أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3















المزيد.....

الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:39
المحور: الادب والفن
    


الحب والعشق
في الشعر الحديث
(1-3)
يمتاز شعر الحب والعشق الحديث بالتصريح غير المقيد عن المشاعر والأحاسيس وينهل مكونات من الواقع أكثر منه من الخيال، فهو يعكس تجارب عاطفية حية بلغة سلسلة وسهلة المنال والفهم وتبتعد عن استخدام الكلمات المعجمية غير المتداولة على ألسنة العامة من الناس.
إنها لغة تنهل مكوناتها من أرض الواقع، لكنها تميل أكثر للمزج بين صور الواقع وجوهر الروح المرتبط بعوالم كونية خارجة عن حدود العالم الأرضي لتعبر عن ماهية الحب والعشق وتحدد بنود علاقة الحب المستمدة نصوصها من أرض الواقع تارة وتارة أخرى من نصوص روحية تنهل صياغاتها من عوالم كونية تتداخل فيها الفلسفة وعلم النفس والروحانيات والغيب.....!.
وخلع الشعر الحديث عن الشعر ملابس العفة والحجاب وأصبح أكثر عرياً في التعبير عن جوهر العلاقة الإنسانية رافضاً القيود المتوارثة والأعراف الاجتماعية المتقاطعة مع مسارات الحب والعشق. معلناً تحديه لكافة الشرائع التي تفرض قيودها على التصريح والإعلان عن علاقة الحب ومشاعر العاشق، وفتح الباب على مصراعيه (للتخصص!) في مجال الشعر فأصبح هناك شعراء مختصين في الشعر السياسي، وآخرون مختصون في شعر الحب والعشق......ولتسليط الضوء على عينات مختارة من الشعر الحديث في الحب والعشق، نطرق المحاور أدناه:
-1-
(الحب من النظرة الأولى)

يتيه الجسد في زحمة المدينة يتفحص ويفترس وجوه النساء بنظرات مريبة ويحدق في الأجساد والعيون بحثاً عن شيء لايدري ما هو‍. ربما يبحث عن امرأة أحلامه أو عن صورة ماثلة في الوجدان غير قادر على تحديد ملامحها لكنه يمكن أن يتعرف عليها، يشخصها بين الألوف من البشر. من هي وما هي هويتها؟ أين مكانها؟ متى يلتقيها؟ أسئلة كثير لها ضربات المطارق على الروح والقلب وتمر السنون ولاجواب وتستمر المطارق بضرباتها تحفر في الذاكرة ودهاليز لعلها تجد الإجابة دون جدوى!.
وفي لحظة شاردة من الزمن...يسقط نظرك على امرأة عابرة في الطريق، لاتعرفها..لم تشاهدها من قبل..تجيبك على أسئلة العمر من خلال ابتسامة باهتة ترشقك بألوف من السهام تدمي قلبك وتهيمن على عواطفك وتسلب أحاسيسك وتأسر روحك عنوة. لتقول لك مازلت تبحث عني، كذلك أنا ابحث عنك!. فيرسل القلب أوامره بالحب ويرسل قلبها الجواب فوراً، إنها ليست لحظة شاردة من الزمن وإنما هي الحب من أول نظرة في مساحة اللحظة الزمنية.
يصف ((معروف الرصافي)) النظرة الأولى من الحب قائلاً:
"لقيتها في الطريق عابرة.............يهصر من قدها تبخترها
أعجبها منظري وأعجبني ...........بالحسن عند إلقاء منظرها
فصار قلبي بالحب يأمرني..........وقلبـها بـالغرام يأمرها".
إن الحب من النظرة الأولى ليس حب وإعجاب حسب، بل هو أسر لقلب المحبوب. إنها نظرة تفحص لتفاصيل جمال الجسد، تبدأ بالعيون فيغرق العاشق في بحارها ومن ثم بالشفاه التي تذيب جليد العواطف والأحاسيس التي أسرتها سنوات الانتظار وكلما غاص العاشق أكثر في تفاصيل الجسد لمعشوقته، كلما استسلمت قلاع عواطفه الواحدة تلو الأخرى حتى يصبح منزوعاً من السلاح ومستجدياً السلام. هل بسمة واحدة من امرأة عابرة...لها كل هذا السحر والقدرة على هزيمة فارس الأحلام؟.
يتحدث ((مير بصري)) عن بسمة لامرأة عابرة في الطريق أسرت فؤاده:
" بسمت لي مدلة في الطريق.............فكوت مهجتي بنار حريق
ومضت تحمل الفؤاد أسير...............بلحاظ العيون ذات البريق".
ممن المسؤول عن أسر الفؤاد، هل عيون المرأة أم بسمتها؟ ايهما أكثر تأثيراً على فارس الأحلام النظرات أم البسمات أم الاثنان معا، لربما للأولى تعمل على شل الإرادة والثانية تمارس فعلها بالأسر متشفية وساخرة بالقول: أيها المارد والمتحدي من نظرة واحدة ألقيت كل أسلحتك مستسلماً. يا لهذا القلب الرهيف ألا صمدت قليلاً حتى أمنحك عفوي.
يتحدث ((علي الخطيب)) عن سحر عين وشفاه الحبيبة قائلاً:
" لها الأعين النجل، إذا رنت،............أثار فؤادي ضجة في أضالعي
على شفيتها رفًّ روحي محوماً.........كأن لم يجرب جامحات المطالع".
-2-
(الحب والهوى)

يحتاج التعبير عن الأشياء لاستخدام معظم حروف اللغة، فالتعبير عن فكرة يحتاج إلى صياغات لغوية لاحصر لها وإن تجيب عن أسئلة تحتاج إلى انتقاء الكلمات المناسبة لصياغة الجواب. لكن عن تعبر عن مشاعر وأحاسيس لاتحتاج سوى إلى حرفين في اللغة (حب) للدلالة على العواطف وما يختزن القلب من الأحاسيس تجاه الآخر. فهل إن الحروف والصياغات المستخدمة للتعبير عن الأشياء والأفكار صادرة عن حالة الوعي؟ لذلك لاتتبع مسالك العفوية في التعبير ساعية لتأكيد صدقها بالصياغات اللغوية المحكمة غير القابلة للتأويل، لأنها نتاج عن حالة الوعي المدرك لماهية الفكرة وأبعادها والمسالك الواجب إتباعها لتأكيد صدقها.
في حين أن الحب، هو نتاج عن حالة اللاوعي، والعفوية المفرطة التي لاتخضع لقواعد وصياغات اللغة وإنما إلى منظومة القلب منبع الإحساس والعاطفة التي لاتشترط إثبات صدقها من عدم صدقها. إنها تحمل بين طياتها صدق دعواها من خلال التعبير عنها بالحواس الخمسة فنظرة مليئة بالإحساس تكفي للتعبير عن الصدق. ولمسة عطف واحدة تكفي لإشعال حرائق في منظومة الجسد ومفردة لغوية واحدة تنطق، قادرة أن تجرف من أمامها كل حواجز الممانعة. وإن تتذوق لعاب الآخر عبر الشفاه، يكفي لارواء كل مساحات الجسد العطشى. وإن تستنشق عطر النفس تتفتح كل براعم الزهور النائمة في دهاليز الروح لتبدأ ربيعها غافلة استحقاقات الفصول الأخرى، أما أن تسمع عذوبة الكلام يعني أنك تغرق في عالم الموسيقى وتغريد طيور الحب........!.
يكتشف ((عبد القادر الناصري)) علاقة الحواس مع الروح في الحب قائلاً:
"أحبك، هل علمت، سلي دموعي...........على كفيك لو سئلت تبدح
أحبك هل علمت، بأن روحي..............على شـفتيك ذائبة تنوح".
إذا كان الحب، عفوي بهذا القدر أو ذاك فإن علاقة الحب ليست كذلك فهي تحتاج لاكتشاف القنوات العاطفية المغذية لبذرة الحب فكلما تدفقت ينابيع الأحاسيس والعواطف أكثر نحو بذرة الحب، كلما توسعت مساحة الحب واكتسحت مساحات التصحر في الروح فتسعد النفس بربيعها بعد فصول لاحصر لها من شتاءات أطفئت وهج الأيام والسنين وحولت غابات العمر إلى صحاري تعاني من عطش الأيام!.
فالحب الذي يخلو من عبقرية اكتشاف مسالك العلاقة ليس حباً ينهل من جنون العشق مفردته لأن الحب أحد طلاسم الجنون وما لم يصبح المرء مجنوناً لايمكنه فك تلك الطلاسم التي لاتمنح أسرارها سوى للمجانين!.
يجسد ((علي الخطيب)) تلك الرؤية في الجنون قائلاً:
"أحبك حباً جلًّ شأناً عن الهوى..............به النفس من أدرانها تتجرد
أحبـك حبـاً عبقريـاً مؤاتياً...............يوضع من الأوضاع لايتقيد
وحبـً وديـعاً هادئـاً مترفقاً................وحبـاً جنونياً يغار ويحقد".
إن تسمو علاقة الحب لتصبح عشقاً وجنوناً، فهي شيمة من شيم العشاق لايفقه شرائعها سوى من ابتلى بداء العشق. وأتقن فن فك الطلاسم ونهل من طعم الجنون فناً وقدرة على فك معادلات الأواصر وقراءة طلاسم الحب فيصبح شاعراً تسبقه الكلمات والمعاني قبل أن يسبقها في التدوين والإلقاء.....إنها فقط من خاصة المعشوق تصف جماله ورقته وعذب كلامه وتضفي عليه سمات تقترب أكثر من سمات الأقدار.
يعبر عنها ((حافظ الشيرازي)) قائلاً:
"شيمة العاشقين في الحب لطف..........وغلو في المدح والإطراء
وتفانٍ تسمو به الروح في الخلد..........سمو الأبـطال والشهداء
لا كلام تسـوده غـلظة القول..........ووعـظ يـليق بالأنبياء".



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الحب والعشق في الشعر القديم (4-4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (3- 4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (2-4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (1-4
- النظرة الدونية للمرأة عند توفيق الحكيم
- سلوك وتصرفات اللئيم
- الاساءات والحط من قدر نخب المجتمع
- الضمير والسمعة عند السياسي
- فن الإصغاء في العمل السياسي
- احترام الكلمة في العمل السياسي
- أداء ومهام السياسي السوي
- دور الأحزاب السياسية في بناء الدولة الحديثة
- نهج وتوجهات الأنظمة والأحزاب الشمولية
- البعد التاريخي والمعاصر للنظريات السياسية والاجتماعية
- دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي
- صراع الكيانات الحزبية على السلطة
- خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة
- المهام والأداء في العمل السياسي
- الحرية والعدالة
- تحديات المجتمع المتخلف للدولة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3