أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - بالونات العيد تذهبُ عالياً قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات














المزيد.....

بالونات العيد تذهبُ عالياً قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 02:17
المحور: الادب والفن
    


بالونات العيد تذهبُ عالياً
قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات
عالياً ترتفعُ دواليبُ العيدِ تحملُ أفراحهم الملوّنةِ ثمَ تهبطُ بهم فترتفعُ الضحكات فيستعيدونَ أنفاسهم المتقطعةِ , ( المراجيحُ )* زاهية تعكسُ أشعةَ الشمسِ وتؤججُ صخبَ الملابس المزركشة , تغمرُ فرحتهُ شوارع المدينةِ كموسيقى الأعراسِ عندما يشتدُّ الرقص على الأيقاعاتِ السريعةِ , العرباتُ المطهّمةٌ خيولها باشرطةٍ كثيرةٍ ما أجملَ ألوانها تروحٌ وتجيءُ تدغدغ ُ أحلامهم الورديّةِ , كانوا يتقافزونَ حولَ عربةِ بائعِ الحلوى كأنّهم يشترونَ الفرح وجدائل البناتِ الصغيرات مذهّبة كالفراشاتِ الزاهيةِ يداعبها نسيم ٌ عليل , بهجة ُالعيد تتطايرُ عالياً معَ الطياراتِ الورقيّة ِهي الأخرى راحتْ تتشابكُ في السماءِ كأنها تمارسُ لعبةَ القبلاتِ بعشوائيّةٍ , المقنّعونَ منَ الأطفال راحوا يتراشقونَ بإطلاقاتٍ بلاستيكةٍ ويصوّبونَ بننادقهم الصغيرةِ نحوَ أعداءٍ مجهولين . سريعاً تتلاشى ( العِيديات )* مِنْ أيديهم كـــــ ( شعرِ البنات )* لمْ تصمدْ طويلاً مثلَ أشجارِ اليوكالبتوز الواقفة منذ ُ أمدٍ بعيدٍ على جانبي الطريق تتغنى وتحفظُ جيداً ملامحهم وهيَ تتغيّرُ عاماً بعدَ عام , كيفَ ستستيقظ ُ البهجة في نفوسهم بعدَ اليومِ الأول منْ كرنفالهم الطويل ! بالوناتُ العيدِ الملوّنة كمْ كانتْ تزيّنُ نفوسهم الحالمةِ !, يا للهفةِ الحدائقِ الى الصورِ التذكاريةِ تحفظ ُ السعادة وتستانسُ بعطرِ العيد ! . لماذا أوقفَ الكرنفالَ وجهٌ غريب كانَ يستطلعُ مِنْ أينَ سيعرجُ نحوَ السماءِ يتناولُ عشاءهُ مع الرسول .. ! لقدْ رايتهُ بوضوحٍ كيفَ يندسُ بينهم , خطواتي المتعثرة وتواثب الأخرينَ كمْ كانتْ عاجزة أنْ تمنعَ الحزامَ المفخخَ , يا للخسارةِ قبّلتِ الشظايا وجوههم الضاحكةِ في ضجيجِ نهارٍ أخير , بعيداً بعيداً إرتفعتِ البالوناتِ الملوّنةِ تحملُ الحزنَ ورماد الأمنيات , ( شَعَر البنات ) راحَ يستلقي على الأرصفةِ مسترخياً , ( العيِديات )* الباقية حتى بائع الحلوى لمْ يفكر كيفَ سيستخلصها مِنْ أيديهم البضة وهي تقاومُ الأغراء , ( المراجيحْ )* تناثرتْ على الأشجارِ وقدْ هاجمتها النيران , يا إلهى حتى الخيول المطهّمةِ عجزتْ أنْ تهربَ بعيداً ! والجدّةُ التي إفترشتْ الرصيفَ إمتدّتْ لها جسورُ الغياب فبعثرت عرائسها قبلَ أنْ تبيعَ واحدةً منها ! لقدْ سرقَ هذا الغريب حتى قطعَ الحلوى متحدّيا براءةَ الطفولةِ في صبيحةِ العيد .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت ٌ في زقاقٍ بعيدٍ ( قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات )
- قراءة الدكتور رعد أحمد الزُّبيدي .في ديوان ( تصاويرك تستحمّ ...
- سُلّمُ الأمنياتِ الملوّنة ( لغةُ المرايا والنصّ الفسيفسائي )
- مجموعة السردية التعبيرية
- وبعدَ أن تموت الأزهار... هناكَ بعضُ وفاء ( لغةُ المرآيا والن ...
- لغة المرايا و النص الفسيفسائي*
- ذاتَ نهارِ موحش
- الساعةُ تنامُ في جيبٍ هرمٍ
- الملاكُ الحزين
- قصيدة متعدد الأصوات ( بوليفونية ) تعبيرية
- دراسة نقدية في ديوان كريم عبدالله ( تصاويرك تستحمّ عارية خلف ...
- صورٌ تحمي الساحات*
- نصّ ثلاثي الأبعاد جنودُ الإله
- مناجاتٌ أخيرةٌ في ليلةِ قادمة
- تتراكضُ أحلامنا المبتورة ....
- ضجرُ الطرقاتِ العاطلة
- نكّروا الأنتظارَ ب أرشفةِ المكائد
- وتحتَ قدميكِ .... / أهفوُ الى تهويمةٍ
- نبيذُ الحروبِ الغائمة
- ب إبرِ الوهم .. يهشُّ على أسمالِ الحرائق


المزيد.....




- كوسوفو.. اختتام فعاليات المهرجان الدولي للجداريات
- مطاردة أشبه بالأفلام… لصّان يسرقان مركبتين وشاحنة ويُجبران ا ...
- تايلور سويفت تُعلن عن ألبومها الجديد -The Life of a Showgirl ...
- هل هناك إشارات صهيونية في أدب كافكا؟
- تحولات الهوية الثقافية الكردية في سوريا.. من القمع إلى التأص ...
- سوزان بريسو تروي عن طه حسين الذي غيّر حياتها وألهم العالم
- -كانت تدغدغني-.. شاهد حشرة تزحف على جينيفر لوبيز خلال عرضها ...
- سوزان طه حسين: الحب الذي أضاء ظلام عميد الأدب العربي رغم اخت ...
- فنان سوداني لاجئ يصرخ في وجه العالم.. -لماذا يهملوننا-؟
- رواية كردية شهيرة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - بالونات العيد تذهبُ عالياً قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات