتحدث سورة النساء – آية ( 34 ) عن القوامة :

( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم ..).

لقد كان للرجال الافضليةعلى النساء في مجتمع ابوي بطرياركي , نتيجة لمشاركاتهم في نفقات الحياة , مثلما كتب الرسول بولس في رسائله ( الرجل راس المراة ). حيث تتشابه المجتمعات الابوية جميعها .وهذا لاعلاقة له بقيمة الانسان . ان القران يشير الى المسؤولية , فالرجال نتيجة لوضعهم في مجتمعات ابوية , يجنون اكثر من النساء .

يتحدث القران عن الله بكونه ( قيوم ) السماوات والارض , المحافظ على نظام سير الاشياء .يستخدم القران الكلمة نفسها مع الرجال , فهم مسؤولون عن الاسرة .
في العصور الحديثة يمكن للمراة ان تكون قوامة , لو ان المراة هي المصدر الرئيسي لدخل الاسرة فهي الاعلى .
التحليل النصي للقران يبين ان الله يعتبر بعض الاشخاص اعلى في مرتبتهم ومسؤولين اعتمادا على مشاركاتهم المادية.

لكن لو ان المراة هي المصدر الوحيد للدخل , وبالتالي مسؤولة عن حماية الاسرة , فهي قوامة .اما السياق الذي يذكر به القران ضرب المراة وهجرها فهو يدور حول الوضع الذي يهدد سلوك الزوجة استقرار العائلة .تعبير ( نشوز ) يعني ( تخطي الحدود ).

وكما يذكر ابو زيد فان هذه العقوبات كانت حلا تاريخيا للمشكلات الاجتماعية المعاصرة . هنا يتم التعامل مع القران ,بحسب رؤية نصر حامد ابو زيد , كنص تاريخي جاء للوجود في وقت كانت فيه الابوية هي النظام السائد والمؤسس في الثقافات عبر العالم .

لم تكن المراة ترث شيئا قبل الاسلام ,بحسب نصر حامد ابو زيد , مع اعتراض كاتب المقال حول هذه المقولة , والا فكيف نفسر ان السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد ورثت اموالا طائلة من زوجيها المتوفين ؟

لقد كان الابن الاكبر يحصل على كل شيء . جاء الاسلام ليغير هذا الامر ( النساء – 11 ).ان تحليل النص القراني عند نصر حامد ابو زيد يبين انه ليس حول اقامة حقوق المراة ولكن حول تقليل حقوق الرجل .

القران هنا يسير باتجاه المساواة بين الرجل والمراة . يجب ان تحصل النساء على نصيبهن من الارث (للذكر مثل حظ الانثيين ).تركز هذه الاية على نصيب الرجل وليس على نصيب المراة . لو ان النص كان ( للانثى نصف حظ الذكر ) هذا يعطي معنى مختلفا .

لو ان الاية بدات ( للنساء ان يرثن ) سنعلم ان القران مشغول بتحديد نصيب المراة . لكنها تبدا ( للذكر ).ان القران يحد من نصيب الرجل بالميراث , فهو لايعطي نصيبا مطلقا للرجال او النساء . وترك للمجتمعات الطريقة التي تسير بها قوانين التوريث والتي تعكس المساواة بين الجنسين .

في زيارته الاخيرة لمصر , تحدث ابو زيد مع محام مصري له حظوة كبيرة في المجتمع المصري . لقد اعترض هذا المحامي على تعيين القاضية تهاني الجبالي كاول قاضية بالمحكمة العليا . يصف نفسه موجها كلامه لابو زيد :
( تعرف انا جد ليبرالي ) . لكنه قدم عدة تبريرات لرفضه قرار التعيين هذا . منها لابد للقاضي ان يكون رجلا ذة خبرة , ينتقل من محافظة لاخرى , وبين القرى , وغيرها من الحجج .

يقول ابو زيد انه مع اكتشاف الاستنساخ النسيجي وامكانية تكاثر المراة لوحدها و هذا الامر جعل الرجال يشعرون بالتهديد .العديد من المسلمين يشيرون للاية التي توضح ان الحياة تنبثق من زوجين . وبالتالي يرفضون مناقشة الامر .

ان الديمقراطيةوالعقلانية والحرية ليست امورا موجودة بوعينا و كما في حالة هذا المحامي غير السعيد بتعيين تهاني الجبالي لمحكمة مصر العاليا .
يؤكد ابو زيد اننا لم نشرك هذه القيم في الطريقة التي نحياها , ولهذا تكمن السهولة في ان يتحدث هؤلاء الرجال المفكرين عن المراة وحقوقها , وهم يعاملون زوجاتهم بسخرية واحتقار.

قبل د .نصر حامد ابو زيد دعوة موجهة له من احد معارفه لزيارته في منزله . قبل ابو زيدالدعوة على مضض , يقول ابو زيد :

(حين دخلنا منزله , استقبلتنا زوجته بكرم و خلع الزوج معطفه والقاه دون بال , ثم صفق ثلاثا كعلامة لزوجته انه يريد شيئا ( سجائر .. احضري سجائري ) . كانت سجائره في معطفه و نفس المعطف الذي القاه منذ قليل عبر الغرفة

اي نوع من الحرية تلك ؟ اين الاحترام؟ , بخاصة امام ضيف ؟ ربما قد يتصرفه رجل هكذا وهو وحده مع عائلته , موضحا كم هو مدلل و لكن ان تفعل ذلك امام ضيف!لقد كان هذا تصرفا عاديا يحدث يوميا . اوضح لي هذا التصرف كيف ان الفجوة متسعة بين مايتحدث به الناس عن العدالة والحرية , الحديث الذي مازال بحاجة لان ينعكس على الطريقة التي يحيون بها ).

يرى كاتب المقال ان اغلب المثقفين يمارسون هذه الازدواجية في سلوكهم اليومي دون ان يرف لهم جفن ..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عقود الزواج والعلاقات الحرة
- تقديس ثورة 14 تموز 1958 ورموزها
- التجربة اليابانية عند نصر حامد ابو زيد
- محنة نصر حامد ابو زيد
- من طروس الحكمة
- محنة التنويريين العرب
- قريش وتجنيد الاحابيش
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج 3 والاخير
- الصعاليك وجيش الاحابيش في مكة
- ومضات من عالم الحكمة
- نتائج التحول الى فلسفة اللغة
- اتهامات باطلة ضد الرسول بولس
- من اسس المسيحية :يسوع ام بولس ؟
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج2
- قحبنة الاخلاق الفردية والمجتمعية في مجتمعاتنا العربية
- المشروع الكوني للشراكة بين الله والانسان
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج 1
- القديس بولس رسول المسيح
- الخلط بين تعاليم بولس والمجامع الكنسية
- مالم نكتبه في فتح الاندلس


المزيد.....




- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - هل يمكن للنساء ان يكن قوامات ؟