أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - نهاية حقبة الديكتاتوريات















المزيد.....

نهاية حقبة الديكتاتوريات


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 16:40
المحور: المجتمع المدني
    


(لكل دولةٍ رجالها) ولكل عصرٍ مفاهيمها وقيمها الأخلاقية.

والأيديولوجية؛ حيث رأينا _وبعد أكثر من أربعة عشر قرناً من قيام الدولة الإسلامية، بحروبها وغزواتها_ انهيار الخلافة العثمانية كآخر قلاع الأباطرة والدولة البطريركية والقائمة على الفكر العقائدي/الديني وذلك في بدايات القرن التاسع عشر وتفتيتها إلى مجموعة كيانات سياسية قائمة على الفكر والأيدلوجيا القومية/العنصرية، فكانت مجموعة الدول العربية وكذلك عدد من الدول الأفريقية والأوربية ذات التوجه اليساري _الماركسي اللينيني_ أو على الأقل تسلطت على إدارتها أحزاب ذات ميول يسارية وخاصةٍ بعد نجاح الثورة البلشفية/الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي (السابق) وبالتالي تكوين المعسكر الاشتراكي ونشر والترويج للفكر اليساري/الثوري في العالم؛ فكانت من نتائجها فوز بعض الأحزاب القومية ذات التوجهات اليسارية الماركسية في عدد من بلدان العالم الثالث بالانتخابات والوصول إلى سدة الحكم واستيلاء البعض الآخر _وربما الأكثرية_ عن طريق الثورات والانقلابات العسكرية، كما حصل في عدد من البلدان العربية ومنها سوريا والعراق ومصر أيام "جمال عبد الناصر".

وهكذا عرفت المنطقة العربية والشرق أوسطية عموماً، نظم سياسية جديدة؛ قائمة على الحالة العنصرية والقومية (تركيا وعدد من البلدان العربية.. وغيرها) ذات توجه قومي عنصري تؤمن بوحدة الحال بين المجموعات البشرية التي تنتمي إلى أرومة عرقية واحدة وتعتبرها متميزة، بل ومتفوقة على غيرها من الأعراق وذلك امتداداً للنظريات العرقية الأوربية كالنازية مثالاً ونموذجاً، فما زال أكثر من مدينة تركية "تزيين" مداخلها بلوحات كتبت عليها العبارة الشهيرة لزعيمها (مصطفى كمال أتاتورك)؛ مؤسس الجمهورية التركية والقائمة على الإيديولوجية العنصرية والتي تقول: "ابتسم لأنك تركي" وهكذا.. فإن لم تكن تركياً فـ"عليك أن تبكي". وهناك بالمقابل الحالة العربية القومية وإيديولوجية (حزب البعث) والتي تروج شعارها السياسي وتنادي بـ: "أمةٌ عربيةٌ واحدة ذاتُ رسالةٍ خالدة" وكأن الأمم الأخرى ليست لديها رسائل وإن كانت فرسائلها "ليست خالدة".
وبالمقابل؛ مقابل الحالة القومية كانت هناك المجموعة الأممية أو ما عرفت بالمنظومة الاشتراكية وهي مجموعة الدول التي أتت كرد فعل على مآسي وويلات الحرب العالمية الثانية ونادت بالاشتراكية كنظرية سياسية "بديلة" عن النظم الرأسمالية التي كانت قد عرفتها أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، فهي الأخرى _دول حلف وارسو (الاشتراكية)_ قد عرفت أحزاب أيديولوجية تحكمت في كل مناحي الحياة؛ من السياسة والسيادة إلى الاقتصاد الاشتراكي و.. حتى مناحي الثقافة والفنون، حيث عرفنا في هذه البلدان ما عرف بوزارات الثقافة والإرشاد ودورها في توجيه وإرشاد "مثقفيها وكتابها" وأبواقها الإعلامية.

وبالتالي تم أدلجة الحياة بكل مناحيها، ونحن السوريين، قد عانينا من نتائج هذه السياسات الكارثية والمأساوية وبطريقة ممنهجة وبقوة القانون وذلك من خلال المادة الثامنة من الدستور السوري الناتج عن الحالة والفكر القومي العنصري لحزب البعث والتي تسمح بموجبه "قيادة الدولة والمجتمع". وبالتالي "حجب الأكسجين" عن الآخر وهذه تمهيد لحالة الديكتاتورية؛ حيث إقصاء الآخر أو على الأقل، وضعه تحت المراقبة والمسائلة والملاحقة الدائمة يعني _بكل الأحوال_ بأنه موضع الشك والاتهام والنقص وبالتالي جعله ملحقاً وتابعاً لك؛ كونك صاحب ومانح "صكوك الغفران" وإنك تمثل "الشرعية الثورية" والتي اكتسبتها من فوهة البنادق وقوة الميليشيا التي تتحكم بها وتحكم من خلالها على رقاب الشعب وذلك من خلال جيوش من العسس والأجهزة الأمنية المخابراتية والتي انتشرت كأورام سرطانية خبيثة في المجتمع.

هذه السياسات وبأحزابها العقائدية؛ (الدينية في إيران ولاية الفقيه، حيث بإمكانه إلغاء الدستور وكذلك القومية العنصرية كحزب البعث في كل من سوريا والعراق سابقاً وأيضاً الأحزاب الشيوعية والعمالية التي عرفتها أوروبا الشرقية وذلك قبل انهيار جدار برلين ومبادئ البروسترويكا والغلاسنوست والتي نظر لها ميخائيل غورباتشوف؛ آخر رؤساء الإمبراطورية السوفيتية والذي يعتبر بحق أحد رواد المدرسة الليبرالية الجديدة أو الفكر الحر الجديد؛ حيث تلك الأفكار والمبادئ النظرية تحولت بعد أقل من عقد من الزمن إلى ثورات وانتفاضات شعبية حقيقية أطاحت بعروش عدد من الديكتاتوريات والنظم الاستبدادية العتيدة وعلى الأخص دول وبلدان ما عرفت بالنظام الاشتراكي وذلك في تسعينات القرن الماضي وكادت رياح التغيير تلك أن تصل إلى الشرق والمنطقة العربية ولكن يبدو أن مجموعة عوامل وظروف سياسية _داخلية وخارجية_ قد أخرت تلك الرياح لما ما يقارب عقدين من الزمن، لا يسع المجال هنا لذكرها وقد نعود إليه في مقالٍ آخر، وبالتالي تم تأجيل التغيير والتجديد في المنطقة ونظمها السياسية.. إلى أن كان بركان "البوعزيزي" في تونس والتي فجرت المنطقة برمتها.

وهكذا فإن المنطقة _حالياً_ تعيش حالة ثورية وربما تمتد لمناطق أخرى قريباً، مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران وكذلك غيرها من تلك البلدان والدول التي ما زالت تعاني من نظم سياسية ذات فكر شمولي قائم على مبدأ إلغاء الآخر والحزب الواحد وعبادة الزعيم والديكتاتور؛ كون هذه النظم والأحزاب الشمولية المستبدة لم تعد تنسجم وتتلاءم مع الظروف والمناخ والبيئات السياسية الجديدة، حيث الحاضنة الاجتماعية_السياسية الجديدة لم تعد تؤمن بالشعارات الأيديولوجية _إن كانت دينية أو قومية عنصرية أو اشتراكية شيوعية_ وذلك كي تنقاد وراء هذه الأحزاب وقياداتها كما تقاد الخراف إلى المسلخ والتي رأت من ويلاتها الكثير الكثير وهي (أي شعوب المنطقة) تبحث عن البدائل السياسية والتي تواكب وتلاءم مناخات السياسة العالمية الجديدة والقائمة على المصالح والبراغماتية بدل الشعارات الفارغة والفضفاضة؛ حيث المرحلة التاريخية قد تجاوزت ثقافة المنبر والزعيم الأوحد، فاليوم وعلى صفحات النت ومواقع التواصل الاجتماعي قد تجد المئات بل والآلاف من المشاركين في الصفحة وهم يتشاركون ويبدون الرأي بصدد قضية ما، سياسية كانت أم ثقافية أو غيرها من مناحي الحياة، وبالتالي فهم في حالة تفاعل وتشارك إيجابي بخصوص القضية المعنية وليس بالتلقي السلبي لرأي "ولاية الفقيه" أو أحد "قادة الثورة" والزعماء التاريخيين.

ولكن ما يحز في القلب، في الحالة الكوردية، هو إعادة التجربة الاستبدادية لشعوب المنطقة وذلك عندما نجد بأن التاريخ _وكأنه_ يعيد نفسه أو على الأقل تتماهى مع تجربة شعوب المنطقة العربية بحيث التمجيد للزعيم الأوحد وللحالة القومية بتجلياتها العنصرية وباستفراد أحد الأطراف السياسية الكوردية بالقرار السياسي الكوردي وحتى ما يعرف بالهيئة الكوردية العليا؛ فهي أقرب إلى نوع من شهود الزور على ما يجري في الواقع الكوردي وشبيه إلى درجة التطابق مع ما يعرف بالجبهة الوطنية التقدمية في سوريا وهيمنة حزب البعث عليها. وهكذا _وللأسف_ وكأن الكورد يعيدون التجربة؛ تجربة القوميين العرب في كل من الدول التي ذكرناها سابقاً، وبالتالي الدخول في نفق الدولة الاستبدادية وويلاتها.. فهل علينا أن نعيش الحالة العربية حتى نرى ربيعاً كوردياً قريباً لتعيد التوازن للحالة الكوردية وذلك كي لا نبقى في جزر معزولة داخل المناخ السياسي الجديد في المنطقة و كأننا نعيش على كوكب آخر.. أم أن الكورد سيتجاوزون المرحلة بأقل الخسائر الممكنة والوصول إلى ضفاف المجتمع المدني دون ويلات الدولة القومية العنصرية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم وقضايا (3) الإسلام.. والمقدس!!
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الحادية عشر: تتمة الدخول إلى مرحل ...
- مفاهيم وقضايا (2) الإسلام.. واللغة.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة العاشرة: الدخول إلى مرحلة العنف.
- مفاهيم وقضايا/ الله؛ هو وحده.!!
- الحريات الفردية .. هي الأساس لتحرر مجتمعاتنا!!
- لإسلام .. والعنف!! الحلقة التاسعة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثامنة: تتمة بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السابعة: بدايات مرحلة العنف.
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة السادسة _ تتمة مرحلة الجسر أو الإ ...
- قراءة .. في قضية التمديد الرئاسي.
- سوريا .. وتعدد المسارات والخيارات!!
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الخامسة _ مرحلة الجسر أو الإنتقال
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الرابعة _ تتمة بدايات الرسالة
- الإسلام .. والعنف!! الحلقة الثالثة _ بدايات الرسالة
- الانتخابات البرلمانية
- صراع على السلطة أم اختلافٌ في الرؤى والبرامج
- القيادة.. هل هي سلطة أم مسؤولية؟
- لوثة الكتابة
- زمن الإنقلابات


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - نهاية حقبة الديكتاتوريات