ميلان كونديرا ( كائن لا تحتمل خفته ) ج 1

سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 19:21
المحور: الادب والفن
    

1 _ كانت تحاول ان ترى روحها من خلال جسدها ...، لم يكن اعتدادها بنفسها هو الذى يجذبها الى المرأة بل دهشتها من أكتشافها لذاتها فيها ...، كانت تتأمل نفسها طويلاً فى المرأة ، و كان يزعجها أحياناً أن ترى وجه أمها ، لذلك كانت تواصل بعناد متزايد النظر الى نفسها فى المرأة ، و هى تركز كل جهودها لتنزع عنها سيماء أمها ، فيصير الوجه صفحه بيضاء لا يتبقى عليها الا ما يخصها هى ، كانت اللحظه التى تستطيع فيها ان تنجح فى ذلك لحظه مسكره ، كانت الروح حينئذ تطفو الى سطح الجسد شبيهه بطاقم يقفز من قلب السفينه ، و يجتاح الجسر ملوحاً بذراعيه نحو السماء و هو يغنى .
( ميلان كونديرا : كائن لا تحتمل خفته )

2 _ اليوم كف الجسد بالتأكيد عن ان يكون لغزاً ، فالذى يدق فى الصدر هو القلب ...، و الأنف ليس الا نهاية القصبه الناتئه عن الجسد التى توصل الأكسيجين الى الرئتين ، اما الوجه هو لوحة دفة القياده التى ترسو عليها أعمال الجسد كلها ....، لحظة استطاع الإنسان ان يسمى اجزاء الجسد صار الجسد يشغله أقل ، كلنا نعرف ان الروح ما ه الا نتيجة نشاط الغده السنجابيه فى المخ ، و ان ثنائية الروح و الجسد اختفت خلف عبارات علميه ، و هى لم تعد اليوم الا مزاعم عفا عليها الزمن و مثيره للسخريه .

( ميلان كونديرا : كائن لا تحنمل خفته )

3 _ كان الأحتشام معدوماً داخل المنزل ، فأمها تتجول فى الشقه عاريه و هى فى ملابسها الداخليه ، و احياناً دون صديريه ، و احياناً أخرى عاريه تماماً ....،
أما زوج و الدتها كان يتحين دائماً فرصة وجود تيريزا فى المغطس لكى يدخل الى الحمام ، فأقفلت على نفسها ذات يوم بالمفتاح ، و لكن أمها و بختها قائله ( من تعتبرين نفسك ؟ ماذا تعتقدين ؟ لن يلتهم لك جمالك )
هذا الموقف يظهر بوضوح ان كراهية الأم لأبنتها كانت أقوى من غيرتها على زوجها ...، فأن تجرؤ الأبنه على الأستقلال برأيها و المطالبه بحقوقها كحقها فى ان تقفل الباب على نفسها فى غرفة الحمام أمر ترفضه الأم أكثر مما ترفض الأقرار بنية جنسيه محتمله يضمرها الزوج ل تيريزا )
( ميلان كونديرا : كائن لا تحتمل خفته )

#سامح_سليمان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل