بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 15:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إن ظاهرة التطرف في المجتمعات الغربية بدأت تقلق العديد من الحكومات الأوربية ناهيك عن القلاقل والاضطرابات الاجتماعية المترافقة مع هذه الظاهرة الآفة وها هي أستراليا تقوم بحملة واسعة تشمل العشرات من رموز التطرف الديني الاسلامي في البلد وتعتقلهم وذلك بعد استفحال الأمر حيث وصل الأمر برئيسة الحكومة الأسترالية أن تقول في إحدى المؤتمرات الصحفية؛ بأن من لا تعجبه بلادنا وثقافتنا فليغادر البلد ويذهب إلى تلك البلاد التي تتوافق مع قناعاته الفكرية والدينية.. وبما أن معظم، بل والجميع لن يغادروا بلدان اللجوء؛ كونهم يعيشون حياة مترفة وبأمان ويمارسون نشاطهم الدعائي للإسلام السياسي وبحماية قانونية لهم وبكل حرية وها نحن نرى مظاهراتهم ولحاهم الطويلة مع جلبابهم القصير وأعلامهم الداعشية السوداء –وللأسف– تجوب شوارع العواصم الأوربية وهم يكفرون هذه الحكومات وحتى المجتمعات التي أواهم وأحتضنتهم وقدمت لهم المأوى والأمان فتراهم ينادون بمعاقبة هؤلاء “الكفرة” وأن مصيرهم النار والجحيم.
وهكذا فإن من يعيش في ظل هذه المناخات والأجواء؛ حيث العيشٍ الكريم واللائق وأجواء الحرية والديمقراطية وهو يمارس نشاطه الإرهابي المتطرف –بكل تأكيد– فإنه لن يغادر هذه البلدان إلى حيث الدمار والخراب والموت والقتل المجاني وذلك لكل من يخالفهم بالرأي وحتى لذاك المجتهد الذي يخرج عن الجماعة والقبيلة الحزبية والأيديولوجية، ناهيك عن “المرتد” والخارج من الدين والطائفة والمذهب حيث إن القتل على الهوية أصبحت من الهوايات الشرقية في بلداننا وثقافاتنا.. وبالتأكيد فإن هؤلاء يعيشون نفاقاً فكرياً وأخلاقياً وذلك كل من يكفر هذه المجتمعات والثقافة الغربية عموماً وهو بنفس الوقت من أشد المتمسكين بالبقاء والعيش في هذه المجتمعات التي تقدم لهم كل شيء حيث ومن بديهيات المبادئ والأخلاق أن من لا تعجبه ثقافة وأخلاق وحياة مجتمع ما أن لا يطالب اللجوء إلى ذاك البلد وعلى الموجودين على أراضي تلك البلدان والمجتمعات التي لا يقبلون بها ثقافياً وأخلاقياً أن يغادروها مع أول طائرة تقلع من مطاراتها إلى حيث أرض الخلافة والإسلام والفكر الداعشي.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟