أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - المشروع الكوني للشراكة بين الله والانسان















المزيد.....

المشروع الكوني للشراكة بين الله والانسان


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4828 - 2015 / 6 / 5 - 12:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(ان العثور على الاله ياتي عبر مانكتشف عن العالم , وليس عبرمانفشل في اكتشافه )عالم الفيزياء: بول دافيز

( 1 ) :

كلما اتقنت القتل اكثر ..
اصبحت اكثر قربا من الله ..
منطق غريب يعكس عقلية المغالبة والتفكير البدوي , وهو منطق يشرح جذور العنف والارهاب الارعابي في مجتمعاتنا . ان الذبيحة والكفارة من جذور الارهاب الارعابي في مجتمعاتنا , وهي تتصل بجذور الانسان واصوله وتطوره من اصول حيوانية , عندما كان يقاتل ويقتل الحيوانات وياكل لحومها ولحوم اخيه الانسان , ويشرب دمائهما.

قام اجداد الانسان الحالي بتقديس رموزهم من الاجداد وتم تحويلهم الى( طواطم مقدسة) عن طريق تكريس فكرة ( القربان)و (الذبيحة ) و ( البدل ) .ان لغة الانسان جعلته يراكم خبراته ويهندسها لتصبح قوانين مقدسة , بعكس الحيوان , الذي يقتل لانه جائع , فياكل ويطعم صغاره , وحسبه ذلك فقط .

لذا فان فكرة التعذيب في نار جهنم تمتد بجذورها الى الانسان البدائي – الحيواني , سفاك الدماء والمتعطش للقتل .

( 2) :

العراق دولة مفككة , او دولة اللادولة

وطن يضمحل ويتلاشى ..

شعب لايعرف مايريد لنفسه ..

عاش شعبنا في ظلال مملكة الوهم والتخدير الفكريين .واستخدم اللاعبون الكبار من القوى الدولية احزابنا للتصارع على السلطة وعلى المال لتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية مستغلين حب التسلط والمغالبة والانانية وحب المال وحب الوجاهة لدى الضباط في قيادات الجيش العراقي ولدى الاحزاب السياسية .

الفكر الشمولي لدى الاحزاب الدينية والقومية والماركسية يعمل بمنطق ثنائي , فهو دائما على صواب والاخرين على ضلالة وفي النار . المثل يقول ان المجرب لايجرب . الا ان الوقائع على الارض تثبت لنا ان العراقيين يعيدون تكرار تجاربهم الفاشلة تكرارا ومرارا , وما يلحق بها من كوارث جسيمة .

الله صديق للانسان وليس ذباحا

ينتج من فكرة (القربان) و (الذبيحة) و ( الكفارة ) و(الدم ) ضرورة اراقة الدماء على مدارالتاريخ لخلاص الشعوب ولخلاص الانسان الشخصي. ف (بدون اراقة دم لاتحدث مغفرة ) ( الرسالة الى العبرانيين ) لذا كان الاله على مدار التاريخ البشري متعطش للدماء ولرائحة الذبائح والمحرقات والقرابين .

ان شبح العلمانية في الغرب يقضي مضاجع الاله الذي سوف لايتجرا احد على تقديم الذبائح والقرابين له . لذا تصور الانسان ان الله هو السيد والمالك وان الانسان هو العبد المطيع , واصبح الله هو محرك للتاريخ , واكتفى الانسان بدور المراقب والمتلقي والمنتظر مجيء البطل المنقذ في نهاية التاريخ .

لقد قام الانسان في ظل الديانات الابراهيمية باستصغار نفسه ودوره في حركة التاريخ وترك مفاتيح الحل بيد الله ووقف الانسان يتفرج على مسار الاحداث .
عندما يتصور الانسان ان الله قدر على الانسان كل شيء من لحظة مولده وحتى ساعة مماته , عندئذ لايكون للانسان دور في صناعة الاحداث ولافي صناعة التاريخ .

ان الله هو شريك للانسان ,لنعمل على تحويل الشراكة ( بالمفهوم الاجتماعي وليس بالمفهوم اللاهوتي – الفقهي )الى صداقة .
فمثلا ان يسوع لم يقل قط انه الله او ابن الله او المسيح . بل ترك الحواريون (الرسل) يعبرون عن ايمانهم به (من انا على حد قولكم انتم ؟ ) ( انت المسيح ابن الله الحي ) ( متى 16 : 15 -16 ). ففي هذه الحالة اشرك الله الانسان في ايجادالالقاب المناسبة للدلالة على الايمان وللتعبير عن الوحي . ( كتاب : تكوين الاناجيل – الاب فاضل سيداروس اليسوعي).


ان الله هو اقرب الى حبل الوريد من الانسان . لذا علينا ان نتعلم كيف نحاور الله وندخل في حوارات معه , ونحاول اقناعه بافكارنا, او ان يقنعنا هو بافكاره دون قسر .

عندما يصبح الله مخلصا شخصيا للانسان ومخلصا للامة في نفس الوقت , سيكون لكل فرد مسؤولية شخصية تضامنية عن تطور المجتمع وعن معالجة السلبيات وحالات العنف الموجودة فيه .
ان انتظارنا السلبي لمجيء البطل المنقذ سيجعلنا نكررنفس الاخطاء تلوالاخطاء وستتراكم الاخطاء مثل كرة الثلج وتتحول الى كوارث ونكبات .
لنتحاور مع الله رقميا وصوريا ورمزيا ورياضيا وفلكيا ووجدانيا .الله موجود معنا في كل لحظة ..

هو يقبل بوجود المؤمن والملحد معا ..
يقبل بكل الديانات بما فيها الديانات الوثنية , وهل الوثنية الا تعبير عن التعددية والديمقراطية في ظل حماية الله؟.

عندما يتحول الله الى اله رقمي وكوني معولم سنتخلص من جميع الخرافات والاساطير , التي حولت عقولنا الى مجرد مورفين مخدر او الى ذاكرة معطوبة وخاملة ..
الله هو العلم ..
الله محبة ..
الله هو المبادرة ..
هو السلام ..
الله هو التعددية والاختلاف ضمن الوحدة ..
عندما نقوم بمساعدة النازحين والمهجرين والمرضى والمعوقين فاننا نقوم بدور الشراكة مع الله في تنفيذ الوصايا الالهية على ارض الواقع .

( 3 ) :

علاقة الشراكة بين الله والانسان

ان علاقة الانسان بالالوهة ليست علاقة قائمة على التبعية والوصاية والعبودية , بل علاقة شراكة تقوم على الاختيار والعمل الطوعي والمحبة والمساواة والتشارك في المسؤولية التضامنية . ان الله يساعدنا عندما نريد تحرير انفسنا وتحرير البشرية .
الله يكون معنا عندما نساعد البشرية في التخلص من اوهامها وامراضها .
ان الله ليس جمعية تعاونية استهلاكية , وليس دار شفاء او مستشفى . انه شريك حي وفاعل وصديق شخصي للانسان .
وحيث يكون العلم يكون الله..
وحيث يكون الانسان , يكون الله ..

الله موجود وبقوة داخل عالم الكوانتوم والنظرية النسبية ..
ان مشروع تحرر الانسان يرتبط عضويا بمشروع الشراكة مع الله, فالانسان يساهم في صناعة وتغيير العالم والكون جنبا الى جنب الله .
وحيث تكون الحرية والحداثة .. يكون الله هو الشاهد على ذلك .
الاحداث يصنعها الانسان ويباركها الله .
نحتاج الى الانسان العضوي والكوني الفاعل وليس الانسان الخامل ..
الانسان هو صانع الحياة ..
اما القتل وصناعة الموت فهي صناعة من لاعقل له .

لنعمل من اجل مشروع التحرر الانساني بالشراكة مع الاله الكوني . وتحويل شراكتنامع الله الى صداقة شخصية وجماعية في نفس الوقت .
ان كل محاولة يقوم بها الليبراليون والعلمانيون والماركسيون واليساريون لانكار وهدم فكرة الله هي مجرد اضاعة للوقت وعمل لاطائل له, لانه يؤسس للعنف المجتمعي . فاذا كان هؤلاء يؤمنون بالتعددية وبالعقلانية وبالحوار , فكيف يفكرون بطريقة احادية ويرفضون فكرة الالوهة ويحاولون منع الاخرين من التفكير فيها ؟
الله شريك ايجابي للانسان ..

وسواء اكان الله فكرة وهمية ام كان حقيقة موضوعية , فان الشراكة بين الله والانسان وفق الفكر الكوني الايجابي يساهم في صناعة الحياة والسلام .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج 1
- القديس بولس رسول المسيح
- الخلط بين تعاليم بولس والمجامع الكنسية
- مالم نكتبه في فتح الاندلس
- اضاءات ثقافية
- المسيحيون والشيعة:شفاعة الدم والدموع
- فلاش .. فلاش فكري وسياسي وديني
- المسيحية المشرقية العضوية
- الحداثة والجمع بين العلم والسحر
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 4 والاخير
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج3
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 2
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 1
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 3
- مفهوم الحداثة عند الفيلسوف هابرماس
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 2
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 1
- اعلان موت الحق :ضمير الانسان
- التواطؤ في تزوير تاريخ فلسطين
- اهمية الحوار في صناعة التضامن المجتمعي


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - المشروع الكوني للشراكة بين الله والانسان