أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الغسّالة اللعينة














المزيد.....

الغسّالة اللعينة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 13:42
المحور: كتابات ساخرة
    


في إحدى المُدن الألمانية التي تتواجد فيها جالية كبيرة من كُرد العراق ... قبل سنواتٍ عديدة . كانتْ التعليمات واضحة ،بِصدد عدم جواز السفر الى [ العراق ] . إذ ان معظم اللاجئين كانوا يّدعون قُبيل حصولهم على الإقامةِ ، بأنهم هربوا بسبب الظروف الأمنية الصعبة أو لأنهم مطلوبون بسبب أفكارهم ومواقفهم . فكان من الطبيعي ، ان تُحّذِر الجهات الألمانية المُختصة ، من مَغبة سفر اللاجئين الحاصلين على جوازات سفر ألمانية ، الى العراق .
لكن الكُرد العراقيين ، كانوا يزورون أقليم كردستان بصورةٍ مُستمرة .. فقسمٌ منهم ، يسافرون الى إيران ، ويدخلون الى الأقليم من معابر حدودية [ لاتُؤشِر على جوازاتهم ] .. لكن هذا الطريق ، مُفعَمٌ بالصعوبات وعدم الإستقرار . ولهذا السبب ، كان الكثير من اللاجئين من كُرد العراق ، يُجازفون بالدخول الى الأقليم عن طريق مَعبَر سلوبي / إبراهيم الخليل ، رغم ان الجانب التركي ، يُؤشِر على جوازاتهم .
عادَ ( س ) الى ألمانيا ، ومن حُسنِ حظهِ ، فأن الجهات المختصة في المطار ، لم تُدّقِق كثيراً في جوازه .. لكن المُشكلة ، انه لا بُدَ أن يستخدم جواز السفر ، في كثيرٍ من المناسبات في الأشهُر القادمة ، وهنالك إحتمالٌ قَوي ، أن يُكتشَف بأنهُ كان في العراق ، ورُبما يُحاسَب على ذلك ، حتى إلى درجة سحب جواز السفر منهُ ! .
بعد يومَين .. قام ( س ) بوضع جواز سفره ، في الغسّالة ، وفي الصباح التالي ، أخذَ جواز سفره ، المغسول جيداً ، بحيث لاتبان منه ولا كلمة ، الى الدائرة المُختَصة ، وقال لهم : أنهُ نسى جواز السفر في جيبه ، سهواً .. فتلفَ نتيجة الغسل . قالوا له ببساطة : ليست هنالك مُشكلة .. وأخذوا منه صورتَين وبعض المعلومات الروتينية ، وأخبروهُ أن يأتي غداً لإستلام جوازه الجديد ! .
وبالفعل حضر صباحاً وإستلم باسبورته الألماني العتيد ، مُستغرباً من " سذاجة " هؤلاء الألمان ، ومُعجباً في نفس الوقت ، بسرعة إنجازهم المعاملات ! .
خارج الدائرة ، إلتقى ب ( ص ) وهو أحد معارفه من اللاجئين الكُرد العراقيين ، وبعد تبادُل التحايا المُعتادة ، سألهُ ( ص ) : ماذا كنتَ تفعل هنا ؟ أجابهُ بالتفصيل كذا وكذا . ثم إفترقا .
.................
يبدو ان الأخ ( ص ) لم يُضّيِع وقتهُ سُدى .. فقام بالإتصال فوراً ، بعشراتْ من أقرباءه وأصدقاءه ومعارفه ، وشرح لهم عن الطريقة الفّذة التي إستطاع بها ( س ) من الحصول على جواز سفر جديد ! .
في صباح اليوم التالي ، إندهشَ الموظف الألماني إيما إندهاش ، عندما راجعهُ ( 17 ) شخصاً ، خلال ساعةٍ واحدة ، وكُلهم من اللاجئين من كُرد العراق .. وجميعهم يحملون جوازات سفر مُهلهلة ، ويّدعونَ بأنهم وضعوها في الغسّالةِ بصورة غير متقصدة !! .
أخذ عناوينهم وأرقام تلفوناتهم ... وقال لهم أنه سيتصل بهم لاحقاً .
ومضتْ أشهُر دون أن يتصل . وإضطرَ بعضهم الى الإستعانة بمُحامي ، حتى يحصل على جوازٍ جديد ، وتأخر إستلام قسمٍ منهم لأكثر من سنة ! .
...............
أحياناً ، يكتشف مُصّلِحوا الدفاتر الإمتحانية ، أن مجموعة من الطلبة ، إجاباتهم مُتطابقة بصورةٍ تامة ، وحتى الأخطاء البسيطة هي عينها .. فيتولد عندهم شكٌ بوجود غش او تحايُل .
الموظف الألماني ... إستغربَ من هذه ( الغّسالة ) اللعينة ، التي تغسلُ جوازات سفر اللاجئين الكُرد ، بالجُملة ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك طاووس ، يرعاك يا ( آشتي بدل جندي )
- حَقاً ... مَنْ يدري ؟
- الإتفاق النووي الإيراني .. عراقياً وكردستانياً
- ( يعجبني الزمانُ حينَ يدور )
- مُؤتمرٌ ناجحٌ بإمتياز
- هِجرة الشباب من أقليم كردستان
- مَنْ سيكون الرئيس ؟
- رمضانيات 11/ كَلام مَقاهي
- رمضانِيات 10/ الفِئة الإنتهازية
- رمضانِيات 9 / كوباني ودهوك
- رمضانِيات 8 / عَمالة أجنبِية
- رمضانيات 7 / مرةً أخرى ، كوباني تحتَ النار
- رمضانيات /6 . ديمقراطية على الطريقة الكردستانية
- رمضانيات 5 / أوضاع الموصل
- مُسابقة رمضانية / الحلقة 4
- مُسابقة رمضانية / الحلقة 3
- مُسابقة رمضانية / الحلقة 2
- مُسابقة رمضانية / الحلقة 1
- أزمة رئاسة الأقليم .. اُم الأزمات
- .. على وَشَك الإنْقِراض


المزيد.....




- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الغسّالة اللعينة