اغلاقكم المواقع الاباحية اثلج صدورنا

وسام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 22:49
المحور: كتابات ساخرة
    

هل طالعتم القرار البرلماني العراقي بحجب المواقع الإباحية ، ذلك القرار الذي نال سخرية كل العراقيين الشرفاء والذين اعتبروه استخفافا بعقول الناس وحرفا للانتباه عن مطالب الجماهير التي تنتظر اصلاحات جذرية لما تعاني منه البلاد؟ هذا القرارالمثير للغثيان بسبب توقيته قد وجد كالعادة من اهل النفاق والجلوزة من يؤيده ويتحفنا بمقالة عن فوائده ، وبدون اي احترام لمشاعر الجماهير وما يعانيه العراق اليوم من فساد وخراب الضمائر بسبب سفالة طغمة السياسيين الحاكمة ،فبالرغم من انه فعلا قرار خارج نطاق الزمان والمكان والاهمية ويمثل احتقارا تاما لما كان ينتظره الشعب من اهتمام بمشاكل البلاد الحقيقية ... يأتي من يدبج مقالا كاملا يطبل فيه لهذا القرار بكل حرارة
ومقال تأييد قرارغلق المواقع الاباحية هذا يذكرني بتلك البرقية التي بعث بها مواطن عراقي عام 1952 الى رئيس الحكومة في ذلك الحين نور الدين محمود حول قرارات الحكومة بتسعير بعض المواد الغذائية بينما كانت البلاد ترزح تحت الاحكام العرفية والغليان يعم الشارع العراقي
وكان نص برقية التأييد الاستهزائية هو : تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا ....سيروا على بركة الله
لكن الفارق هنا ان ما كتبه بوق حزب الدعوة اياه عن فوائد القرار الجبار ابو الشربت ليس من باب السخرية حاشا لله كما كان القصد من برقية تسعير الشلغم.... بل هو من باب اللواكة وحمل المباخر بالبحث المضني عما يمكن ان يسمى منجزات عسى ان تجمل الوجوه الكالحة. ..وصاحبنا يفلسف تأييده للقرار بكون غلق المواقع الاباحية يحتاج فقط الى ضغطة زر بينما معالجة مشاكل البلاد لايتم بضغطة زر... فلنحل المشاكل السهلة ونترك المشاكل الصعبة للزمن ، ونحن يمكن ان نؤيد هذا الكلام لو كان القرار قد اتخذ من قبل السلطة التنفيذية وبدون اضاعة وقت الشعب في مناقشات برلمانية لاتقدم ولاتؤخر بينما يتم تجاهل المشاكل الحقيقية بتعمد ووقاحة لا مثيل له ويتم الهاء الناس بالسخافات لمجرد اقناع السذج ان هذا البرلمان السافل يعمل شيئا لخير البلاد
البلاد تنحدر كل يوم بأتجاه الهاوية بسبب فساد ونتانة سياسي المحاصصة وقذارتهم ...بينما جلاوزتهم يبحثون عن منجزات بين اكوام الفساد والقمامة...بالضبط كذلك الباحث عن حب الركي بال ...تعرفون شنو
والمقال البائس يعطينا احصائيات عن نسب الطلاق وعدم الزواج في العراق ويعزوها بكيفه الى وجود المواقع الاباحية ....هكذا دون اي احترام لاي منهج بحث علمي كما يفترض بمن هو في الاصل طبيب ....فأنعل ابو البايوستاتستكس (علم الاحصاء) والكاي سكوير ... انه عرض آخر لاصول النفاق والجلوزة السياسية ....الشباب العراقي يهرب بالالاف كل يوم من العراق لانه لايجد لقمة العيش ... وحكيم زمانه يعزو سبب عدم الاقبال على الزواج الى المواقع الاباحية وليس الى ان الشباب مسحوق يبحث عما يأكله ...فأين هو من الزواج .... انها التحليلات الجاجيكية التي تتوافق مع فتاوى الروزخونات الذين اصبحوا ملوك العراق في هذا الزمان الحلو
ان كلام امثال هذا الكاتب من الذين اصبحوا تالي زمانهم حراسا لما هو تحت الحزام لايختلف عن كلام ذلك المعمم الذي شاهدناه على اليوتيوب وهو يخطب في الناس ويقول بالحرف الواحد : لايهم ان يكون الحاكم في العراق حرامي ،فيكفي انه يؤمن ان علي ولي الله ... وهذا البوق يقول لنا ضمنا : لايهم ان يكون الحاكم حرامي وفاسد وابن ستين كلب ، المهم انه يريد حفظ فروج الناس ....باعتبار ان الفروج لا تنتهك الا بوجود المواقع الاباحية ....
طبعا لو كتبت اي تعليق على مقالته المتهرئة لسارع الى حذفه لأن اسمي يصيبه بالارتكاريا ومع ذلك فانا اشكر الاخوين يحيى طالب و احمد حسن البغدادي على رزالتهم المؤدبة والمغلفة له ، عسى ان يحس شريف لندن بالمشاكل الحقيقية التي يعاني منها العراق وهي الفساد الضارب في ضمائر سياسييه ، لكن هيهات ، فقد تحول اليساري الشيوعي الى ناطق بأسم العمائم واللحى والسبح ...ولكم ان تستنتجوا السبب ....فالعيشة صارت صعبة!
كلمة اخيرة .. اذا اردنا ان نمنع المواقع الاباحية ، فالاحرى منع مواقع من يريد اباحة الفساد السياسي والنفاق والسموم الطائفية
ومن هذا المنطلق فأنا اؤيد تماما ماورد في تعليقي السيدين الكريمين يحيى طالب و احمد حسن البغدادي على المقالة التعبانة اعلاه ومطالبتهما وقبل اغلاق المواقع الاباحية باغلاق الجوامع التي ينشر من على منابرها اهل العمائم المتخلفين هراءاتهم وارهابهم لانها اكثر سوءا واذى من المواقع الاباحية وعسى ان يفهمها صاحبنا ... لكني اعلم تماما ان اغلاق الجوامع لن يحصل للاسف الاعندما نصل الى المدينة الفاضلة

#وسام_يوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات