أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - مفهوم الحب في الغرب














المزيد.....

مفهوم الحب في الغرب


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


إن التقاليد والأعراف الاجتماعية السائدة في الغرب بشأن المرأة مختلفة تماماً عنها في الشرق فالغرب قطع أشواطاً متقدمة من التحديث في أنظمته السياسية والاجتماعية بل أصبح منتجاً أساسياً لمعظم العلوم والثقافة والتكنولوجيا والأنظمة السياسية الحديثة........فالإنسان أصبح غاية وليس وسيلة ووهج الحرية عكس معظم متطلبات وغايات الإنسان الذي خضع لتربية خاصة خلال عشرات من العقود لتكون نهجاً ومسلكاً في حياته العامة. وأصبحت الحرية خطاً أحمراً، لايجوز المساس بها أو التعدي على حدودها المكتسبة.
كما أن الدولة أصبحت الراعي الأساس لتلك الحقوق ومظلة حماية لأفراد المجتمع فهي تحتكم إلى الدستور والقوانين لحماية حقوق المواطنين، وبالمقابل ضعفت الأواصر بين الأفراد في الأسرة الواحدة وتراجعت الأعراف الاجتماعية والقيم الروحية إلى حدودها الدنيا لصالح مبدأ تحقيق المصالح.
المشاعر والأحاسيس الإنسانية بين الرجل والمرأة ضعف دورها لصالح الغرائز الإنسانية والمصالح الاقتصادية، وإن شذت عن تلك القاعدة فإنها لاتحمل نفس ووهج وفيض العواطف في الشرق. فالشرق مازال يمثل الضمير المستتر للعالم لأن جسده يعيش في الحاضر ويميل بكله إلى الماضي بحيث أصبحت لديه (مناعة مكتسبة!) من التأثيرات السلبية للحداثة لأنه يخضع (في أغلب الأحيان) لمنظومة العاطفة في مجمل حراكه الاجتماعي أكثر من منظومة العقل.
إن مفهوم الحب بما يحمله من مشاعر وأحاسيس في الغرب في الوقت الراهن، لايمكن قياسه بمفهوم الحب في الشرق بالرغم من أن المشاعر والأحاسيس الإنسانية متماثلة لكن يختلف وهجها تبعاً لاختلاف الأنماط الاجتماعية التي فرضتها سُبل التقدم الحضاري!.
لاتشكل المرأة في الغرب محوراً أساساً لعنصر الجمال والغزل لدى النخبة كما هو الحال في الشرق، وهذا ما يمكن لمسه من خلال العديد من قصائد الغزل والحب ووصف الجمال لدى الشعراء الغربيين الذين غالباً ما يتغزلون بجمال الطبيعة أكثر من تغزلهم بجمال المرأة. لكن يبقى مفهوم الحب الذي يختص بتبادل المشاعر والأحاسيس بين الرجل والمرأة، له بعض الخصوصية عندما تشذ العلاقة عن قواعد الأنماط المكتسبة للحياة الاجتماعية لتعود إلى فطريتها الإنسانية.
يرى ((رونيه أوبير))"أن الحب هو عطاء النفس، ودعوة إلى الحنان عن طريق فياض من الحنان ورغبة في الاغتناء بكل ما نمنحه نحن للمحبوب قبل التفكير بما يمنحننا هو. إن الحب هو شكل من أشكال فضيلة الكرم على كائن واحد لاغير".
إذا كان الحب في الشرق يميل (أكثر!) إلى إذابة الذات في الآخر لتحقيق التواصل الروحي ومنح الآخر كل شيء دون انتظار المقابل لأن العاطفة لاتحتمل تبادل المصالح. لكنها في وجها الآخر، تنتظر المشاعر والأحاسيس من الآخر لتأكيد الذات وإلا فإنها علاقة حب سلبية من طرف واحد يرفضها الطرف الأخر أو يستغلها لتحقيق حاجته من العاطفة لتحقيق ذاته وعلى حساب الآخر.
في حين أن علاقة الحب في الغرب، هي محاولة للبحث عن الذات في الآخر أو رغبة في الاعتراف المتبادل بين الطرفين. وشروط العلاقة هي الاعتراف المتبادل بالكيانات المنفصلة وغير الساعية إلى التوحد لتبادل المصالح وبغض النظر عن شكلها (عاطفية، جنسية، اقتصادية، متطلبات اجتماعية، أو التغلب على وحشة الوحدة.......).
يعتقد ((رونية أوبير))"أن الحب، يعني الامتداد والتفتح وتحقيق الذات عن طريق الآخر".
بهذا فإن الحب في الغرب، هو مساعى لتحقيق الذات وليس لنكران الذات بالرغم من أنه يتقاطع ومسارات العاطفة والمشاعر والأحاسيس التي لاتحتمل طغيان وفجاجة (مبدأ تحقيق المصالح) ضمن إطار علاقة الحب لأنها علاقة إنسانية بحتة متخاصمة أبداً مع أنماط الحياة السائدة، فهي تخلق أنماطها الزمانية والمكانية والذاتية لحظة إبرام علاقة الحب ذاتها!.
لربما علاقة الحب تحمل بين طياتها شكل من أشكال تحقيق الرغبات (المصالح!) ولا يمكن لها أن تستمر إذا تخطت سمة تبادل المشاعر والأحاسيس، كما لايمكن لأي شخص أن يكون منهلاً للآخر إلى الأبد......حينها يشعر بحالة الاستغلال وسعي الشريك لتحقيق ذاته وعلى حسابه. هذا السلوك الشاذ في علاقة الحب، هو مسعى لتحقيق الذات مقابل طمس ذات الأخر.
إذاً علاقة الحب تتطلب (إلى حد ما) مساراً متعاكساً في تحقيق الرغبات بين شركيين لإطفاء حالة الاستغلال وتحقيق ما يطلق عليه مجازاً بـ (تحقيق المصالح المشتركة!).
يشخص ((ماكس شيلر)) تلك الحالة قائلاً:"أن علاقة الحب تعني أعلاً وشخصنة فردية تسمو بمراتب القيم نحو الأعلى حيث يسعى من خلالها كل طرف لبلوغ الكمال لتأكيد الذات".
إن مفردات الاستغلال والمصالح وتحقيق الذات، هي من خاصة منظومة العقل وتتقاطع مع مفردات الإحساس والمشاعر والعاطفة التي هي من خاصة منظومة القلب وغالباً ما تتقاطع منظومة العقل مع منظومة القلب. وتسفر عنها حالة من الصراع حيث تتبادل مواقع الربح والخسارة وتُنحر علاقة الحب على مذبح المنتصر منهما. وبخلافه فإن الاتفاق بين المنظومتين يعني راعية كل منهما للأخرى تمنح حياة أبدية لعلاقة الحب.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والعشق في الشعر الحديث 3-3
- (الحب والعشق في الشعر الحديث (2-3
- الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3
- (الحب والعشق في الشعر القديم (4-4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (3- 4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (2-4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (1-4
- النظرة الدونية للمرأة عند توفيق الحكيم
- سلوك وتصرفات اللئيم
- الاساءات والحط من قدر نخب المجتمع
- الضمير والسمعة عند السياسي
- فن الإصغاء في العمل السياسي
- احترام الكلمة في العمل السياسي
- أداء ومهام السياسي السوي
- دور الأحزاب السياسية في بناء الدولة الحديثة
- نهج وتوجهات الأنظمة والأحزاب الشمولية
- البعد التاريخي والمعاصر للنظريات السياسية والاجتماعية
- دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي
- صراع الكيانات الحزبية على السلطة
- خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة


المزيد.....




- جان بيير فيليو متجنياً على الكرد والعلويين والدروز
- صالة الكندي للسينما: ذاكرة دمشق وصوت جيل كامل
- وزارة الثقافة اللبنانية تنفي وجود أي أسلحة تعود لأحزاب في قل ...
- في النظرية الأدبية: جدل الجمال ونحو-لوجيا النص
- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - مفهوم الحب في الغرب