أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم إستنبولي - ليرمنتوف : الشاعر – النبي















المزيد.....

ليرمنتوف : الشاعر – النبي


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


لا ، أنا لستُ بايرون ، أنا مختار
آخر غير معروف ،
مثله ، غريب يلاحقه العالم ،
و لكن بروح روسية .
أنا بدأت أولاً ، و سأنهي قبل ،
و عقلي لن ينجز سوى القليل :
في قلبي ، كما في المحيط ،
يوجد ثقل الآمال المحطمة .
فمن يستطيع ، أيها المحيط الكالح ،
أن يكشف أسرارك ؟ . مَن
سيحكي للناس عن أفكاري ؟
أنا – أم الرب – أم لا أحد !

يعتبر ليرمنتوف واحداً من أرفع ممثلي القيم الروحية – الجمالية للثقافة الروسية . ولد ميخائيل يورييفيتش ليرمنتوف في الثاني ( الرابع عشر ) من شهر تشرين الأول من عام 1814 عند البوابة الحمراء لمدينة موسكو في عائلة ضابط متقاعد . بعد وفاة والدته باكراً ( في عام 1817 ) قامت بتربيته جدته لأمه الغنية بعيداً عن والده . و قد قامت جدته بكل ما يلزم تجاه حفيدها الوحيد و المحبوب ، و لم تبخل بالمال على تعليمه و تربيته . فقد تلقى تعليماً منزلياً ممتازاً : صار منذ الطفولة يجيد اللغتين الفرنسية و الألمانية ، و كان يجيد الرسـم و الـعزف على البيانـو و علـى الكمان .
و بسبب قلقها على صحة حفيدها الضعيف قامت الجدة برحلات مرهقة إلى القفقاس ( 1818 ، 1820 ، 1825 ) بهدف العلاج بالمياه المعدنية . و قد تركت تلك الزيارات في ذاكرة ليرمنتوف آثاراً مدى الحياة و وجدت انعكاساً لها في أشعاره الباكرة : " القفقاس " 1830 ، " أحييك ، يا جبال القفقاس الزرقاء ! " 1832
انتقل في عام 1827 للعيش في موسكو ، حيث تابع تعليمه في واحد من أفضل المراكز التعليمية في روسيا - بانسيون خيري تابع لجامعة موسكو .. و هناك بدأ كتابة الأشعار و قد أدرك أن الشعر – رسالته . في هذه الفترة يظهر تأثير بايرون على أشعاره ، فيكتب عدة روايات شاعرية " بايرونيـة " ( " الشركـس " ، " الأسـير القفـقاسـي " ، " المجـرم " ، " الأخوين " ) ؛ و في عام 1829 ينوي البدء بملحمة " المارد Demon " ، التي سيتسمر في العمل عليها طول حياته .
في عامي 1830 – 1832 تابع تعليمه في فرع السياسة و الآداب في جامعة موسكو .... و لما لم يجد في محاضرات الأساتذة ما يرضيه ، و بسبب إجاباته غير المُوقِرة للأساتذة ، فقد تقدم بطلب استقالة و استقال من الجامعة في عام 1832 .

إبداع الفتى :

1830 – 1831 هي مرحلة الذروة في إبداع ليرمنتوف الشاب . إذ كان يعمل خلالها بوتيرة عالية جداً : فقد جرّب على مدى عامين جميع الأجناس الشعرية : الرثاء ، الرومانس أو الأناشيد ، الإهداءات ... الخ . كما راح الشاعر يتطلع و يدقق في عالمه الداخلي محاولاً أن يعكس بالكلمة مكبوتاته الروحية غير القادر على التعبير عنها . بالإضافة إلى أنه لامس المسائل العامة للدنيا و الحياة الجمالية للشخصية . إن دراما " الإنسان غريب الأطوار " هي بمثابة المحور في موتيفات السيرة الذاتية لشعره الغنائي في تلك الفترة .
و لكن كان واجباً عليه أن ينهي تعليمه .. و قد خطط لأن ينجز ذلك في جامعة بطرسبورغ ، إلا أنه كان سيضطر لأن يبدأ من جديد من السنة الأولى ، باعتبار أنهم لم يكونوا ليحتسبوا له دراسته في موسكو نظراً لكونه مفصولاً من الجامعة ، و لأنه لم يرد أن يخسر عامين فقد غير خططه بشكل حاد .
لذلك انتسب في أكتوبر من عام 1832 إلى مدرسة ضباط الحرس الملكي . حصل في عام 1834 على رتبة ضابط -حامل العلم في فوج الخيالة .. الذي كان يتمركز في القرية القيصرية . إلا أن ليرمنتوف ، و بعد أن شعر بنفسه طليقاً ، كان يقضي أغلب أوقاته في بطرسبورغ . و قد كانت ملاحظاته و نتائج مراقبته لحياة الطبقة الأرستقراطية هي الأساس ، الذي نشأت عليه مسرحيته " حفلة تنكرية Mascara " ( 1835 ) و التي خطط لها أن تكون كالتالي : " مسرحية هزلية Comedy على شاكلة " و ذو العقل يشقى " ، مع التركيز على النقد الحاد للأخلاق السائدة في تلك الفترة . و لكنه عندما اقتنع بأن مسرحية " Mascara " لن تجتاز الرقابة ، فقد عاد إلى النثر : بدأ يكتب رواية " النبيلة ليغوفسكايا " ، حيث يظهر اسم بيتشورين لأول مرة . و قد ارتبطت اللحظات من السيرة الذاتية في الرواية مع النبيلة فيرنيكا لوبوخينا ، التي حافظ الشاعر تجاهها على مشاعر عاطفية عميقة طوال حياته .

" مقتل بوشكين " والنفي الأول

و لكن خبر مقتل بوشكين هزّ كيانه ، فكتب في اليوم التالي قصيدته " في مقتل شاعر " ، و بعد أسبوع – كتب الأسطر الستة عشر الأخيرة من تلك القصيدة ، التي جعلته مشهوراً على الفور ، و التي راح " الجميع " ينسخونها و يحفظونها عن ظهر قلب .. على أثر ذلك و بتهمة " نشر و كتابة أشعار ممنوعة " تم اعتقال ليرمنتوف في 3 آذار من عام 1837.. و هو قيد الاعتقال قام بكتابة مجموعة من القصائد " السجين " ، " الجار " ، " صلاة " ، " أُمنية " . و بناء على أمر القيصر تم نفيه إلى القفقاس في الأول من نيسان . و في طريقه إلى المنفى توقف ليرمنتوف لمدة شهر في موسكو ، حيث كانت تجري الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الخامسة و العشرين لمعركة بورودينو .. و هنا يدقق الشاعر في قصيدته " ساحة بورودينو " .. لتظهر في النهاية قصيدة " بورودينو " ، التي ستنشر في مجلة " المعاصر " في عام 1837 .
في المنفى تعرّف ليرمنتوف على الديسمبريين ، الذين كانوا ينفذون عقوبة النفي أيضا . و هناك ، إلى جانب الشعر ، راح ليرمنتوف يمارس الرسم المائي ، و يرسم بالزيت كاشفاً عن نفسه كفنان تشكيلي موهوب .
عملياً ، إن كل ما كتبه ليرمنتوف في الفترة بين النفي الأول و الثاني ، إنما هو مرتبط بشكل رئيسي بالقفقاس ؛ فقد وجدت موضوعات و صور القفقاس انعكاساً في إبداعه : في أشعاره الغنائية ، و في رواياته الشعرية ، و في روايته " بطل من هذا الزمان " 1838 . بل و في الكثير من رسومات و لوحات ليرمنتوف – الفنان التشيكيلي الموهوب بحق .
في عام 1838 و بفضل جهود جدته و شفاعة جوكوفسكي تمكن ليرمنتوف من العودة إلى بطرسبورغ ، حيث راح يزور المسرح بشكل يومي تقريباً . كما أنه أقام علاقة صداقة مع جوكوفسكي . و في هذه الفترة ظهرت للعلن بدون توقيع قصيدته " نشيد عن القيصر ايفان فاسيلييفيتش... " ، التي لم تسمح الرقابة بنشرها من قبل .
و في عام 1839 يتقرب من هيئة تحرير مجلة " أوراق وطنية " و بالتدريج يدخل في حلقة أدباء بطرسبورغ ، حيث يزور أمسيات شعرية و يلتقي مع تورغينيف و بيلينسكي . و تتطلع إليه الأوساط التقدمية على أنه أمل الأدب الروسي . " لقد ظهرت في روسيا موهبة أدبية عظيمة – ليرمنتوف " – أعلن بيلينسكي .

النفي الثاني و مقتل الشاعر

و لكن في عام 1840 و على أثر مبارزته مع ابن المبعوث الفرنسي تم نقل ليرمنتوف إلى كتيبة المشاة المشاركة في الأعمال العسكرية في القفقاس . و قد شارك في المعارك و قام " بتنفيذ المهمة الملقاة على عاتقه بشجاعة نادرة و بكل دم بارد " في بداية شباط 1841 حصل ليرمنتوف على إجازة لمدة شهرين و جاء إلى بطرسبورغ و في نيته تقديم استقالته من الخدمة و البقاء في العاصمة . و لكنهم رفضوا لـه ذلك كما رفض القيصر نيكولاي الأول الاقتراح بمنحه وساماً و ذلك بالرغم من الشجاعة ، التي أبداها ليرمنتوف في معركة نهر فاليريك . بل أكثر من ذلك ، طُلب منه أن يغادر بطرسبورغ في مدة أقصاها 48 ساعة و ليلتحق بكتيبته في القفقاس .
و في طريق عودته إلى القفقاس ، تقدم ليرمنتوف بطلب السماح لـه بالتوقف في مدينة بياتيغورسك من أجل العلاج . و قد كتب هناك في دفتر يومياته آخر قصائده : " الجدل " ، " الجلمود " ، " الورقة " ، " الحلم " ، " اللقاء " ، " النبي " ، " وحيداً أخرج إلى الدرب " و غيرها .
و يشاء القدر أن يلتقي هناك بأصدقائه القدامى و من ضمنهم زميله في الكلية العسكرية ن . مارتينوف . و في إحدى الأمسيات و بعد المزحة المهينة التي رماها ليرمنتوف لـه ، فقد دعاه مارتينوف إلى المبارزة . و قد تمت المبارزة في 15 حزيران من عام 1841 . " لقد أصابت الأدب الروسي المسكين خسارة عظيمة جديدة " – كتب بيلينسكي . لقد قتل الشاعر .
تم دفن ليرمنتوف في مقبرة بياتيغورسك . و لكن فيما بعد و بناء على طلب جدته ، تم نقل الرفات إلى مقبرة العائلة في بلدة تارخانا .
تمتاز أشعار ليرمنتوف بالابتعاد الشامخ عن الحياة الدنيوية ، باحتقار المعيشة المبتذلة ، بالانجذاب نحو الخلود ، نحو الله . و في سعيه إلى الخلود كانت تنتاب ليرمنتوف مشاعر الاستكانة السعيدة و الهارمونيا الجمالية . عند ذاك فقط كانت تستكين روحه القلقة ، و عند ذاك فقط و في حالة من الاحتقار الحدسي كان ليرمنتوف يبدأ بإدراك " السعادة في الأرض " و يرى الله في السماوات . و عندئذ كان شعره يخلق موتيفات رقيقة للغاية من حيث نبرتها الدينية العميقة ، و طفولية من حيث اندفاعها العفوي .. موتيفات تنبض في هكذا قصائد مثل : " في لحظات الحياة الصعبة " ، " عندما يضطرب الحقل الأصفر " ، " أنا ، يا أم الرب " و غيرها . إن ليرمنتوف بالضبط ، مَن أبدع " Demon " ، هو الذي كتب تلك السطور المباركة ، التي انحفرت في ذاكرتنا إلى الأبد :

سأعطيك لأجل السفر
أيقونة مقدسة ،
رجاء ، و أنت تصلي للرب ،
ضعها أمامك .

كانت روح الشاعر تتمزق من الإدراك المؤلم لذلك الافتراق الأبدي و غير القابل للحل بين الحقيقة الإلهية و بين النفاق الدنيوي . و يحس الشاعر بنفسه مشاركاً في الصراع العلوي بين الله و الشيطان ، بين النور و الظلام ، بين الخير و الشر . و طبقاً لذلك فإن رسالة الشاعر ، حسب وجهة نظر ليرمنتوف ، لا تقتصر على المآثر الإبداعية أو الإنجازات الجمالية و حسب . بل إن الشاعر – هو نبي ، منحته السماء " الحق في إشعال القلوب بالكلمة " . و هو يخاطب رمزياً هذا الداعي إلى الحقيقة ، فإن ليرمنتوف يتذكر الماضي القديم عندما :

حدث ، أن الصوت الموزون لكلماتك العظيمة
ألهبَ المحارب في المعركة ،
كان ضرورياً للحشد ، كما الكأس للوليمة ،
كما البخور في أوقات الصلاة .
كان نداؤك ، كما الروح القدس ، يطير فوق الحشد ،
و كان صدى أفكارك النبيلة
يُسمَع كجرس في أعلى برج للنداء
في أيام الاحتفالات و الكوارث الشعبية .

و بنفس الطريقة دقت كناقوس الخطر قصيدة ليرمنتوف الخالدة في مقتل بوشكين ..

نبوية الشاعر

كان ليرمنتوف واثقاً بأنه لا يمكن أن يوجد أي تواطؤ بين الشاعر – النبي و بين الرعية الخالية من الروح ، كما لا يمكن أن تكون أية مصالحة . و قد عكس تلك الفكرة بأبيات مصقولة في واحدة من أعمق التحف في الشعر العالمي :

منذ أن منحني الإله الخالد
بصيرة النبي ،
و أنا أقرأ في عيون الناس
صفحات من الحقد و الرذيلة .
إلى المحبة أنا رحتُ أدعو
و أنشر تعاليم الحق النقية :
راح كل المقربين مني
يرموني بالحجارة مسعورين .
رششت رأسي بالرماد ،
فقيراً هربت من مدن العباد ،
و ها أنا أعيش في الصحراء ،
كما الطيور ، آكل من نعمة الرب .
احفظ الوصية الأبدية ،
المخلوقات الدنيوية هناك تخضع لي ،
و النجوم تطيعني ،
و هي تلعب بالأشعة بفرح .

فالحياة اليومية مبتذلة و لا معنى لها من دون دفقات روحية قوية باتجاه الخلود ، نحو الكمال الرباني . و حتى الحب الأرضي غير قادر على ملأ ذلك الفراغ .

أشعر بالسأم و بالحزن ، و ليس مَن أمد له يدي
في لحظة نكبة روحية ...
و الأمنيات !.. ما فائدة التمني عبثاً و بشكل دائم ؟ ..
و السنون تمضي – الأفضل من بين السنين ...
أن أهوى ... و لكن مَن ؟.. لبعض الوقت – لا يستحق الأمر ؛
و أن أهوى إلى الأبد لمستحيل ...
و إن أنظر إلى نفسي ؟ - ليس للماضي هناك من أثر :
و الفرح ، و العذابات ، و كل شيء لا قيمة له ...
و ما العواطف ؟ - فعاجلاً أو آجلاً سيزول
أثرها الحلو حين يتكلم العقل ،
و الحياة ، إذا ما نظرتَ حولك بانتباه بارد –
مجرد نكتة فارغة و غبية ...

كانت روح ليرمنتوف الجبارة في اشتعال دائم ، " طافحة بالرغبة الساحرة " ، مثقلة بالحزن المستمر من الذكريات حول شيء ما ، شيء كان ، عندما لم يعد موجوداً . و إذا كنا نتخيل الحياة البشرية ، الممتدة ضمن حدود الحقيقة اليومية المعروفة ، مؤقتة و نهائية ، فإن ليرمنتوف على العكس ، كان يحمل في طيات نفسه إدراك ما هو أبدي ، ما هو محاط ببرودة الفضاءات السماوية ، خارج الزمن و خارج الكون ، ليضيع في ضباب الخلود الذي انقضى و الذي سيكون . لقد كان ليرمنتوف طيلة حياته القصيرة هدفاً لملاحقة و مراقبة قوى كوكبية . و قد صار نفيه إلى القفقاس ، و أخيرا مقتله في المبارزة - النهاية المنطقية لذلك الصراع غير المتكافئ ، الذي خاضه الشاعر الروسي ضد الشر العام .
*****
الشاعر و القفقاس

و هذه هي الكلمات ، التي خاطب بها ليرمنتوف جبال القفقاس .. كما لو أنه يخاطب إنساناً عزيزاً على قلبه . إنها من أروع التحف النثرية :
" أحييكِ ، يا جبال القفقاس الزرقاء ! أنتِ احتضنتِ طفولتي ؛ لقد حملتِني على قممك المستوحشة ؛ ألبَسْتِني رداءاً من الغيوم ؛ أنتِ عوّدتِني على السماء ، و منذ ذلك الحين و أنا أحلم بكِ و بالسماء فقط !
يا عروش الطبيعة ، التي تتطاير عنها الغمامات الرعدية كما الدخان ؛ يا من إذا حدث و صلّى إنسان للخالق على قممكِ ، فإنه لا بد سيحتقر الحياة على الرغم من أنه في تلك اللحظة كان يفتخر بها ! .. "
*****
" كثيراً ما كنت مع بزوغ الفجر أتطلع إلى الثلوج و إلى صخور الجليد البعيدة ؛ لقد كانت تتلألأ في أشعة الشمس المشرقة ، و قد اتشحت ببريق وردي ، فكانت ، و بينما في الأسفل كل شيء يغرق في الظلام ، تعلن للعابر عن قدوم الصباح . و كان لونها الوردي أقرب إلى لون الخجل : كما لو أن الصبايا حين يشاهدن فجأة رجلاً و هن يسبحن ، و بسبب الاضطراب لا يلحقن برمي الثوب الأبيض على الصدر .
كم أحببتُ عواصفك ، يا قفقاس ! تلك العواصف الصحراوية المدوية ، التي كانت تجاوبها الكهوف كالحراس الليليين !..
على تلٍّ أملس تقف شجرة و حيدة و قد انحنت تحت تأثير الريح و الأمطار ، أو دالية تصرخ في أحد الثغور ، و درب مجهولة فوق هاوية ، حيث يجري سريعاً نهر بدون اسم ، و قد غطاه الزبد ؛ و إطلاق رصاصة غير متوقع ، و الخوف بعد الإطلاق : أعدو خطير أم بكل بساطة صياد ...
يا لروعة كل شيء ، كل شيء في هذه المنطقة " .
*****
[ الهواء هناك نقي كصلاة طفل ، و الناس يعيشون بلا اكتراث كما الطيور الحرة ؛ الحرب هي قدرهم ؛ روحهم تنطق من خلال تقاسيمهم السمراء .في الساكلا الممتلئة بالدخان ، المسقوفة بالتربة أم بالقصب الجاف ، تختبئ زوجاتهم و بناتهم ، و هن ينظفن السلاح و يخيطن بخيوط فضية – و بصمت تذوي أرواحهن – الشهوانية ، الجنوبية ، مع قيود مصير مجهول ] .



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ضريح لينين في موسكو : صنم من - لحم و دم
- نشيد الخلود
- سحر الشرق في الأدب الروسي - ايفان بونين في الأراضي المقدسة
- من مظاهر ... العهرلمة - نعم العهرلمة و ليس العولمة
- من هموم المعارضة السورية : مشاركة هادئة في موضوع ساخن
- شجرة الماس العتيقة ! أو هل ينتصر الغباء ؟
- تفجيرات لندن : حلقة في - حرب باردة جديدة - ؟
- الرواية التاريخية و العولمة
- فارس آخر يترجل : الشيوعي الشهيد جورج حاوي - وداعاً
- عذراً ، لقمان ديركي : نحن أيضا سوريون
- موضوع الوحدة عند تشيخوف
- الحسن يُظهر ضدَه الحسن : عن حوار الطرشان في بلاد العربان
- من الشعر الروسي المعاصر
- - قصص من سوريا - بــتجنن
- لبننة - التيار العوني ... لمصلحة الجميع -
- أدباء عظام ... و لكن
- ... حكي من القلب
- قراءة في البيان الأخير لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا
- بمناسبة أربعين اغتيال الرئيس الحريري : انطباعات مواطن سوري
- بوريس باسترناك - الكاتب و الشاعر الفيلسوف


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم إستنبولي - ليرمنتوف : الشاعر – النبي