أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - التدخل الروسي في سوريا لضمان بقاء قاعدة طرطوس البحرية














المزيد.....

التدخل الروسي في سوريا لضمان بقاء قاعدة طرطوس البحرية


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




قبل أكثر من مئة عام ، قالت ملكة روسيا القيصرية كاترين ، أن الأمن القومي الروسي يبدأ من دمشق ، وها هو إمبراطور روسيا الإتحادية صاحب الصولجان ينفذ هذا القول على الأرض ، بعد أن أسس له قبل نحو العام بالقول ، أنه لو إنتقل القتال في موسكو من بيت إلى بيت ، فإنه لن يتخلى عن سوريا.
وهذا يعني منطقيا وبعيدا عن العواطف والإنفعال ، أن ما قام به السيد بوتين هو من صميم حرصه على مصالح بلاده ، وإيمانه المطلق بما قالته ملكة روسيا القيصرية سابقا ، كما أنه يدرك تماما أنه في حال تقاعسه عن حماية مصالح بلاده في شرقي المتوسط ، فلن تقوم لروسيا قائمة بعد اليوم.
معروف أن أي حضارة أو أمة على مر التاريخ ، ترغب بالخلود طويلا ، كانت تسعى حثيثا للوصول إلى شرقي المتوسط ، وهذا ما فعلته موسكو سابقا عندما تحالفت مع نظام الأسد الأب ، وهي تعلم علم اليقين أنه حليف سري لواشنطن ، ، ولكنها تغاضت عن ذلك مقابل القاعدة البحرية ذلك الهدف الإستراتيجي الكبير ، وقد أكد ذلك الثعلب الماكر وزير خارجية أمريكا الأسبق "العزيز "هنري كيسنجر ، الذي تمتع بالرقص العربي بعد نجاح مسرحيته سيئة الإخراج التي نسميها حرب تشرين المجيدة ، وحول نصرنا المؤزر إلى هزيمة منكرة ، ونقل المحروسة مصر من خندق العروبة إلى خنق واشنطن وتل أبيب لغباء السادات ، الذي إرتكب حماقة أخرى عندما أقدم على طرد الخبراء السوفييت من مصر ، ووصفه كيسنجر وقتها بأنه أغبى رئيس قابله في حياته لأنه لو ساوم واشنطن على الضفة وغزة مقابل طرد الخبراء السوفييت لإستجابت واشنطن له ، ولكنه قدم فعلته على طبق من ذهب ومجانا لموسكو وتل أبيب.
قال كيسنجر لا فض فوه ، بعد قيام حلف حفر الباطن بإلحاق الهزيمة بالعراق ، بمشاركة قوات عربية تتصدرها قوات مصرية وأخرى سورية : لقد كشفت هذه الحرب حلفاء سريين لنا ! وهذا يعني أن كيسنجر كان غير راض عن إشراك الأسد الأب في تلك الحرب ، لأن قيمة الأسد ونظامه تكمن في عدم فضحه وبهذه الطريقة على أنه عميل لواشنطن.
يتكرر سؤال ملح في المجالس والنقاشات حول عدم دعم روسيا لحليفيها صدام حسين ومعمر القذافي ، في حين غامر بوتني بحرب عالمية ثالثة لإنقاذ الأسد بعد أن تبين له أنه على وشك الإنهيار.
الجواب على هذا السؤال سيكون متشعبا ويحتوي على أكثر من جانب من جوانب هذه القصة ، ويقينا أن هذا السؤال مشروع ومحق ، ولكن الحقيقة تشي بأن ظروف إسقاط كل من صدام حسين والقذافي مختلفة كليا عن ظروف إنقاذ الأسد .
وبالنسبة للعراق ، فلا أحد ينكر أن صدام حسين كان حليفا قويا وغنيا لموسكو السوفييتية ، ولكن إسقاطه كان بتلك السهولة لأنه لم يكن هناك في موسكو إمبراطورا مثل بوتين ، بل كانت روسيا الإتحادية تلملم جراحها وتتخلص من أتباعها دولة بعد الأخرى ، وعليه فإن حظ الراحل صدام حسين السيء كان بوجود قيادة روسية عميلة مهترئة.
أما بالنسبة لإسقاط القذافي فالأمر يبدو وكأنه لم يكن ليعني شيئا بالنسبة لبوتين ، لأنه لا توجد قاعدة بحرية لروسيا في ليبيا ، وأنا جد مستغرب لماذا لم تقم روسيا قاعدة بحرية لها في ليبيا، وعليه فإن إنقاذ الأسد له ما يبرره روسيّا، ولا ننسى أن التدخل الروسي لا يعني بالضرورة إنقاذ شخص الأسد ، بل يعني حتما الحفاظ على النظام الأسدي الذي سيحكم الكانتون العلوي في محيط اللاذقية على البحر المتوسط والذي يضم القاعدة الروسية البحرية.
هناك قضية لا يجب إغفالها وهي أن التدخل الروسي الأخير مغلفا بتشريع من الكرملين ، لم يأت بعيد عن الرغبة الأمريكية وبالتشاور والتنسيق مع حليف النظام الأسدي ، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بيبي نتنياهو الذي زار موسك قبيل التدخل الروسي في سوريا ، وسيتكفل التاريخ بكشف الوثائق والحقائق المخفية عن حليف الصهيونية وعضو جماعة فرسان مالطا في دمشق ، التي خلعوا عنها ثوب عروبتها قسرا ، وأوهموا الرأي العام العربي على الأقل أنهم مقاومون وممانعون ، وأنا أضحك كثيرا حد القهقهة عندما أسمع هذا التعبير " الخنفشاري " الذي لا معنى له على أرض الواقع.
لا شك أن السيد بوتين يتمتع بكل صفات الأباطرة ، وهذا حق له ، فالرجل إستخباري ومخابراتي من الطراز الأول وقد شغل منصب رئيس جهاز الكي جي بي السوفييتي ، وأصبح رئيسا لروسيا الإتحادية وهو صاحب قبضة حديدية ، ورأي سديد ، ويتمتع بفهم كبير للأمور والقضايا ، وعنده إستراتيجية واضحة .
وهذا بطبيعة الحال يقودنا للمقارنة بينه وبين الرئيس الأمريكي المحاصر يهوديا في البيت الأبيض ، ذلك الرئيس الذي يستحق أن يطلق عليه لقب :ساكن البيت الأبيض الضعيف الذي لا حول له ولاقوة ، والذي يتحكم فيه اليهود الذين يرغبون ببقاء حليفهم الأسد في سوريا ، حتى لو إنحسر حكمه في الشريط العلوي ، وكذلك الجمهوريين الذين يعاندون أوباما ويقفون له بالمرصاد حتى لا يقوم بخطوة سليمة تحسب لصالحه.
العيب ليس على الرئيس بوتين الذي إنتصر لمصالح بلاده ، ولكن العيب كل العيب والشنار كل الشنار والخيبة الكبيرة ، على من بعث من جديد ، أبو عبد الله الصغير في الأندلس الذي قالت له أمه عندما خسر حكمه وكان على اهبة الهوب خائبا باكيا :إبك كما تبك النساء لأنك لم تحافظ على حكمك ولم تصنه ! وهذا هو حال عضو جماعة فرسان مالطا القابع في دمشق ، الذي واصل طريقة أبيه في الحكم وعرض سوريا لمن يدفع أكثر ، فكانت النهاية سلسة من المخازي لا يتحملها ولا يقبل بها حتى إبليس الملعون.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الذي يحتضر
- إسرائيل هي التي ثبّتت الأسد في سوريا
- العرب يجوبون العالم ..لاجئين
- حماس .... إبدأ بنفسك اولا
- ندوة الشراكة السياسية في الوطن العربي تؤكد أن غالبية الأنظمة ...
- حذار من الإنتفاضة الثالثة
- الإنقلابيون يغرقون غزة في مياه البحر
- جلالة الملكة رانيا العبدالله تتسلم جائزة من المستشارة الألما ...
- إختتام فعاليات المؤتمر القانوني الدولي حول حماية الأسرى والم ...
- معركة الأقصى ..لينسحب الفلسطينيون
- الأردن الجديد ..أحلى
- تحت رعاية وبحضور د. لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية اعلان ...
- باحث أردني يستعرض مخطوطات قمران –البحر الميت العبرية المخطوط ...
- شيخ الصحافيين الأردنيين يتحدث عن الزمن العربي الجميل
- وداد قعوار ..مجاهدة لإحياء تراث أمة
- -السلطة الرابعة- تزور القرية الفنية في منطقة الكفرين بالأغوا ...
- لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية تطالب بإلغاء إتفاق ...
- اللامركزية ..المقدمة القريبة للكونفدرالية
- الملتقى التركي العربي للإستثمار العقاري يدعو المستثمرين العر ...
- شيخ الصحافيين الأردنيين الأستاذ محمد أبو غوش يودع مهنة المتا ...


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - التدخل الروسي في سوريا لضمان بقاء قاعدة طرطوس البحرية