حسنين جابر الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 01:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بات الانفتاح الذي سيطر على مبتنيات الامة العربية واحدا من أهم معالم تخلفها وليس تقدمها ، فالبلدان المتطورة تبحث عن ما هو جديد لفائدتها بينما البلدان المتخلفة تبحث عن ما هو جديد لقضاء وقت فراغها بفراغ أخر ، وشاهدنا بعد التحولات السريعة في الوضع التكنلوجي وماله من أبعاد فعلية أن يجسد واقع نتج عنه تقدم خطوة وتأخر خطوات ، هذا هو حال الواقع العربي وللأسف الشديد ، واليوم في واقعنا العراقي الجديد ، ايضا ظهرت بعض من هذه الملامح وكان أهمها ، ما أنتجه ( الفيس بوك ) ، من ظهور وإختفاء فدائما ما يؤسس العمل التكنلوجي حالة من التواجد الفعلي لمجتمع إ فتراضي يريد الكل أن يدخل اليه وبمختلف جنسياتهم وأعمارهم ، وهذا الامر حدد محددات فعلية كان أهمها ازدواج الشخصية ، إذ إن البعض يعمل على أن يكون في داخل هذا العالم الافتراضي ولكن بإسم مستعار ، وهنا لوسلمنا هذا الامر للنساء فلا مانع منه لضرورات اخلاقية تقيدية عرفية شرعية ، ولكن أن لا يكون هذا الامر سبة بالتصيد بالماء العكر ، بل لابد من ان تصادق تلك النسوة صديقات فقط ، لا تذهب الى اكثر من ذلك فتعمل على شد الرجال اللذين بدورهم يتمنون هذا الدور بصورة او بأخرى ، ولأنه متنفس غير مراقب لا من الاهل ولا من الاصدقاء ، بل هو متنفس مغلوق ، وهذا الامر أيضا يخص الرجال اللذين وللأسف الشديد يتستروا بأسماء وهمية أيضا وبصور لا تمت لهم بصلة ، بدعوى ( خوفا من مجهول ) ، هؤلاء مصابون بفوبيا الاخر لا يستطيعون المواجهة فهم دائما خلف الاسوار لم ولن يقفزوا السور لانهم غير قادرين على ذلك ، نقص الاستعداد ونقص الارادة ، وعدم إمكانية المواجهة الحقيقية تعمل على أن يبقى هؤلاء مجهولون عند الاخر وهذا لب الازدواجية ، يريد أن يقول الحقيقة ليس على لسانه ولكن على لسان الوجه الاخر المتخفي من خلاله وهذه هي النقمة الكبرى التي لا يمكن وضعها في ميزان البحث الحقيقي ، بل في ميزان البحث الخيالي المؤطر بإطار التكوينات البعيدة عن خلق مجتمع متواصل يعمل عمله من أجل إنجاح المجتمع بكليته ، فتجد أيضا بعض الشخصيات تتكلم بأكثر من لسان ، وأكثر من وجه لان القيود ساقطة عنده ، وهو غير مكشوف للعيان فيتكلم بحرية تامة ، مما يسبب الارباك للأخر اللاموضوعي ، الذي لا يستطيع التفريق بين الصادق والكاذب ولا يمكنه الاعتراض على مجتمع الافتراض .
#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟