أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - أحزابنا .. وسياسة عصر الباروك.؟!!















المزيد.....

أحزابنا .. وسياسة عصر الباروك.؟!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 16:49
المحور: المجتمع المدني
    


هي ليست حباً في العمال الكوردستاني وإنما قراءةً للواقع السياسي.

تمهيد؛ إنني أود وقبل الخوض في هذا الموضوع أن نتعرف إلى مفهوم ذاك العصر (عصر الباروك) عن الفن والحياة عموماً حيث تقول موسوعة ويكيبيديا في ذلك ما يلي: ((الأسلوب الباروكي مصطلح يطلق على أشكال كثيرة من الفن الذي ساد غربي أوروبا وأمريكا اللاتينية. والعصر الباروكي بشكل عام هو الفترة الممتدة من أواخر القرن السادس عشر وحتى أوائل القرن الثامن عشر في تاريخ أوربا). و(باروك هو اصطلاح مستعمل في فن العمارة والتصوير ومعناه الحرفي شكل غريب، غير متناسق، معوج. وقد ظهر هذا الفن أول مرة في روما في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر الميلادي. ويتميز الأسلوب الباروكي بالضخامة ويمتلئ بالتفاصيل المثيرة. وفي القرن الثامن عشر تطور الفن الباروكي إلى أسلوب أكثر سلاسة وخصوصية ويسمى بفن الروكوكو. وكان فنانو الباروك يغرمون بالجانب الحسى للاشياء ويعتنون في وصفها بتفصيل وتنميق وكانت إيطاليا وعاصمتها روما في القرن السابع عشر هي المركز الرئيسى للنشاط الفنى الكبير كما كانت أهم مصدر للفنون في أوروبا)).

وهكذا فإن عدنا لحال أحزابنا الكوردية وخاصةً في الجزء الكوردستاني الملحق بالدولة السورية، فإننا نراها تمارس السياسة على مبدأ فناني عصر الباروك حيث (الشكل الغريب والغير متناسق والمعوج) ويطلبون من وراء هكذا ممارسة سياسية النجاح "لمشروعهم السياسي" _نقول مشروع سياسي اصطلاحاً؛ كون بالواقع لا وجود لهكذا مشاريع سياسية وللأسف_ ولكن وعندما ينجح أحدهم (أي أحد الأطراف السياسية) في فعل شيء ما على الأرض فترانا نكيل له كل الاتهامات من التخوين والعمالة إلى الارتزاق والوكالة وكأن ذاك هو العامل والسبب الأوحد في نجاح أي حزب أو كتلة سياسية في حضوره وتواجده على ساحة سياسية ما، مع العلم لا يمكن نفي حالات الارتباط الأمني والمصالح بين الأحزاب نفسها وكذلك بين الأحزاب والحكومات واختراقاتها الأمنية لتلك المجموعات السياسية ولكن ورغم معرفتنا بذاك الشيء فلا يجب أن يقلل من نجاح سياسة هذا الطرف السياسي وإلا فإننا نعاند على "مبدأ المعاندة من أجل المعاندة" وليس الوصول إلى الحقائق وما هو على الأرض.

وبالتالي فإننا نقول لكل من يشكك بفعالية سياسة حزب العمال الكوردستاني (PKK) وفرعه السوري (الاتحاد الديمقراطي PYD) ويحاولون التغاضي أو "التعامي" عن هذا الحضور الفاعل بأنكم _ومع الاعتذار الشديد_ تمارسون "سياسة النعامة" التي تدفن رأسها في الرمل واهمةً نفسها بأن الصياد لا يراها كونها لا ترى الصياد.. أما أولئك الإخوة والذين يحولون كل هذا الحضور الطاغي لهذا الجناح السياسي في الحركة الوطنية الكوردية إلى "العمالة الأمنية والتخوين" وارتباط الحزب قديماً _العمال الكوردستاني_ وحديثاً _الاتحاد الديمقراطي_ بالمخابرات السورية أو الايرانية فإننا لا ننفي ولا نؤكد، بل نقول هي محاور سياسية وبالتأكيد هناك من يستفيد أكثر من هذه العلاقة وهو النظام السوري وكذلك فإن سياسة الاعتماد على الأنظمة الغاصبة لكوردستان هي مرفوضة بالنسبة لنا.. ولكن لنكن واقعيين ألم يستفيد العمال الكوردستاني _وكما كل من الديمقراطي والوطني الكوردستاني (العراق)_ من النظام السوري وها أنتم بأنفسكم تقرون ذلك وكذلك الوقائع وحضورهم الطاغي على الأرض.. ومع ذلك فإننا نسألهم (أي أولئك الذين يروون نجاح العمال الكوردستاني يأتي _فقط_ من اعتماده على النظام السوري): هل فعلاً أن فقط تلك العلاقة هي وراء نجاحات التيارات الثلاث في جسم الحركة الوطنية الكوردية.. أم هناك عوامل ذاتية وموضوعية أخرى.

بالتأكيد لا يمكن لعامل من العوامل _كالعامل الأمني وسياسة المحاور_ ومهما أوتي من قوة وزخم أن يُنجّح مشروعاً سياسياً لوحده وقد حاول النظام السوري وقبل "الحركة الآبوجية" (حزب العمال الكوردستاني) ومن خلال عدد من المشاريع الفاشلة أن يخلق جسماً سياسياً داخل المجتمع الكوردي وبالتالي يعمل حالة اختراق في جسم الحركة الوطنية؛ ابتداءً من حزب البعث نفسه وانتهاءً بجمعية المرتضى ومروراً بحركة بروسك (الصاعقة) الكوردية وغيرها من المجموعات ولكن كلها باءت بالفشل ونجح العمال الكوردستاني في الامتداد في الجغرافيا الكوردستانية عموماً وحتى في الدول الأوربية له ذاك الحضور الطاغي وبات يشكل مع القطب الآخر في السياسة الكوردية ألا وهو الديمقراطي الكوردستاني ثاني أقوى جناح داخل الحركة الوطنية الكوردية.. وهنا يتبادر سؤال للذهن؛ إن كان الاتحاد الديمقراطي (PYD) قد نجح في الإقليم الكوردستاني (سوريا) فما هي الأسباب التي تقف وراء نجاحات العمال الكوردستاني في كل من تركيا _العدوة اللدودة_ وكذلك أوروبا في حين اضمحلت أحزاب كوردية أخرى لا تقل عراقةً وتاريخاً عن العمال الكوردستاني وذلك إن لم يكن نجاح الأخير يعتمد على امتلاكه لحاضنة اجتماعية عريضة وكذلك تكتيك وبرامج سياسية ناجحة وبالإضافة لكل ذلك هو الاعتماد على أصدقاء وحلفاء تستفيد منهم (العمال الكوردستاني) في رسم وتطبيق سياساتها تلك على الأرض.

أما من يحاول التشكيك بنجاحات العمال الكوردستاني _وبالمناسبة عندما نقول نجاحاته لا تعني بحال من الأحوال إننا نتفق مع سياساتهم كلياً، بل هي قراءة للواقع بنوع من الحيادية الدراسية والبحثية_ نعم؛ إننا نقول لكل من يريد التشكيك به وذلك من خلال وصفهم بأنهم مجموعة مرتزقة وبيدهم السلاح أو أن سياساتهم قد دمر ما يقارب أربعة آلاف قرية على يد الجندرمة التركية وتسبب بمقتل عشرات الآلف من شبابنا و .. غيرها من الحجج فنقول: إن كانت تقاس الأمور بذاك فإننا سوف نحكم على كل الثورات بالفشل وأقربها تجربة إقليم كوردستان (العراق) حيث الصراع الدموي قد تسبب _هو الآخر_ بتدمير أربعة آلاف قرية وقصبة كوردية وكذلك ونتيجةً للقصف الكيماوي والأنفال والمعارك المستمرة بين النظام من جهة وقوات البيشمه ركه من الجهة الثانية قد تسببت بما يقارب من مئة وثمانون ألف ضحية وقربان وكذلك على المستوى العالمي فإن مدينة لينينغراد (بطرس برغ) لوحدها في حصارها المشهور بين 9 سبتمبر عام 1941 ولغاية 27 يناير 1944 من أعوام الحرب العالمية الثانية قد دفعت ما يقارب المليون إنسان ضحية المجاعة والقصف الطيراني من قوى المحور للمدينة.

وهكذا هي الحروب والصراعات والمعارك الحربية حيث تدمر البلدان وتحصد الأرواح، وإن العمال الكوردستاني ليس استثناءً في ذلك وإن كانت هناك من لائمة فيجب تحميلها على الحكومات التركية المتعاقبة والتي أنكرت على شعبنا حقوقه السياسية والديمقراطية وكذلك ما يقال بخصوص البرامج السياسية للعمال الكوردستاني وبأنه تحول من شعار الدولة القومية (كوردستان الكبرى) إلى "مشروع الأمة الديمقراطية" فهو ما يمكن إدراجه تحت مفهوم المرونة السياسية والبراغماتية مع العلم أنها قراءة غير واقعية للتاريخ ومسار حركتها الحضارية _من وجهة نظرنا المتواضعة طبعاً_ حيث لا يمكن تحقيق الديمقراطية وذلك دون المرور في المرحلة القومية وقد رأينا كيف فشلت سابقتها؛ ألا وهي التجربة الاشتراكية ومفهوم "الأممية الشيوعية" وإعادة بناء دول ذاك الحلف (حلف وارسو) على أسسٍ قومية وهكذا هي الحال ستكون مع "الأمة الديمقراطية" _مرة أخرى نقول من وجهة نظرنا_ وذلك إن كتب للمشروع النجاح من الأساس والأصل.

وأخيراً نقول: أيها السادة.. لا تحملوا فشلكم على أعناق الآخرين وتقزيم نجاحاتهم.. فإما أن سياساتكم سليمة ولكن لم تحن الظروف والمناخات المناسبة لممارسة تلك السياسة وتطبيق برامجكم على الأرض وبالتالي أخطأتم بالتكتيك واللحظة التاريخية المناسبة أو إنكم لم تقرؤوا واقعكم جيداً لترسموا سياسات استراتيجية وعملية تنسجم مع الواقع الموجود على الأرض وهكذا فشلتم في تحويل مجموعاتكم الحزبية إلى مؤسسات حقيقية فاعلة.. وإلا فإن هناك قوى غيبية من الجن والملائكة تساعد غيركم (العمال الكوردستاني_نموذجاً) على النجاح وتمنعكم من العمل والثبات على الأرض وفي الواقع الحياتي لشعبنا وليس الافتراضي الفيسبوكي.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الكانتونات..؟!!
- مشكلتنا مع ثقافة الاستبداد 
- ثالوث الحكم في سوريا..؟!!
- الوهم الكوردي..؟!!
- الخلاف.. السني الشيعي.؟!!
- الأمن السوري!!
- أزمنة الشعارات..؟!!
- سوريا.. والصراع الطائفي المذهبي.
- كوردستان.. مستعمرة ام مستعبدة دولية..؟!!
- كوردستان والارتزاق..؟!!
- شعرة معاوية..؟!!
- حكاية الحجل الكوردي.. ملعوناً..؟!!
- حرب.. أم حروب في سوريا..؟!!
- ثقافة القطيع..؟!! ...الخلاف على الكرسياتية وليس الكوردياتية.
- ثقافة التصحر ..!! ..ليس فكراً ضد العرب.
- الكورد.. ضحايا شعارات وبرامج الآخرين..؟!!
- الزعيم..؟!! ...ديكتاتور أم رمز وطني وقومي.
- أبو مازن.. على الخط السوري؟!!
- ثقافة الخوف .. وإمبراطورية الدم. (الحلقة الأولى).
- المغترب والتطرف الديني.؟!!


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - أحزابنا .. وسياسة عصر الباروك.؟!!