أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام يوسف - مسيحية طارق عزيز














المزيد.....

مسيحية طارق عزيز


وسام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كمسيحي اقول بكل صراحة، لن اذرف دمعة واحدة على طارق عزيز ، فهو بالنسبة الي ليس سوى وجه من وجوه نظام سافل حرق العراق من شماله الى جنوبه وضيع فرصة كبيرة ان يكون العراق بلدا متقدما مستقرا بسبب نزوات قائده الاهوج وتفكيره المنحرف وعروبيته الكاذبة التي انفضح زيفها بجلاء باحتلاله الكويت، عهد مأساوي جثم على صدر العراقيين اكثر من 30 عاما و تسبب بعد سقوطه في جلب من هو اكثر سفالة منه ، نظام المحاصصة الطائفية القذرة
ربما يجد المنتحبون على طارق عزيز (من غير عائلته) بعض الخصال والمزايا التي يمتدحونه من خلالها كالثقافة والمنطق والمظهر ،ونعم ربما كان طارق عزيز اثقف من باقي قيادات البعث التي بقيت حتى السقوط (عدا سعدون حمادي) ولكن ماذا استفاد العراقيون (اوالمسيحيون) من ثقافته ومكانته في الدولة ؟ لاشيء ...فقد كان مجرد آلة طيعة بيد صدام الذي وجد فيه خادما وفيا لايمكن ان يفكر في التآمرعليه ويصلح لتمثيله ونقل وجهات نظره البدوية الهمجية الى الغرب بعد تغليفها بالبسة من التحضرواللغة الدبلوماسية لو امكن ذلك ، فلماذا اليوم كل هذا التباكي على شخص كان بأبسط الكلمات سياسيا عليه ان يتحمل نتائج مواقفه وافكاره وولائاته (سواء كانت ناتجة عن اقتناع ام عن خوف ) ؟ ورغم اني شخصيا لست مقتنعا بالتهم التي سبق ان ادين بها مثل قمع الاحزاب الدينية او مذبحة التجار، لأن مثل هذه القرارات لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل ولا حتى دجاجة ،اذ كان من يفكر بها ويقررها ويأمر بتنفيذها عقل اجرامي واحد بلا مشورة من عزيز او غيره ... لكني ايضا اعتقد انه كان محظوظا اذ مات في السجن ولم يعلق على المشنقة كسيده ...مع تحفظي على العراقيل التي وضعت امام تسليم جثته الى ذويه ...لكن ماذا نتوقع من حكومة هاجسها الاول هو الانتقام وهي بنفس وساخة الحكومة التي انتمى اليها طارق عزيز؟
على اي حال يستطيع البعثيون ان ينوحوا وان ينتحبوا على احد قياداتهم التي ظلت وفية لقائدها المقبور حتى النهاية ، فمن المتوقع ان يستغل البعثيون مثل هذه المناسبات لينصبوا سيركهم الاعلامي كلما مات او اعدم او قتل احد ازلام نظامهم الزائل ... خاصة عندما يكون المتوفى هنا واحدا من اهم ابواق صدام الذي ظل ثابتا في ولائه حتى النهاية ..وفي الحقيقة ان عزيز كان ذكيا جدا في المحافظة على ذلك الولاء عند محاكمته، لأنه ادرك ان الانقلاب على سيده بعد السقوط لن ينفعه بشيء على الاطلاق ، فلا كان سيخفف عنه التهم او يجنبه الادانة والسجن بل كان سيضيف الى قائمة التهم صفات النفاق والجبن والتنكر للمباديء ، وهو ما لم يحصل ، فنال عزيز بسبب ذلك نعيا" حماسيا" ربما يتمناه الكثيرون ، لكن ما اتمناه انا من الذين يدبجون المقالات في امتداح وفاء طارق عزيز ان لا يأتوا بسيرة مسيحيته ، لأن كونه مسيحيا بالولادة او ان اسمه الحقيقي يوحنا او ميخائيل لم يقدم ولم يؤخر في اي شيء سوى في الصاق اكذوبة يتداولها الكثير من معارضي صدام خاصة الشيعة مفادها ان المسيحيين كانوا مقربين من صدام ، تصوروا : مسيحي واحد (لم نسمع انه دخل كنيسة يوما ما) قربه صدام لأنه عرف انه سيكون مفيدأ له فأذا بصدام يصبح عاشقا للمسيحيين ، رغم ان نفس المنطق الافلج سيقول ان وجود طه محي الدين معروف و محمد حمزة في الحكومة ادلة على ان الاكراد والشيعة كانوا مقربين من صدام ايضا ، مع ان الحقيقة الدامغة تقول ان لا احد كان مقربا فعلا من صدام الا صدام ...فالرجاء ان تكفوا عن ترديد هذه الاسطوانة التي كثيرا ما اسمعها حتى هنا في كندا من بعض العراقيين خاصة الشيعة الذين يصرون على ان المسيحيين كانوا مدللي صدام بسبب طارق عزيز وربما كامل حنا ( هل تذكرون كيف قتله عدي؟)، وبنفس الوقت يولول نفس هؤلاء على مظلومية الشيعة رغم وجودهم اضعافا مضاعفة في القيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء و المؤسسات العسكرية والامنية ،فهؤلاء كانوا كلهم (خطية مجبورين ) ... اما طارق عزيز فكان في القيادة لان صدام كان يخرب على المسيحيين
وكي لا يتهمني البعثية بأني من مريدي النظام الحالي (هذا اذا كان مقلب القمامة الذي يحكم العراق او ما تبقى من العراق يستحق حتى ان نطلق عليه كلمة نظام ) فانا اقول ان اسوأ ما مر بالمسيحيين من فترات ظلم وتعسف واضطهاد هو حكومة المحاصصة الطائفية اللعينة هذه، وللتوضيح اكثر فأنا لست اريد ان الصق تهمة اضطهاد المسيحيين بالشيعة وحدهم ، فالحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه فان كل مسلم متمسك بطائفيته في العراق سواء اكان شيعيا او سنيا سيحمل نفس الرأي بالمسيحيين ...وهي اننا نصارى كفار وانجاس ، وفي هذه فقط يمكن ان يتوحد الطائفيون من الشيعة والسنة ، فلا فرق في نظرة القاعدة وداعش ونظرة جيش المهدي والمليشيات الى المسيحيين والى استحلال اموالهم ومنازلهم ، فقد فعلوها في بغداد كما في الموصل فكلنا سواء ، لافرق بين طارق عزيز ...او يونادم كنا
خلاصة القول ان غالبية المسيحيين العراقيين لم تهزهم وفاة طارق عزيز ولا احزنتهم ، فهو جزء من مأساتهم ومأساة كل العراقيين البسطاء بوطن لم يهنأ بحكام شرفاء منذ سقوط الملكية ، فاذا ترحمنا على عزيز فيتوجب ان نترحم على كل ما كان يمثله عزيز بل وان نترحم فيما بعد على المالكي بينما الدعاء العادل هو ان نقول :الى جهنم وبئس المصير لكل من آذى العراقيين



#وسام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واخيرا ... حكومتنا تستغرب
- الثلاجة التي اسقطت مدينة الرمادي
- الا تقوى على مواجهة النقاش ؟ مسكين يا دكتور!
- وانكشفت اكذوبة فهم الاسلام غلط
- احلام الاماراتية ....والتربية الاسلامية
- حوارات مع صديقي المسلم (2)
- حوارات مع صديقي المسلم (1)
- السعودية فاهمة الاسلام غلط!
- هل سمعة نوري المالكي بحاجة الى تشويه
- حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام (2)
- حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام
- ختان النساء في الموصل ...هذا هو الاسلام الحقيقي
- المالكي ليس اسوأ من صدام... ثم ماذا؟
- مؤامرة اخراج عامر توفيق من منافسات احلى صوت!
- حريم الله وخادماته
- هل ستشعرون الان بآلام الاقليات يامسلمين ؟
- اغتصاب المسيحيات حلال
- لماذا تهتم بالمثليين الغربيين ياسيد عبدالحكيم وتنسى المثليين ...
- مغالطات السيد عبدالحكيم عثمان
- رد على سؤال السيد عبدالحكيم عثمان


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام يوسف - مسيحية طارق عزيز