أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الخطاب الديني والخطاب السياسي ومابينهما من تماثل














المزيد.....

الخطاب الديني والخطاب السياسي ومابينهما من تماثل


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




لماذا التشبث بالنص الديني ؟
يجيب الدكتور نصر حامد ابو زيد عن هذا السؤال في كتابه:
(صوت من المنفى : تاملات في الاسلام ) قائلا:
( القران هو قلب الاسلام , وبالتالي السؤال الملح الذي يواجه المسلمون يدور حول طبيعة هذا النص .

هل يحمل النص بداخله سلطة كاملة ؟ماهي العلاقة بين سلطة النص ,سلطة المفسر ,سلطة المجتمع ككل ؟هؤلاء من يصرون على تفسير حرفي للقران كما يفعل الاصوليون ,يشتركون بقصد , او دون قصد , في ارساء مباديء التاويل من خلال ايمانهم بان المعنى يكمن داخل النص ,فهو شارح لنفسه .

حين يتمحور دين حول نص مقدس يصبح النشاط الفكري الديني محوره التاويل .. الاديان الاسيوية لها نصوص , لكنها لاتملك سلطة كاملة بداخلها , فهي تتمحور حول التجربة الذاتية . بوذا على سبيل المثال لم يكن الها او نبيا ,كان حالة فردية ,وبالتالي يستطيع اي فرد ان يصبح بوذا ).

ان النص , كما يؤكد ابو زيد , رسالة ليس لها سلطة بذاتها . نحن البشر من نكسب النص هذه السلطة .ان وظيفة عالم اللاهوت هي تطبيق مباديء التاويل للنص من اجل اكتشاف معنى له .هل هو تفسير حرفي ام رمزي ؟ هذا هو جوهر كتاب د . نصر حامد ابو زيد (نقد الخطاب الديني ).

اكتشف نصر حامد ابو زيد ان الخطابين الديني والسياسي يتشابهان , كلاهما ينطلق من فرضيات غير مختبرة . الفرضية الاولى للخطاب الديني هي ان السيادة الالهية مطلقة .يتبع ذلك ان الله يملك الحكمة والمعرفة والبشر جاهلون والله هو القوي بينما الناس ضعفاء .

لذا فكل اوامر الله يجب ان تطاع . ينظر الى الناس على انهم ماكينات من صنع المهندس الالهي ( الله ) . وبما ان الله خلق البشر فهو يعرف دواخلهم . النص المقدس هو كتيب الارشادات عن كيفية التعامل مع هذه الماكينة .

يقع على عاتق الناس مسؤولية تطبيق الارشادات لحياتهم .واي تدخل يعبث بالماكينات يعرضها للتدمير . هذا هو الخطاب الديني للاصوليين الاسلاميين في العالم العربي . هم لايرون في الناس كيانات اجتماعية فاعلة في حوار مع الله , بل مجرد كائنات توجد في فضاء منفصل عنه وعليه فاستخدام العلوم الاجتماعية لفهم القران بالنسبة لهم لايتعدى كونه هراء .

اما الخطاب السياسي فهو يتبع نفس النسق . هؤلاء من يمتلكون السلطة لايستشيرون الشعب لدى اتخاذ القرارات المهمة . يسال الناس : لماذا لاتستشيروننا ؟فيجيبون : قرارنا يعتمد على حقائق لاتعرفونها , فهم يملكون المعرفة في حين يفتقدها الاخرون .

الرسالة واضحة هنا ( نحن نكتم المعلومات ) . وبما انك جاهل ,فليس لك حق الاعتراض . نحن نعرف ونبني قرارتنا على هذه المعرفة . انه اقصاء يعبر عن نفسه من خلال تصور ان هنالك جسرا غير قابل للعبور يوجد بين الله والانسان وبين السياسي والناس .

في المجال السياسي تتحكم النخبة بقوة في المعرفة والسلطة . اما غيرهم فهم جهلة . عامة الناس نسمعهم يقولون ( الحكومة تعرف اما نحن فلا ) . المدرس هو من يعرف والطلبة هم الجهلة . الاب يعرف وعلى الابناء الطاعة . على الزوجة طاعة زوجها وطاعة اخوتها الاصغر من الذكور .

هم رجال , ومعرفتهم تكون اكثر من النساء , بحسب هذا المنطق المعوج . يقولون لك : ان معظم النساء لاتتاح لهن نفس الفرص لتجربة الحياة , لذا يبقين على جهلهن .
حين يضجر خطيب المسجد من الاسئلة يقول :
( لاتسالوا , فكثرة الاسئلة من قلة الايمان ).حيث يتم استخدام الله كوسيلة لبلوغ الاهداف السياسية والايديولوجية والاقتصادية.

ان استخدام المنهج النقدي , كما يؤكد على ذلك ابو زيد , في تحدي هذا النظام السلطوي القائم يهدد الوضع الراهن .والاقرار بان المعرفة والتعليم لابدان يتاحوا للجميع مجانا وضرورة خروج النساء للتعليم والعمل يهدد بقلب المجتمع راسا على عقب .

لذا من يمتلكون المال والسلطة لايريدون قلب المجتمع . حيث سيخسرون شعورهم الوهمي بالتفوق والاصطفاء . ان الثقافة العربية قائمة على الطاعة والتلقين .
نقول عن التلقين باللهجة العراقية ( درخ ) بفتح الدال وكسر الراء وتسكين الخاء , بمعنى الحفظ.

ان تقول ان العالم يتحرك دائما كنتيجة لمشيئة الله , لايعني ان الله يتدخل في كل كبيرة وصغيرة . لو ان الله يتدخل في كل تفاصيل الحياة , لماذا يصر علماء الدين على الوعظ واخبار الناس انهم سوف يعاقبون لو تصرفوا ضد تعليمات الله ومشيئته ؟

اذن لو ان الله يتحكم في كل تفصيل فعصيان الفرد متحكم به ايضا .على الصعيد الاخر لو ان الله يتدخل ماذا حدث لمسؤولية الشخص عن اختياراته الشخصية ؟

ان تحدي الخطاب الديني والسياسي في مجتمع مسلم هو تهديد للاساس السلطوي من اجل بناء مجتمع فيه لكل فرد حرية المعرفة والاختيار . كلا الخطابين الديني والسياسي يؤمن بالحق في الحكم . وكلاهما يستخدم الحقيقة لتبرير هذا الطرح.

انها شعارات فضفاضة. الفرضية الثانية في الخطاب الديني ان معرفة التاريخ لاتؤثر على كيفية تاويل النص المقدس وتطبيقه في حياتنا باسلوب اخر .هذا الافتراض يهدف الى حل المشكلات السياسية والاجتماعية والاخلاقية عن طريق احياء الحلول التي لجا اليها النبي محمد في العهود التاسيسية.

هذه الحلول كانت فعالة في وقتها وبالتالي يمكن ان تكون فعالة الان . هذا هو منطق الاصولية الاسلامية . ان الابتعاد عن الاسلام هو اصل مشكلاتنا , والحل هو العودة الى الاسلام تحت شعار :
( الاسلام هو الحل ). وفي الولايات المتحدة الامريكية ترفع الاصولية المسيحية شعار (يسوع هو الحل ) . انها شعرات فضفاضة لامعنى لها ولا تقدم برامج وحلول .

الاصولية الاسلامية تفشل في رؤية ان مجتمع الاسلام في القرن السابع الميلادي ليس هو نفسه بمشكلاته مجتمع الاسلام في القرن الحالي .وكما يقول د . نصر حامد ابو زيد :

( ان الاسلام هو ظاهرة تاريخية ديناميكية تتخذ شكلها من وضعها تحت قوى اجتماعية وسياسية معينة . ان الاسلام ليس ثابتا . فهو مثل اي دين اخر تطورعبر الزمن ).



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فصوص كتاب الحكمة والسياسة والدين
- هل يمكن للنساء ان يكن قوامات ؟
- بين عقود الزواج والعلاقات الحرة
- تقديس ثورة 14 تموز 1958 ورموزها
- التجربة اليابانية عند نصر حامد ابو زيد
- محنة نصر حامد ابو زيد
- من طروس الحكمة
- محنة التنويريين العرب
- قريش وتجنيد الاحابيش
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج 3 والاخير
- الصعاليك وجيش الاحابيش في مكة
- ومضات من عالم الحكمة
- نتائج التحول الى فلسفة اللغة
- اتهامات باطلة ضد الرسول بولس
- من اسس المسيحية :يسوع ام بولس ؟
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج2
- قحبنة الاخلاق الفردية والمجتمعية في مجتمعاتنا العربية
- المشروع الكوني للشراكة بين الله والانسان
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج 1
- القديس بولس رسول المسيح


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الخطاب الديني والخطاب السياسي ومابينهما من تماثل