كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 10:19
المحور:
الادب والفن
جوازاتٌ نفذت صلاحيتها
( قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات تعبيرية )
فكمْ إستهلكتْ جوازات السفرِ زيّنةَ التصاوير الباهتة تتسلّى بعيونهم البنيّةِ , وفي المطاراتِ دائماً كانَ يمزّقها حنينٌ راكضاً على منحدراتِ ألأحلامِ البرّاقةِ فيشطبُ مواعيدنا , أيّها المعشوقُ على حبالِ الروح كنْ سعيداً فالأيادي التي ترفعُ للسماءِ دعوات القرابين ستضيءُ أبوابَ الخراب , فالأرض المذهولةً الضفاف عادتْ تسمعُ أنينَ الحرائق وتنظرُ كيفَ الفراشات ينتهشها الخوف وتزّمُ وجعَ الأجنحةِ المنزوعةِ في هذا المدى , مازالَ الحزن يُقبّلُ ذاكَ الضوء الصاعد مِنْ جذورِ الليلِ في طواحينِ القرى البعيدةِ يحملُ آثارَ الخريف , دائماً الجنّة حبيسة ظلّتْ خلفَ دمعة تُنازعُ في عيونِ الصغار ألا تسمعهم يعزفونَ لحنَ الأمان ويروّضونَ غيماتهم الشاردة ألا ترى كيفَ تتهادى الحيرةُ في الجيوبِ الحالمة بالدفء ! ينصرفُ المتآمرونَ الى الحاناتِ بينما الذهبُ المكنوز في صناديقِ عشيقاتهم كمْ يتشهّى أنْ يداعب نعومتَ الأجسادَ الغافية ! منذُ أنْ كانت اللوعةُ تدنو وتكبرُ كانتْ الجدائل تغمغمُ وتتخذُ مِنَ التعاويذِ حرزاً يقيها مقصاً يحلمُ أنْ يغامرَ في ليلها , هلْ سيضطجعُ هذا القلقُ الناضجَ في دفاترنا يسألُ متى الخلاص وينحتُ في تجاعيد الطرقاتِ زمناً غريباً يستأنسُ بغريزةِ الثقوبِ الكثيرة في حدائق بابل ! ما عادَ العشّاق يمتلكونَ سوى اللاشيءَ وسنوات هزيلة تمحو الذكريات , وأرقاً يستثيرُ الشرفات إذا داهمها صباحٌ ينتزعُ عطرَ الأزهارِ مِنْ ستائرها .
البوليفونية : مصطلح ابتكره ( باختين ) في الادب , اساساً لمعالجة العمل الروائي استقاه من فن الموسيقى , وأساسها تعدد الاصوات المتجلية في النصّ .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟