أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - كلمة... ورد غطاها...















المزيد.....

كلمة... ورد غطاها...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كــلــمــة.. ورد غــطــاهــا...
كتب لي صديق فنان حالم متسامح غاندي الفلسفة, يعاتبني بلطف عن شكل كلماتي وكتاباتي وانتقادي, بأنها حادة شرة تجاه من أنتقدهم من أصدقائنا المشتركين, من تجار منتفخين, أو من كتاب حياديين جالسين على عدة كراسي مختلفة.. ومن ناقدين لما أكتب آنيا, لمجرد النقد.. لأنها كتاباتي.. وخاصة لفئة منهم تظن أنها أفضل ممثل لله ونبيه ورسوله على الأرض.
وهذا جوابي لــه :
من خمسة عشر قرن ونحن نعيش المسيحية ــ البوذية ــ الغاندية المسالمة المتسامحة, وقبول فكرة الانبطاحية الأقلية..." واللي بياخد أمي بسميه عمي "... ولهذا السبب عبرنا القرون والأجيال ونحن نحمل " الخازوق " في مــؤخــراتــنــا الهزيلة برضانا وطأطأة رؤوسنا, وتنفيذ ما يطلبه منا سياف السلطان أو سياف داعش... دون اعتراض... لأنه إيماننا أن هذه هي رغبة الآلهة لمصيرنا كأقلية...
ولكنني لم أقبل بأي يوم من الأيام هذا المصير.. وكنت أصرخ دوما كسبارتاكوس Spartacus بأني أرفض العبودية للآلهة والسلطان والمعتدي الغازي والأكثرية.. وضعفاء الأقلية... وأنني لو بقيت لوحدي.. سـأصـرخ دوما ضد الآلهة وضد العبودية وضد السلطان..وخاصة ضد العبودية والاستعباد.. و استغباء البشر وتقييد حرياتهم الإنسانية باسم الأديان وممنوعاتها ومحرماتها... أينما كان.. وبأي زمــان... ولن أغير... ولن أتـــــغــــيـــر...
ولماذا يا صديقي المسالم الحالم تريدني أن أتغير, مقابل هذه الفئات, لأنها أكثرية عددا, وأكثرها غباء وعنادا وتعنتا وتكفيرا للآخــر.. لأنه الآخر... ولم أصمت بوجوههم الملتحية المغبرة أيام فتوتي وشبابي.. وكانوا بأيامها جنود وسيافي السلطان وحاشياته وحراس حريمه.. ولـم أصمت عنهم حينذاك منتقدا غباءهم وتعنتهم وعربشاتهم بقوانين الغيب.. ودفعت الثمن ولم أبال بسنوات ضائعة مريرة من شبابي وحريتي... واليوم أنا أعيش في بلد حرية الكلمة والعلمانية.. وأواجـه أتباعهم ورموزهم ولحاهم المغبرة في بلد حرية الكلمة والعلمانية.. وتريدني ــ وأنا بهذا العمر ــ أن أخفف الوطء وأساير وأتفق وأنــافــق.. آه لو ترى "ســهــرات جمع شملهم" يا صديقي كأنك ببعض أحياء إدلب العتيقة.. أو في ســاحات كراجات باب النيرب في حلب.. أو في بساتين الزبداني بمسلسل " بــاب الــحارة " الذي كان نواة تهييج الغلابة والمتزمتين والغاضبين ضد الكفار الآخرين...
أنت تعيش موسيقاك وأشعارك وأحلامك الغاندية, بهذا البلد الأوروبي الأمين, من سنوات طويلة.. وصنعت من انعزالك برجا عاجيا ابعدك عن هذه المساطر التي أصادفها وألاقيها بحكم وجودي بهذا البلد الفرنسي الكبير الذي يختلط بــه الحابل بالنابل, من كل أصقاع الأرض.. تعيش به شعوب جاءت من أوروبا الشرقية, ومنهم من جاء من البلاد الأسيوية وعرفت حروبا وأزمات وهزات, ومنهم من جاء من بلاد المغرب العربي, أو من مختلف البلاد الإفريقية, بعد استقلال بلادهم.. وظهور ديكتاتوريات عجيبة غريبة... جاءوا طلبا للعيش والأمان والعمل في المصانع والعديد من المؤسسات التي ازدهرت واحتاجت إلى ملايين من الأيادي العاملة... ثم انفجرت البطالة يا صديقي.. من عشرين سنة.. وتزداد تفقيرا سنة بعد سنة... والبطالة تولد التعصب العرقي.. ومع ازدياد البطالة في أوروبا.. أزدادت نكبات المجاعات والثورات والديكتاتوريات الفظيعة في البلاد العربية وفي إفريقيا, وبأمكنة متفرقة من العالم... خربطات جغرافية وإقليمية وإثنية, بنصف الكرة الأرضية, مما دفع رغم الصعوبات ملايين اللاجئين باتجاه أوروبا الغارقة بالبطالة أيضا.. وعلى مدينتي خاصة.. لأنها كانت في السابق من أكثر المدن الأوروبية ازدهارا... فتفجرت العصبيات الإثنية.. وازداد التقوقع الطائفي الإثني لدى آلاف الجاليات الإسلامية.. أو بالأحرى عادت إلى طبيعة الانطواء والتقوقع على الذات.. وبدأت تنتشر فيها جمعيات ووعاظ ومشايخ, تستغل الأزمات حتى تدفع جالياتها إلى مزيد من التقوقع والانطواء والالتزام بعادات وتقاليد وشرائع ومظاهر جلبتها معها, وبتفسيرات متعصبة إضافية.. لا تتفق على الإطلاق مع عادات وقوانين وشرائع البلد العلمانية.. وازدادت التشققات التي بدأت تتراكم مع وصول حقائب دولارات متواصلة عديدة, من المملكة السعودية وأمارة قطر وعديد من دول الخليج.. بــحــجــة بناء جوامع إسلامية للصلاة.. ولكن كانت هذه الأموال تفيض عن حاجات الجوامع, وتدفع للعائلات حتى تحجب وتنقب نساءها وبناتها, وغالبا طفلات دون العاشرة من العمر.. وسادت بالأحياء الزنانيرية المحيطة بالمدن الكبرى والمتوسطة أجواء وهيئات وتجمعات وعصابات, كأنك بالأحياء الجزائرية العتيقة, أو في مدن سعودية بعيدة عن كل مظاهر التطور والحداثة والانفتاح الأوروبي.. كأنك في غياهب عصور منقرضة جــامــدة...
هذا ما أواجه كل يوم يا صديقي.. وأناقش وأحاول التفاهم منذ أكثر من خمسين سنة, سواء مع السلطات المحلية, أو مع هذه الجاليات التي حولت أحياءها إلى قلاع سلفية.. وغالبها يقدس اليوم بلا أية مناورة أفكار الخلافة الداعشية.. كما كانت أكبر مورد لمحاربيها بكل من سـوريا والعراق.
وحتى بين الجاليات البورجوازية العربية الموجودة هنا من سنوات طويلة, من سوريين ولبنانيين وعراقيين ومصريين.. عادوا إلى عاداتهم وتقاليدهم, بالتحريم والتحليل, وفصل النساء عن الرجال.. حتى في سهرات " جمع الشمل " التي حاولوا تشكيلها عدة مرات.. لــم أر لها حتى اليوم أية نتيجة إيجابية.. على الأقل لمساعدة عائلات اللاجئين السوريين التي تصل يوميا بلا انقطاع... رغم الصعوبات والأخطار.. نظرا لندرة الفيزا وغلائها الممنوحة من السفارة الفرنسية, أو بقية السفارات الأوروبية في بيروت... وغالب القادمين لاجئين, دفعوا كل ما يملكون لعصابات ومافيات تهريب اللاجئين السوريين من لبنان أو تركيا أو ليبيا.
وكما ترى يا صديقي.. أنا لا أستطيع صياغة الكلمات وتنميقها, بأشكال ملونة, تفقدها حقيقتها الحقيقية العارية... وأكتبها وأقولها بشكلها الواقعي الحقيقي.. وليغضب الغاضبون.. وليزداد حــقــد الــحاقــديــن!...
***********
عــلــى الــهــامــش :
ــ Salade Russe
ــ صديق بعثي مخضرم متجول يكتب على صفحته الفيسبوكية اليومية, أن الأمور ــ حسب تحليلاته الذكية المعتادة ــ كأنه ما زال في مكتبه بدمشق أيام زمان, قبل النكبة والخراب طبعا.. أن الأمور سوف "تتحلحل" طبعا وأن هناك جبهة تحالف سعودي قطري تركي سوري, برعاية أمريكية روسية... وأن كل شــيء تمام يا خــالة... وأن الأمور سوف تعود إلى طبائعها مثل أيام البعث تماما... كأنما لـم يتغير أي شــيء... أي شــيء...
أنا أسمي هذا سلطة روسية Salade Russe... آمال وأحلام تجارية, لـم تستوعب دروس الماضي وتجاربه ونكباته... إذ أن الصديق المخضرم, لم يسمع ولم يقرأ التصريحات الأمريكية اليوم التي تــصــر على حماية المقاتلين (الإسلاميين المعتدلين).. "مرحبا معتدلين".. الذين ما زالت تجندهم وتسلحهم وتدربهم بتركيا وترسلهم لمتابعة القتال داخل سوريا, ضد النظام وضد داعش..( على ما تدعي كذبا ونفاقا).. وأن الضربات الجوية سوف تتابع على الحدود التركية السورية.. وحتى داخل الأراضي السورية...
إذن أي تحالف... وأيــة حلحلة يا صديقي......
ما زلنا ــ كالعادة ــ نخلط أحلامنا العربية بالسياسة الواقعية الجدية... وما زلنا رغم خسائرنا ونكباتنا ومصائبنا, بعد تفجير نصف البلد ونصف مليون قتيل, وسبعة ملايين مشرد ضائع بأصقاع العالم... نسحب سيف عنترة.. ونصرخ.. انتصرنا.. انتصرنا...
قليلا من الواقعية والتواضع يا صديقي... ولنكن جديين حتى نستطيع تحليل ما أصابنا وما يصيبنا... عــلــنــا نتعلم ونفهم.. رغم صعوبة التعلم والفهم.. وبعدها.. وبعدها قد نــجــد بعض الحلول السورية ــ السورية الواقعية... ونــحــاول بــنــاء وطــن!!!.........
بــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا




#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات تفسيرية ضرورية...ومقارنات ما لا يقارن...
- رد مشروع ضروري...
- رسالة إلى صديق - بعثي - عتيق... وعن جلالة الملك.. وعن بيروت. ...
- تغيير في البوصلة؟... تساؤل...والطاعون هنا...
- الأمل... أو انتظار ليلة القدر...
- علي بكار.. وسياف داعش... وأحداث واقعية مضحكة أو مبكية حزينة ...
- عودة... وردات فعل... ومعايدة...
- تاجر دمشقي...
- رسالة إلى السيد حسن نصرالله... ودعوة إلى العلمانية...
- ميريام أنطاكيMyriam Antaki... صورة سورية...
- مرة أخرى... غضب مشروع...
- هولوكوست Holaucoste الشعب السوري
- ورقة الألف ليرة... والتماسيح...واللاجئون السوريون.. أيضا وأي ...
- محاورة بين الفنان سامي عشي وبيني... وبيني وبين أصدقلئي الغرب ...
- لمتى يهيمن الغباء على سانا... وفي أمكنة أخرى من العالم؟؟؟...
- لنتذكر هيفاء عواد و دارين هانسن
- هذه المدينة.. هل ستصبح يوما داعشية؟...
- غسيل دماغ مسلسل -باب الحارة-... وهامش عن وزيري الثقافة والإع ...
- وبعدين؟؟؟!!!...
- وعن اللاجئين السوريين... مرة أخرى أحدثكم...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - كلمة... ورد غطاها...