أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امين يونس - أينَ هي الحقيقة ؟














المزيد.....

أينَ هي الحقيقة ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 18:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من التُراث : ( ... قبلَ عقودٍ طويلة وفي قريةٍ جبليةٍ نائية ، إحتارَ العَم أحمد ، بينَ أمرَين : إذ عليهِ ان يذهب مع القافلة الذاهبة الى الموصل بعد يومَين ، للحصول على السُكر والشاي وقليل من النفط وبعض الأشياء المُهمة الأخرى .. في حين ان حقله ، بعد هطول الأمطار مُؤخراً ، بحاجة الى إنجاز الكثير من العمل ، خلال الأيام القليلة المقبلة ، وإلا فأنه سيُحرَم من العديد من المنتوجات الأساسية في الموسم القادم .. وهو وحده ، فالجميع مشغولون بحقولهم ، ومن المُستحيل ان ينجز العمل في الحقل ، خلال اليوم المتبقي ، قبل موعد القافلة .
وأخيراً ، قّررَ ان ينهض باكراً ، للعمل في الحقل ، وحراثة وزراعة ، ولو جزءٍ صغير ، فلا هو يستطيع الإستغناء عن الذهاب مع القافلة ، ولا ترك الحقل على هذه الوضعية ، إذ هي مُجازَفة كبيرة ، قد تُسبب له العَوز والحرمان . وبينما كانَ يعمل غارقاً وسط هواجسه وهمومه .. إذا بشابِ جميل المُحيا ، قّوي البُنية ، يُحييهِ قائلاً : ماذا تفعل أيها العَم ؟ قال : كما ترى .. أنا أحرث الأرض وأزرعها . ربط الشاب حصانه المُحّمَل ، بجذع شجرةٍ ، وقال : سوف أساعدك ، فكما يبدو أنك مُنهَك . وبدأ فوراً بالعمل بهمةٍ ونشاط . قرب الظهيرة ، فكر العم احمد .. بأن الشاب لابد ان يكون جائعاً ، لكن المشكلة انه جلبَ من البيت رغيفاً واحداً فقط وبعض الزبيب والبصل .. فكيف سيكفي ذلك الإثنين . في تلك اللحظة ، توجهَ الشاب الى حمولتهِ ، وأنزلَ منها خُرجاً مليئاً بما لّذ وطاب ، وقال : تفضَل يا عم لنأكُل ! . بعد إنتهاءهما من الطعام ، نهضا لتكملة العمل .. وكان الشاب مُثابراً ونشيطاً ، بحيث أتَما الشُغل ، عصراً . فقال الشاب : يجب ان أذهب ، لأن أمامي طريقٌ أقطعه قبل حلول الظلام . قال العم احمد : توقف يارجُل .. عاوَنْتَني بِكُل جدية ونشاط ، وقّدمتَ لي طعاماً طيباً ، ولم أُعطك شيئاً .. فمَنْ أنت ؟ . قال الشاب : لا أريد منك شيئاً أيها العَم .. ولا داعي لان تعرف مَنْ أنا .. لأنك إذا عرفت ، رُبما تغضب وتتعارك معي ! . هَمَ الشاب بالرحيل .. لكن العَم أحمد ، هّددهُ بخنجرٍ وقال : لن تذهب ، حتى تخبرني مَنْ أنت . أجابهُ الشاب : أنا الشيطان ! . تفاجأ العم أحمد كثيراً ، وقال : كيف ذلك ؟ .. فحسبَ علمي ، أنك قبيح الشكل ، سئ الطبع ، لاتُساعد أحداً ولا تفعل الخير أبداً ! . أجابه الشاب : أيها العَم ، ان كُل ما يُقال عّني ، يُرّوجهُ أعدائي والذين يكرهونني .. والمُشكلة ان الناس ، يستمعون إلى هذه الأقاويل المُغرِضة من جانبٍ واحد .. بحيث ان سُمعتي باتتْ سيئة .. بينما الواقع غير ذلك ، وما فعلته معك خير دليلٍ على ما أقول ! ) .
..........................
سمعتُ هذه القصة ، من فَمِ أحد أحفاد العم أحمد ، الذي سمعها بِدورهِ من جدهِ ، وهو يًؤكِد ، بأن أحداثها حقيقية تماماً .. وأن جده القديم ، إلتقى بالشيطان وجهاً لوجه ، وكان لطيفاً جميلاً فاعلاً للخَير .
بينما الصورة النمطية ، التي أعرفها عن الشيطان ، الناتجة عن تراكُمٍ طويل الأمد للوَعي الجمعي ، تُؤكِد ، أنه رمزٌ لِكُل شئٍ سئ .
أين الحقيقة ؟ لا أدري !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعرف الحِساب ؟
- الدنيا حظوظ
- المُؤتمَر السادس ل PYD
- ( بِسَبَبِكَ .. أصبحتُ بعثِياً )
- الأفكارُ أم الكباب ؟
- أحزابٌ سياسية أم شَرِكات ؟
- هل أنتَ حِزبي ؟
- عتابٌ على ( حمه حاجي محمود )
- الراتب الأوَل
- القّارة العجوز
- إبداعٌ في التحايُل
- شيلادزى
- العريف بنيامين
- شطرنج
- عزيزة
- ضِد الجميع
- لِتصْمُت طُبول الحرب الداخلية في الأقليم
- بينَ الهمسةِ والصَرخةِ
- الأرنبُ الهِندي
- هل حضْرتكَ تكريتي ؟


المزيد.....




- الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
- شاهد/حاخام صهيوني يصدر فتوى بقتل أطفال غزة جوعًا: -لا رحمة ع ...
- كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية ...
- عاجل | بوليتيكو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولم ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام المتطرف بن غفير باحات الم ...
- البرلمان العربي يدين اقتحام المستعمرين بقيادة بن غفير المسجد ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام -بن غفير- باحات المسجد ال ...
- الرئاسة التركية: اعتداء إسرائيل على المسجد الأقصى مرحلة أخرى ...
- تركيا تدين بشدة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى
- نادي الأسير الفلسطيني: استشهاد المعتقل أحمد سعيد صالح طزازعة ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امين يونس - أينَ هي الحقيقة ؟