ماذا كُنتم تتوقعون ؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 14:55
المحور: القضية الفلسطينية
    

ماذا كُنتم تتوقعون ؟!
لا بُدّ وأن البعض من القراء قد لاحظ بأنني أُفضّلُ أن أقتبسَ من صحافيين ورجال فكر يهود ، يكتبون بالعبرية ، عندما أتعرض للقضية الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية . لأنني لا أُريد للقاريء أن يظُنّ بأن "العرب" يكتبون ضد الإحتلال ، لأنهم عربٌ فلسطينيون يحقدون على دولة اسرائيل وعلى اليهود. لكن عندما يكتب صحفي ، كاتب أو مُفكر يهودي اسرائيلي، كما أكتب أنا شخصيا ، فحِدّة ردود أفعال بعض الزملاء من القراء والكتاب تخّفُ ...!! رغم أن هذا لا "يحميني " من الحصول على بعض "الأصفار" عند تقييم المقال ..!!
لذلك سأستعرض أو سأورد بعض ردود أفعال صحافِيين اسرائيليين كبار، على نزيف الدم الفلسطيني – الإسرائيلي مؤخرا ، وتحديدا في القدس ...
بدايةً ، موقف الشخصي واضح ،فأنا ضد سفك الدماء وأعتقدُ بأن حرمة الدم ، تنطبق على الدم اليهودي والعربي ، على حدٍ سواء ...!! ولن بل ولا أُحبّ الخوض في "حسابات الدم " ، ولا اريد الكتابة والمُقارنة بين "وحشية" القتل ... فالقتل هو القتل ، سواءً كان "القاتل" عربيا أو يهوديا ..!!
صبيحة هذا اليوم ، في البرنامج الصباحي للقناة التلفزيونية العبرية العاشرة، استضاف مُقدما البرنامج ، اورلي وغاي، سيدة من المستوطنات ، وتحدثت بشدّة ضد الفلسطينيين ، وسياسة الحكومة الاسرائيلية "الاستسلامية والخنوعة " ، ووجهت سؤالا الى مقدمي البرنامج ، قائلة : إِئتوني بمثال عن يهودي واحد وواحد فقط ، قام بأعمال ارهابية ضد مواطنين فلسطينيين ابرياء؟؟ فما كان من اورلي ،إلا إيراد مثال ، الطبيب باروخ غولدشتاين ، المستوطن الذي قتل 29 مصلياً في الحرم الإبراهيمي ، أثناء سجودهم في صلاة الصبح ..!! وذكّرّ "غاي" السيدة المستوطنة ، بعائلة دوابشة التي تمّ حرق أفرادها أحياءً ، وحرق الفتى محمد أبو خضير ، والأمثلة كثيرة ..!!
أما المُحلل والخبير العسكري "روني دانيئيل" ، فقد انفجرَ غاضبا في وجه عضو الكنيست ووزير الخارجية السابق ، زعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، السيد افيغدور ليبرمان، في النشرة المسائية المركزية للأخبار ، مساء الجمعة في القناة التلفزيونية الثانية ، وذلك حينما بدأ ليبرمان بالحديث عن "أسباب" "العمليات الإرهابية " كالشوارع غير المحمية عسكريا ، وعن واجب الحكومة تجاه المستوطنين ، كمنع سفر الفلسطينيين في بعض الشوارع ، وانشاء شوارع التفافية وتعميق الاستيطان ...وتشديد العقوبات ضد الأطفال ، مما أثارَ غضب روني دانيئيل ، المعروف عنه "يمينيته" السياسية ، فقال لليبرلمان : ماذا عن أُفق سياسي ؟؟ وهل ستحل الطرق الالتفافية مشكلة الاحتلال؟ هل سيسكت الفلسطينيون على القهر والظلم ؟ وماذا مع حل الدولتين ؟ أين الأمل ؟!
ناحوم برنيَّع ، كبير المحللين السياسيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت " ، كتبَ اليوم مقالا في عدد العيد(عيد العُرش) للصحيفة ، بعنوان " الانتفاضة الثالثة " ، هاجم فيه سياسة حكومات نتانياهو المتعاقبة ، والتي لم تفعل شيئا، لا هي تتبنى خطة سياسية ، وتُراهن على الوقت في كسر روح الفلسطينيين ، بحيث سيُطأطئون رؤوسهم ويقبلوا بالأمر الواقع ..!!
المحللان الكبيران ، السياسي والعسكري ، يُحمّلان أيضا وبوضوح ودون لف أو دوران، حكومات نتانياهو المتعاقبة ، المسؤولية عن الدماء التي تُسفك ... دماء اليهود والعرب ..!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات