أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام يوسف - حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام















المزيد.....

حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام


وسام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 03:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل حوالي الشهر كنت مسافرا بالطائرة من مطار تورنتو حيث اعيش في كندا منذ اكثر من 20 عاما في رحلة الى مدينة سانت دييغو في كاليفورنيا في الولايات المتحدة لزيارة اقرباء لي ، وتصادف جلوسي في مقعد الى جانب سيدة في منتصف الخمسينات ملامحها اوروبية ، وتبادلنا سلاما مقتضبا كاي غريبين يتجالسان دون معرفة مسبقة ، وتصادف ان مر من امامي صديق عراقي يسكن مثلي في تورنتو ويسافر ايضا الى كاليفورنيا ،وتبادلنا السلام وبعض الاسئلة بالعربية اتجه بعدها الى مقعده في الجهة الخلفية من الطائرة ، وتفاجئت بالسيدة التي تجلس بجانبي تسألني بالانكليزية هل انت عربي ؟ اجبتها انا في الاصل من العراق ، هل تعرفين العربية ؟ قالت : اعرف بضع كلمات مثل السلام عليكم وكيف الحال لكن اللهجة التي سمعتها منك لاتشبه العربية التي اعرفها . اجبتها انها لهجة من يسكن في بغداد وهي مختلفة عن العربية الفصحى . فكرت انها ربما سافرت الى احدى بلدان الشرق او ان لديها معارف من العرب لكني لم اسالها حتى واصلت حديثها بالقول : انا اسفة جدا لما يحدث في العراق على ايدي جماعة ايسيس (اي داعش بالانكليزية) ، ثم استطردت :كيف يتجرأ هؤلاء المجرمون ان يقولوا انهم دولة اسلامية؟ الاسلام من اكثر الاديان حثا على المحبة والسلام !!!!!!!!!!!!!!!
فكرت ان السيدة تجاملني بهذا القول لانها افترضت اني مسلم فسالتها : هل تعتقدين ان الاسلام دين سلام ؟ قالت بالتاكيد فانا مسلمة منذ اكثر من 30 عاما بعد زواجي من طبيب باكستاني ، واختلطت بالمسلمين ولم اجد منهم الا الطيبة والمحبة . سالتها هل تتكلمين عن المسلمين ام عن الدين الاسلامي ؟ اجابت : هل هناك فرق ؟ قلت لها : من تجربتي كمسيحي عاش بين المسلمين اكثر من 20 عاما قبل لجوئي الى كندا اقول نعم ، هناك فرق كبير .
يبدوا ان كلامي استفزها فقالت ، انا ولدت مسيحية وكاثوليكية في عائلة متزمتة ، وعندما التقيت بمحمود (زوجها الباكستاني الاصل) واعتنقت الاسلام لم اجد اي تزمت منه ، فلا اجبرني على التحجب ولا طلب مني ان اغير شيئا في حياتي الا ان اترك شرب الخمر ،فهل ترى في ذلك ماهو خاطيء كما يريد البعض ان يتهم الاسلام؟
سالتها : سيدتي ان اردت ان نقضي وقت الرحلة في النقاش فانا مستعد ، لكني لا اريد ان اضيع وقتك بكلام انا متأكد انه لن يعجبك.
قالت: اذا كنت تريد ان تشتم الاسلام فلا داع للنقاش
اجبتها : لن اقول كلمة واحدة سوى حقائق مثبتة
ابتسمت وقالت: اذا اردت ان تقنعني باني مخطئة في تقييمي للاسلام وايماني انه دين سلام بعد ان خالطت المسلمين لحوالي 30 عاما فانك انت الذي تضيع وقتك
قلت: سيدتي اكرر تساؤلي هل تتكلمين عن الاسلام ام المسلمين؟
اجابت : وانا اكرر جوابي ، ما الفرق؟
قلت لها : فرق كبير ، المسلمون كاتباع اي ديانة اناس خيرون الا من تطرف منهم، وانت خالطت مسلمين يعيشون في الغرب وبالتأكيد فانهم تهذبوا بالعادات الغربية ، لكن ما يعبرون عنه يختلف عما يطالبهم به دينهم ، هذا ان كانوا يعرفون دينهم بحذافيره ، ومن الواضح انهم لا يفعلون ذلك.
اجابت : كل ما سمعته عن الاسلام هو السلام والمحبة ، القرآن الكريم يأمر المسلمين بالجنوح للسلام اذا جنح المقابل ، ويقول القرآن عن المسيحيين انهم اكثر الناس مودة للمسلمين ويوصي بهم خيرا ، ويقول التاريخ ان النبي محمد زار جاره اليهودي عندما كان مريضا ، فماذا تريد اكثر من ذلك لتحكم على هذا الدين ؟
قلت لها : سيدتي هل يمكن ان اسالك ماهي دراستك؟ اجابت انا خريجة علم النفس وعملت مرشدة نفسية لمدة 10 سنوات بعد زواجي ولعلمك زوجي المسلم كان يشجعني على العمل و انا الذي قررت التوقف بعد ان اصبح لدي 3 اطفال .
قلت لها : سيدتي بما انك نفسانية فاظن ان لديك قدرة في الحكم على شخصية الانسان عندما تسمعين عنه بعض الحقائق اليس كذلك ؟
قالت نعم اظن ذلك
قلت لها : ماذا تقولين عن انسان ، ولد ولديه ولع بالفنون والرسم بل انه اراد ان يدخل اكاديمية الفنون بسبب هذه الهواية لكن دخول بلاده في حرب جعلته يتطوع ويخدم بلاده كجندي، حيث ابدى شجاعة كبيرة ومنح وسام الشجاعة ، وهذا الشخص كان نباتيا لاياكل اللحوم لانه يكره عملية ذبح الحيوانات و كان لايدخن و لايشرب الخمر الا نادرا رغم انه عاش في الغرب، وقد احب امرأة واحدة طوال حياته ... كيف تقيمين شخصية هذا الانسان ؟
قالت : اقول عنه هذا شخص رائع ورومانسي ،واتمنى لو كان الكثيرون يتصفون بصفاته
قلت : وماذا ستقولين لو قلت لك اني اتكلم عن هتلر؟
انتفظت السيدة في مكانها وقالت بنبرة غاضبة ، انت اوهمتني بصفات غير صحيحة ولم تذكر شيئا عن اجرام هتلر ووحشيته الفائقة
قلت لها : من ناحية الصفات فان كل ما قلته عن هتلر صحيح ومثبت تاريخيا ، اما عن اخفائي لجرائمه فهذا بالضبط ما اريد ان اصل اليه، انت حكمت عليه اعتمادا على ما سمعت من صفات طيبة ، لكن لو كنت قد قلت لك كل ما كان يفعله هذا الشخص لاعطيت حكما مغايرا تماما ، اليس كذلك؟
قالت : نعم لكن ما علاقة هتلر بموضوعنا ؟ هتلر مسيحي وليس مسلم
اجبتها :هذا هو الموضوع بالضبط .....لو جلس انسان يحمل افكارا نازية الى شخص لم يقرأ التاريخ وتحدث النازي عن هتلر فانه سيذكر ما ذكرته انا من صفات وبالتاكيد لن يتكلم عن الهولوكوست والحروب وغزو البلدان . وهذا مافعله من تحدث لك عن الاسلام ، ربما عن قصد ، وربما لان ذلك هو كل ما يعرفه فعلا ولا يعرف باقي الحقيقة.
سالتني بنبرة لا تخفي بعض الاستخفاف : وما هي الحقيقة
قلت لها : ان الاسلام دين يحث على المصانعة عند الضعف وعلى منتهى القسوة عند التمكن ، التاريخ يقول ان نبي الاسلام زار يهوديا مريضا ، لكنه يقول ايضا ان محمد امر باعدام400 يهودي من الاسرى بينهم اطفال لم يرفعوا سيفا اعتمادا على ظهور شعر العانة لديهم
بان الاشمئزاز على وجه السيدة وقالت معترضة : اعداء الاسلام يمكن ان يلفقوا اي شيء للاساءة اليه
قلت لها: سيدتي هذا كلام مؤرخي المسلمين انفسهم ويعتبرونه من مآثر الاسلام حيث يتباهي به بعض المسلمين عندما يريدون ان يغطوا على احباطاتهم بهزائمهم امام اسرائيل ، فيذكرون هذه الحادثة متوعدين اليهود بتكرارها ، ولو استطاعوا فانهم بالتاكيد سيكررونها.
قالت ساسال زوجي عن هذه الحادثة واتاكد من كلامك
قلت لها: سيدتي حتى لو كان زوجك قد سمع بها فانه سيبررها بانها متطلبات الحرب وان الكثير من الملوك والقادة عبر التاريخ قد فعلوها، لكن هل يجوز ان تتم المقارنة بين ما كان يفعله الملوك الدنيويين بدافع السياسة وما يفعله نبي في دين يسميه اتباعه دين سلام ؟
قالت :عليك ان تاخذ الصورة كاملة : انا اسمع اتهامات بان الاسلام يهين المرأة وهو شيء لم اره مطلقا ، زوجي مثلا لم يضربني بينما يقول المغرضون ان الاسلام يامر بضرب المرأة ، وحكى لي محمود كيف ان الناس قبل الاسلام كان يدفنون الوليدات وهن احياء وجاء الاسلام فمنع ذلك
قلت لها : هذا دليل اخر على اجتزاء الحقائق ، اذا كان زوجك لايضربك فلانه لايطبق الاسلام في هذه ، ثم لو انه ضربك في الولايات المتحدة لالقوه في السجن اما لو ضربك في بلاد المسلمين فسيقولون ان ذلك من حقه .
قالت : وهل تظن ان المسيحيين لايضربون زوجاتهم ؟
قلت لها : ها انت تعودين لمناقشة ما يفعله اتباع الديانات وفقا لاهوائهم ، وانا اناقش ما يأمر به الدين نفسه
قالت : زوجي يصلي 5 مرات يوميا ويصوم في رمضان شهرا كاملا ولم يطالبني يوما ان اصلي او ان اصوم فكيف تريد ان تفصل بين الاسلام واتباعه اذا كانوا ملتزمين به ؟ زوجي يعبرعن دينه ولذا انا مقتنعة بان الاسلام دين سلام
اجبتها : انت لست مخطئة ، فانت تحكمين على ما رايته ، وانا اضيف ان هناك مسلمين هم كالملائكة في تصرفاتهم وربما كانوا متدينين ايضا ، لكن لو طبقوا الاسلام الحقيقي فلن يكونوا بعرف الانسانية الا مجرمين ، وهذا ما يفعله جماعة داعش انهم يطبقون الاسلام الحقيقي الخالي من الرتوش
سالتني : داعش اناس ضالين لا علاقة لهم بالاسلام ومن المحتمل ان اسرائيل تمولهم للاساءة للاسلام
قلت : هذا الجدال نسمعه من المدافعين عن الاسلام لكنهم لايفسرون لنا كيف ان داعش تجد نصوصا اسلامية في القرآن والسنة تبرر كل تصرفاتهم ، يقول بعض المدافعين عن الاسلام ان هؤلاء فهموا الاسلام بطريقة خاطئة ، وانا اتساءل هل هناك فهم خاطيء عندما يأمر الاسلام باخذ الجزية من المسيجيين وهم اذلاء في نص قرآني واضح ، فاين هذا الخطأ في فهمهم ؟ وعندما يامرون الايزيدون اما بالاسلام او القتل فانهم يتفذون نصا قرآنيا واضحا ، فاين الخطأ في فهمهم للقرآن ونصوصه ؟

وللحوار بقية



#وسام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ختان النساء في الموصل ...هذا هو الاسلام الحقيقي
- المالكي ليس اسوأ من صدام... ثم ماذا؟
- مؤامرة اخراج عامر توفيق من منافسات احلى صوت!
- حريم الله وخادماته
- هل ستشعرون الان بآلام الاقليات يامسلمين ؟
- اغتصاب المسيحيات حلال
- لماذا تهتم بالمثليين الغربيين ياسيد عبدالحكيم وتنسى المثليين ...
- مغالطات السيد عبدالحكيم عثمان
- رد على سؤال السيد عبدالحكيم عثمان
- البنوك الدينية بنوك راسمالية
- اليوم بشارع تقسيم
- الصومال ازمة غذائية ام ازمة النظام الراسمالي
- الشرف في المفهوم الشرقي ووافع الطبقة العاملة
- الوطنية سلاح لسلب الحقوق
- قصة قصيرة
- القرضاوي مفتي الارهاب


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام يوسف - حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام