أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار جبار لعيبي - هجرة الشباب والواقع العراقي














المزيد.....

هجرة الشباب والواقع العراقي


عمار جبار لعيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هجرة الشباب والواقع العراقي
عمار جبار الكعبي
لطالما كان الشباب الشريحة الأهم داخل كل المجتمعات ، ولطالما كانت الفئة المستهدفة في الاصلاح والتخريب ، لان البلدان بشبابها تبنى ، حتى قيل اذا أردت ان تدمر شعبا ً فعليك بشبابهِ ، واذا أردت إصلاحه فعليك بهم ايضا ً ،
ما يشهده العراق الان من هجرة مهولة للشباب يمثل تهديدا ً خطيرا ً على النسيج المجتمعي المتهالك اصلا ً بفعل الحروب والازمات والحروب الداخلية ، لما له من اثار ليس على فئة الشباب فحسب ، وانما على العوائل الفقيرة التي يهاجر شبابها بسبب الأحوال المتردية على جميع الاصعدة والتي يعتبر الشباب فيها المُعيل الوحيد ، وما سيترتب على هذه الأسر من تهديد الفقر والفاقة بغياب المعيل في ظل انشغال الدولة بما تعتبره اهم من ذلك !
وكذلك النسيج الاجتماعي المتهالك بفعل الحروب قد جعل فئة الشباب الذكور مقابل فئة الشباب الإناث 1 / 4 مما سيولد انحرافات خطيرة بسبب عنوسة البنات المترتبة على نقص عدد الشباب اضافة الى هجرة المتبقين ، وكذلك ما سيترتب من ضغوط كبيرة وعميقة على الشباب المهاجر لعدم توفر فرص عمل او بيوت للسكن لكون اغلبهم هاجر بطريقة غير شرعية حتى وصل عدد الشباب المهاجرين في اخر احصاء الى اكثر 150 الف شاب في الأشهر القليلة الماضية ، وحتى في حال عودتهم الى العراق سيعودون منهزمين ذاتيا ً بسبب الضياع الذي عانوا منه في الخارج والفرق الشاسع الذي شاهدوه بين العراق والدول التي هاجروا لها ،
اما الوضع العراقي وحاجته الى الشباب فحدث ولا حرج ، بسبب الحرب المفتوحة التي يمر بها وحاجته الى إدامة زخم اعداد المقاتلين الشباب ليساعدوا الحشد والجيش الذين يضحون بأنفسهم يوميا ً للدفاع عن عوائل من هاجروا ! ، مما سيؤدي الى نقص واضح في اعداد المقاتلين اذا ما استمرت الهجرة بهذا التزايد المرعب ،
ولهذه الهجرة الكثير من الأسباب ، اما من ناحية الشباب نفسه فهو عدم شعورهم بالمسؤولية تجاه شعبهم ووطنهم وعوائلهم وما يمر به البلد من حالة استثنائية تستوجب منهم الوقوف وبحزم مع شعبهم ووطنهم وإيصاله الى بر الأمان ، وكثرة الإغراءات في الخارج التي تجعل الشباب يتطلعون بل يحلمون بالخروج من العراق الى باقي الدولة المتطورة ، الضياع الذي يعانون منه اصلا ً في الداخل بسبب كونهم أصبحوا عالة على عوائلهم لعدم وجود وظائف وأعمال يعملون بها
اما من ناحية الدولة فالحديث يطول ويطول بسبب الوضع الاقتصادي المترهل والمتردي بأتجاه مطرد يوما ً بعد يوم ، عدم توفير وظائف وأعمال للشباب ، الوضع الأمني المنهار والمتفجر بأستمرار بين لحظة واُخرى ، عدم وجود اهتمام بالشباب من قبل مؤسسات الدولة والاهمال الواضح تجاه هذه الشريحة المهمة ، الحروب المتكررة والمستمرة التي تجبر الشباب على الهجرة ، الصراعات السياسية وانعكاساتها السلبية على المجتمع بسبب تحزب المجتمع ، وكذلك انشغال الحكومة بهذه الصراعات على حساب القضايا المصيرية كقضية الشباب ، والعديد من الأسباب التي تقع على عاتق الدولة مسؤولية ازالتها ، ولكن ما يُلاحظ الصمت والتجاهل الكبير الذي يحصل من قبل الحكومة والمجتمع تجاه هذه القضية الخطيرة وعدم وجود معالجات فعلية وحقيقية لهذه الظاهرة المتنامية ، وهذا يجعلنا امام تساؤل مهم هل الحكومة تعلم بذلك ؟ ، فأن كانت تعلم والتزمت الصمت فهذه مصيبة لان الشباب هم عماد الدولة والجيش والحشد والصمت عن ذلك بمثابة الخيانة العظمى ، وان كانت لا تعلم بذلك فالمصيبة اعظم ُ كالمثل الشعبي القائل ( نايم ورجليه بالشمس ) .



#عمار_جبار_لعيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهف أفلاطون والمجتمع العراقي
- قراءة في شكل النظام - النظام الرئاسي انموذجا ً -
- العراق وسياسة الانفتاح
- شارل ايبدو ليست مؤامرة
- العراق والتوازنات الدولية
- وطنية المطلب وفئوية المطمح - الفدرالية -
- سبايكر
- ماذا لو ؟
- دورة التاريخ
- السلطة العربية بين الجمود والحداثة


المزيد.....




- شاهد اللحظات الأولى بعد هجوم روسي ضخم بطائرات مسيرة على أوكر ...
- طهران تعلق على الغارات الإسرائيلية في عدة مناطق بسوريا
- -الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير- - يديعو ...
- السودان.. مقتل مدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على النهود
- زاخاروفا تعلق بقول مأثور على دعوة القوات الأوكرانية للمشاركة ...
- مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية ...
- بيان مصري بعد قصف إسرائيل منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل -تعزيرا- في مواطنين اثنين من أسرة ...
- رئيس وزراء اليمن أحمد عوض بن مبارك يعلن استقالته
- زاخاروفا تعلق على تهديد زيلينسكي لضيوف عرض عيد النصر في موسك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار جبار لعيبي - هجرة الشباب والواقع العراقي