أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - كوكتيل أسئلة دينية..2














المزيد.....

كوكتيل أسئلة دينية..2


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 08:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


..جاد ساخر ببعضه وساخر جاد..

س: إلى متى يبقى المسلمون في حالة من الصراع الفقهي والسياسي حول مسألة الخلافة والإمامة وهي مسألة تاريخية عتيقة جداً لا تنفع الحاضر بشيء وتتعارض مع مفهوم الدولة الحديثة؟
ج: من قال أن المسلمين متصارعون حول هذه المسألة وهي بعيدة كل البعد عن معاناتهم؛ هذا لو نظرنا الى جهة العوام، وهي جهة تكتظ بالبسطاء والمعدمين المهتمين بمسألة العيش الكريم وما يحيطها من مسائل حياتية تشغلهم ليل نهار. المهتم بمسألة الخلافة والإمامة هم القيادات الدينية وجلهم من تجار الدين ووكلائه الانتهازيين الحالمين بانتزاع السلطة والاستحواذ على أموال المسلمين والتلاعب بمصائرهم كقطيع ليس إلاّ. وإذا كان هناك ثمة من يهتم بهذه المسألة من العوام؛ فهذا لأنهم لا يتبعون دينهم بل فقه ملوكهم؛ فهم عبيد لغير الله وخراف لغير الرب.

س: هل صحيح أن التحول الى الدين الإسلامي يكون بقراءة الشهادتين؟
ج: نعم؛ إذا اعتبرنا الدين محض بضاعة يُراد تسويقها بأقصر الطرق لكسب أكبر عدد من الزبائن. بتصوري التحول يستوجب قراءة الشهادتين ولكن بعد خطوة غاية في الأهمية يتم تجاهلها خوفاً من هروب الزبون وهي؛ إفهامه بأن قراءة الشهادتين تفرض أوتوماتيكياً عقداً اجتماعياً بينه وبين الأمة الإسلامية لا يمكن فسخه إلاّ بالموت، وما قراءة الشهادتين إلاّ قبولاً منه بهذا العقد وتوقيعاً شفاهياً يلزمه الى يوم الدين. وهذا أقل ما يمكن كشفه بأمانة لمن يريد دخول الإسلام وذلك حرصاً على دخوله من باب العدالة والنور وليس من باب التورية والغبن.

س: إذا أجمع علماء الأمة على موضوع ما فهل يكون إجماعهم حجة سرمدية تُلزِم الأجيال؟
ج: لا توجد حجج سرمدية فلكل جيل علماؤه وحججه التي قد تخالف حجج من سبقه حسب المتغير الزمني والفكري. ومن المؤسف أن يُعامَل الإجماع كحقيقة مطلقة ويُعد مصدراً من مصادر التشريع وهو اجتهاد بشري يرتكز على أسس غيبية. ومن الفقر المعرفي أن يُُعتبر الرأي المخالف للإجماع شذوذاً قد يُكفّر صاحبه أو يُتهم بالزندقة قبل دراسته من قبل علماء الأمة؛ وهم ليسوا بعلماء أصلاً لأنهم لا ينتجون علماً بل اجترارات سلفية لا تخدم إنسان الحاضر ولا مجتمعه وتعيق عجلة التحضر والنمو الفكري.

س: لماذا يرفض رجال الدين المثلية الجنسية ويعدونها شذوذاً تعارضاً مع ما أقرّه العلم؛ الذي لا يراها شذوذاً ولا خياراً بل نتاجاً طبيعياً مركباً تشتبك فيه عوامل بيولوجية وبيئية غاية في التعقيد؛ ثم يدّعون أن لا تعارض بين العلم والدين؟
ج: لابدّ من فهم القاعدة عند رجال الدين في مثل هذه الأحوال وهي؛ إذا حصل تعارض بين العلم والدين فالعودة الى النص القرآني تكون ضرورة؛ فأما الخروج منه بمعجزة تأويلية تقضي على التعارض الظاهري وتكشف عن جوهر النص الباطني المنسجم مع العلم، وأما في حال تعثر الخروج بمثل هذه المعجزة؛ ترك ما يقوله العلم مرحلياً، والأخذ بما يقوله النص القرآني وإلى حين، وعلى أمل النجاح مستقبلاً في تذليل الصعوبات وإيجاد مخرج فقهي يزحزح التعارض ويحيله الى انسجام. يعني وبمعنى آخر، تعليق الأخذ بالحقيقة العلمية حتى يفرجها الله على رجال الدين ويزيل الغشاوة عن عيونهم. وعلى المثليين في العالم الإسلامي انتظار هذا الفرج الرباني والدعاء لكل ذي غشاوة بالشفاء العاجل.

س: لماذا القاعدة عند رجال الدين هي أن لا يُأخذ بقول فقهيّ رجع عنه قائله؟
ج: لرجال الدين قواعد غرائبية كثيرة. هم يفترضون أن أقوال الفقهاء تتجه دوماً نحو الأصوب والأفضل أو تتطهر من خطأ الغفلة بصواب اليقظة، ولو كان هذا صحيحاً لما شقيّت الأمة. ولا ندري من أين جاءهم هكذا تصور لا يتسق مع منطق الحياة والواقع. فهل إذا تبنى رجل دين سلفي، بعد جهد وتمحيص؛ نهجاً علمانياً مثلاً؛ فرجع عن قول له وجاء بآخر محدث ينسجم مع ما تبنى ولا يتعارض مع النص القرآني والسنة؛ هل سيأخذ به أصحاب هذه القاعدة تاركين ما رجع عنه، أم أن قواعدهم تعمل حسب الهوى. ثم أن هذه القاعدة مجحفة تماماً لانها تعلّق الفصل بين القولين على القائل، وتغلق الباب بوجه الجمهور المتلقي وكأنه نكرة وبلا عقل. تخيلوا جان جاك روسو وقد رجع عن قوله "لا حرية دون مسؤولية" وجاء بمقولة بديلة "الحرية المسؤولة عبودية" وتخيلوا تطبيق قاعدة رجال الدين هذه التي سنترك بموجبها المقولة الأولى الرائعة ونتبنى الثانية المبتذلة؛ فقط لأن جناب روسو أصابته لوثة عقلية فتخلى عنها.

س: لماذا هذه العدائية للكلاب وخصوصاً من ذوي اللون الأسود وما حكمة قتلهم بأمر الرسول محمد؟
ج: الموضوع معقد للغاية لأن في سايكولوجيا الرسول. ولكن الحق يقال؛ أنه لم يأمر بقتل الكلاب التي ينتفع منها الإنسان للصيد والحراسة وغيرها من أمور حياتية بل بقتل ما لا يحتاجه فقط، وهذا يقود الى التساؤل؛ لماذا خلق الله حيوانات فائضة عن حاجة الإنسان؛ أو وبلغة أهل التجارة؛ لماذا هذه الفوضى بين العرض والطلب التي دفعت الرسول الى سحب الفائض من الأسواق بالقتل من أجل تحقيق التوازن. ولا ننسى أن الجن قد يتجسد بصورة كلب أسود كما يحكى، إلاٌ أن الفقهاء لم يخبرونا عن كيفية التمييز بين الجني الكافر المتجسد والذي يستحق القتل وبين الجني الصالح المتجسد الذي لا يجوز قتله.

س: هل يصنع الدين عنفاً دموياً أو إرهاباً؟
ج: الدين ثقافة ينتجها الإنسان ومحورها الإنسان كأي ثقافة آخرى. فإذا كانت ثقافة عنيفة ذات طبيعة عنصرية تمقت الآخر ولا تطيق له وجوداً؛ ستصنع إرهاباً دون شك. لكنها، وهذا ما يميزها، تسوّق باسم الله كمنتج لها ومحور من أجل تحقيق عبودية القطيع.


فاتن نور
Oct 05, 2015



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة التوت يا وطن الضجر
- كوكتيل أسئلة دينية
- اغتراب الطلع
- العقل ليس قرباناً لأصنام الدين
- ازدراء الأديان في ميزان المسؤولية
- بين العقل العلمي والعقل الديني
- شعارات تعبّر عن جزع السنين
- الإسلام الصحيح مفهوم واقعيّ أم متخيل؟
- فوتوشوب..
- وقفة مع التحليل السياسي.. 
- لماذا التباكي على الآثار؟
- أكثر من رواية
- زفرات الشوط الأول
- عن تطور مفهوم الصراع من أجل البقاء..2
- عن تطور مفهوم الصراع من أجل البقاء..
- تقريع جسد المحنة..
- حورية الغريقين..
- احتكارالحقيقة وتجريم نسبيتها..
- الصيام بين التقليد والتحديث..
- حول الفن وعصبيات قراءته..3


المزيد.....




- مجهولون يطلقون النار على مدرسة يهودية للبنات في كندا (فيديو) ...
- إطلاق نار على مدرسة يهودية في تورنتو ولا إصابات
- إيهود أولمرت: يجب وقف عملية رفح والحرب على غزة برمتها
- تضامنا مع غزة.. عشرات من الدمى والألعاب -الدامية- تظهر على ...
- رئيس حركة -حمس- المحسوبة على الإخوان يترشح لانتخابات الجزائر ...
- بتهمة تدنيس القرآن.. مسلمون ثاروا غضبا واعتدوا على مسيحي وأ ...
- قائد الثورة: الحادث أثبت أن الشعب لم ينفصل عن الجمهورية الإس ...
- إيهود أولمرت: يجب وقف عملية رفح والحرب على غزة برمتها وإعلان ...
- مراد العضايلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن ...
- عملية نصب صليب على قمة كاتدرائية نوتردام التاريخية في باريس ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - كوكتيل أسئلة دينية..2