|
رمضانيات /6 . ديمقراطية على الطريقة الكردستانية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 21:33
المحور:
كتابات ساخرة
اليوم الثلاثاء 23/6/2015 ، كان يوماً مشهوداً لل ( ديمقراطية الكردستانية ) إذا جازَ التعبير ، فلقد تَمَ لأول مَرّة ، وبلا مشادات وبلا تبادُل لَكمات ، عقد جلسةٍ ، من دون حضور الكُتلة الأكبر ، أي الحزب الديمقراطي الكردستاني ! . والحكاية لِمَنْ لايعرفها : .. قُدِمَتْ مشاريع قوانين ، خاصة بإنتخاب رئيس الأقليم ، مُقّدمة من قِبَل / حركة التغيير / الإتحاد الوطني / الإتحاد الإسلامي / الجماعة الإسلامية .. وكُلها تدعو " مع بعض الفروقات الثانوية بين هذه المشاريع " ان يكون نظام الحُكم في الأقليم ، برلمانياً صريحاً ، وأن يتُم إنتخاب رئيس الأقليم في البرلمان . ولهذا السبب بالذات ، قاطعتْ كُتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ، الجلسة ، وكانتْ تأمل ( نتيجة نشاطها المحموم خلال اليومَين الماضيَين وحتى قبل الجلسة بدقائق ) ، أن تفشل الأطراف الأربعة ، في جمع العدد المطلوب من النواب ، الكافي لعقد جلسة قانونية رسمية ، أي ( 56 ) عضوا ً من مجموع ( 111 ) . ولكن حلَتْ الساعة الحادية عشرة ، ودخل النواب الى القاعة ، وظهرَ ان عددهُم يتجاوز النصف وسارتْ الجلسة حسب الأصول ! . - رسالةٌ بليغة ، تلقاها الحزب الديمقراطي ، صاحب ال ( 38 ) مقعدا برلمانياً ، والضامِنْ تقليدياً ل ( 11 ) مقعد للأقليات من التُركمان والمسيحيين ، والذي إستطاع في كُل مرّة ، أن يضمن مقاعد الأحزاب الصغيرة مثل الشيوعي والإشتراكي وحتى بضعة مقاعد من الأحزاب الأخرى ، بحيث تكون له الأكثرية ، التي يُمّرِر من خلالها مشاريعه . لكنهُ فشل هذهِ المرّة ! . الرسالة البليغة ، هي بإختصار : أيها الحزب الديمقراطي ... مهلاً ، عليك التفكير جدياً من الآن فصاعداً بآراء الآخرين ، وأنك لستَ وحدكَ في الساحة ! . - لأن ثلاثة أعضاء من الكُتَل الإسلامية ، كانوا في خارج البلاد ، في سفرةٍ رسمية ، ولأن أربعة أعضاء من الإتحاد الوطني والإتحاد الإسلامي ، لم يحضروا ولم يدخلوا القاعة ... فأنه حتى قبل الجلسةٍ بدقائق ، كانَ عدد النواب المستعدين لعقد الجلسة يبلغ ( 55 ) نائباً ، وشاءت الظروف أن يصبح الحزب الشيوعي بنائبه الوحيد ، هو [ بيضة القّبان ] في تلك اللحظات الحساسة . فلو شارك في الجلسة ، فأن النصاب يكتمل ، وإن لم يُشارك ، فأن الكّفة ستميل للجانب الآخر ، أي الحزب الديمقراطي المُقاطِع . أعتقد ان الحزب الشيوعي ، لم يكُن ليُفّضِل أن يكون في هذا الموقِف المُحرِج .. ولكن على أية حال ، فأن ممثله أبو كاروان دخل القاعة ، وكان أول المُتحدثين ، فقال بمرارةٍ واضحة وإنتقادٍ لجميع الأطراف ، بما معناه : ... كان عليكم ان تتوافقوا قبل الآن ، حتى لايكون التشرذُم الحالي ، الذي يضرُ بالجميع . - تمتْ القراءة الأولى للمشاريع ، ثم حُولَتْ لللجنة القانونية ، لدراستها وتمحيصها وربما توحيدها ، لتكون جاهزة للقراءة الثانية خلال الجلسات القادمة " وبالطبع فأن هنالك الكثير من المجال ، للتفاهم مع الحزب الديمقراطي والتوصل الى توافُقٍ معقول ، يُخرِج الجميع من الأزمة " . - حضر الجلسة : ممثلوا قنصليات الولايات المتحدة الامريكية / ألمانيا / فرنسا / تركيا / إيران / مصر .. زائداً ممثِل يونامي والعديد من منظمات المجتمع المدني . ..................... قبل الجلسة ، بساعة ، سألَ مراسلٌ صحفي ، نائباً : لماذا لم ترتدي ربطة العُنق ؟ فأجابَ مازحاً " أو رُبما كان جّادا ، لا أدري " : لأننا في القاعة ، سوف نتعارك بالتأكيد ونتبادل اللكمات ، فبدون ربطة العُنق أكونُ أخف وأسرع ! . ...................... سؤال رقم 11 * ظهرتْ بوادر ، ضُعف في ما يُمكن تسميته ( جبهة المُعارَضة ، أي الأحزاب الأربعة / التغيير / الإتحاد الوطني / الأتحاد الإسلامي / الجماعة الإسلامية ) ، بعد الجلسة مُباشرةً . فلقد صرح قيادي في الإتحاد الإسلامي في دهوك ، ان النواب الذي حضروا الجلسة لايمثلون رأي المكتب السياسي للإتحاد ! . كما قال قيادي في الإتحاد الوطني ، ان مشروعهم سيتوقف حالياً ، لمحاولة الوصول الى توافق مع الأطراف المقاطعة . هل تعتقد : - ان جماعة المعارضة ، أي الداعين الى ان يتم إنتخاب رئيس الأقليم في البرلمان ، وليس في إنتخاب شعبي مباشر . سيستطيعون المحافظة على مواقفهم خلال الأسابيع القادمة : - العديد من نواب الإتحاد الوطني ، سيبدلون موقفهم ؟ - ممثل الحزب الشيوعي ، لن يصطف مع المعارضة ؟ - سيحدث إنقسام واضح في كتلة الإتحاد الإسلامي ، بين " بهدينانيين " و " سورانيين " ؟ ..................... سؤال رقم 12 الكُتلتَين الوحيدتَين ، الواضحَتَي الموقف ، هُما الحزب الديمقراطي والتغيير ، كُلٌ في إتجاهٍ مُتعاكِس " بالنسبة الى مسألة طريقة إنتخاب رئيس الأقليم ، وصلاحياتهِ " . هل ترى : - الفوز سيكون لحركة التغيير ؟ - الحزب الديمقراطي سينتصر بالتأكيد ؟ - سيتعادل الفريقان ، ويتم " تمديد " المباراة ؟
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رمضانيات 5 / أوضاع الموصل
-
مُسابقة رمضانية / الحلقة 4
-
مُسابقة رمضانية / الحلقة 3
-
مُسابقة رمضانية / الحلقة 2
-
مُسابقة رمضانية / الحلقة 1
-
أزمة رئاسة الأقليم .. اُم الأزمات
-
.. على وَشَك الإنْقِراض
-
الإنتخابات التُركية و ( عُقدَة صلاح الدين ) !
-
نظرة سريعة على نتائج الإنتخابات التركية
-
يوم البيئة العالمي .. وأقليم كردستان
-
عائلة صديقي [ ك ]
-
التجاوُز على أراضي الدولة ، في الأقليم
-
ما حدثَ بين حزب العُمال والحزب الديمقراطي في إيران
-
بعض الضوء على إنتخابات 7/6 في تُركيا
-
التقدُميةُ والتمدُن
-
على جانِبَي جِسر الأئِمة
-
.. مِنْ عَشيرة المُحافِظ !
-
الحرامي المُحتَرَم !
-
الضابطُ نائمٌ !
-
العراقُ عظيمٌ .. وليخسأ الخاسئون !
المزيد.....
-
-الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد
...
-
بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب
...
-
كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا
...
-
إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
-
سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال
...
-
الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
-
من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام
...
-
دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-.
...
-
-سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر
...
-
البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة)
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|