أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند نجم البدري - في ذكرى ال(ن) التي صلبت مسيحي الموصل















المزيد.....

في ذكرى ال(ن) التي صلبت مسيحي الموصل


مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)


الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ذكرى صلب المسيحين بنون داعش نسترجع ذاكرة ماحدث في البداية كانت خطف وقتل عددا من رجال الدين والأسر المسيحية، ثم فرار أسر مسيحية بأكملها هربا من القتل في الموصل، بعد أن سيطرت داعش عليها.
وفجأة صدر بيانا عن ولاية نينوي والتي تضم مدينة الموصل حمل توقيع الدولة الاسلامية قد انتشر على مواقع على الانترنت، وجاء فيه أن هذا التنظيم أراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين الإسلام أو عهد الذمة اي دفع الجزية، مهددا بأنه إن أبوا ذلك فليس لهم الا السيف، وبما ان هؤلاء رفضوا لقاء قادة التنظيم، فان امير المؤمنين الخليفة إبراهيم ، زعيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي، سمح للمسيحيين بالمغادرة بأنفسهم فقط من حدود دولة الخلافة لموعد اخره يوم السبت الموافق 21 رمضان الساعة الثانية عشر ظهرا (09,00 تغ).

وهكذا بدأ يغادر السكان المسيحيون مدينة الموصل العراقية، عشية انتهاء مهلة حددها لهم تنظيم الدولة الاسلامية ورددتها الجمعة بعض مساجد المدينة عبر مكبرات الصوت،هكذا سلخ العراق م̷-;---;--ـــِْن سكانه الاوائل .

تخيلوا ماحدث لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الان من المسيحيين ، تخليوا ان العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل (مشيا على الاقدام لايحملون شيئا حتى اوراقهم الثبوتيه واموالهم صودرت) وفيهاالكبير والصغير والمرأة والمريض في سيطرة اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي يقفون تحت حرارة الشمس مئات الاف النازحين لانهم وضع علـّۓ-;---;-- دورهم حرف النون.
إن هذه القضايا التي ابتلي بها المسلمون وزلزلوا زلزالاً شديدا قبل المسيحينً، وأصبحت مثل هذه المغامرات تصد عن سبيل الله جهاراً نهاراً ولا تحقق أي مزية للدعوة، وأصبح هذا الأسلوب الحركي والحزبي غير مقنع لدخول الناس في دين الله، وتراجع مؤشر التأثير الدعوي في حياة البشرية التي فتحت مصراعيها رغبة في الإسلام وشرائعه التي تدعو للتسامح، والكارثة أنّ العالم فتح عواصمه ودياره ومدنه للدعاة وسمح بنشر المراكز الإسلامية في العالم، مما يتطلب منا إعادة النظر في كثير من مسائل جهاد الطلب، ومن أكبر الكوارث التي شوهت هذا الدين العظيم وجاءت على خلاف ما كان عليه ا، وتسليطاً للضوء على هذا التهجير القسري لا بد ان نفهم مايحدث حولنا في جوانب عدة:

1 - في الجانب الدولي هناك ما يثير العجب من السكوت عن هذا الجرم الشنيع الذي لا يقره الإسلام، وكأنه يعطي مؤشراً على عبث الأيدي الاستخباراتية في مصير شعوبنا العربية وتفتيت بلادنا العربية ونشر الفوضى غير الخلاقة في جوانبه من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، برعاية مثل هذه التنظيمات والمليشيات والعصابات دون إدانة من الحكومات الغربية والهيئات الدولية التابعة لها، بينما نلاحظ في المقابل التنديد بتصرفات أقل خطراً من التهجير القسري...

2 - كانت هناك دعوات من بعض المسؤولين الغربيين للمسيحيين العراقيين للعيش في أوروبا كدعوة الرئيس الفرنسي هولاند وقبله ساركوزي، بحجة أنّ مكانهم الطبيعي في غير المشرق، ونسي هؤلاء أن المسيحية كلها نزلت على أهل المشرق وأن مهبطها على سيدنا المسيح عليه السلام كان في المشرق، ولذلك لم يجد المسيحيون مشكلة حول سبل العيش الكريم في ظل الإسلام المعتدل، وأما في ظل هذه التنظيمات السرية المشبوهة فلا يجد العيش الكريم أهل الإسلام وأهل الكتاب على السواء، والنصوص كثيرة التي تدل على عدل الإسلام مع هؤلاء المسيحيين ابتداءً من العهدة العمرية وفتح بيت المقدس على يد سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وليقرأ من شاء شهادة غوستاف لوبون في كتاب حضارة العرب...

3 - المسيحيون العراقيون مكوّن رئيس واصلي من مكونات المجتمع، وأبلوا بلاءً حسناً في قضايا الوطن وقدموا من التضحيات ما يشكرون عليه، وكثير منهم ناضل من أجل الاستقلال الوطني، وكثير منهم تجاوز الانحياز المذهبي.


تفريغ الموصل من مسيحييها جريمة كبرى لا تغتفر وخطيئة لا يقر بها الإسلام العظيم، ولا ترضاها النخب الدينية ومن ناحية الشرع اوجب علينا الاهتمام بهم ونسوق الادلة لكل مشكك...
1- وردت النصوص الشرعية بالتوصية بالقبط وهم نصارى، وليس هناك مانع من الاهتمام بنصارى الموصل وغيرهم، إذ أورد الشيخ الألباني - رحمه الله - في «السلسلة الصحيحة» برقم: (1374) تحت عنوان: «التوصية بالقبط وسببها»: «إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإنّ لهم ذمة ورَحِماً»، ولا يلتفت إلى من رد على الشيخ في قوة الاستدلال بالحديث. وعلى المسلمين ألا ينسوا سيدتنا هاجر أم إسماعيل وكذلك أم سيدنا إبراهيم مارية فهما قبطيتان، وألا ينسوا سيدتنا صفية بنت حيي بن أخطب سيد اليهود، فأهل الكتاب لهم رحم ونسب، فهن أمهات المؤمنين وكفى بذلك شرفاً.... ويفهم من هذا الحديث أنّ الإسلام لا يشيطن هذه الأجناس ولا يكرهها، وقد فرض عليهم الجزية مقابل فرض الزكاة على المسلمين، بل إنّ الزكاة لا تسقط عن المسلم في حين أنّ الجزية تسقط إن كان في المسلمين ضعف وهوان أو كان الكتابي فقيراً، فهي مقابل حمايته وحفظ ضروراته الخمس، وارتضى الإسلام منهم هذا حتى يدخلوا في الإسلام عن قناعة واختيار وليس جبراً...

2 - على مر التاريخ الإسلامي لم يطرد المسلمون النصارى ولم يفرغوا الأراضي من أهاليها، وعاش النصارى واليهود في ظل الحكم الإسلامي الذي وضع ضوابط عيشهم في ما يسمّى بجزيرة العرب فقط، بخلاف غيرها من بلاد المسلمين كالعراق ومصر والشام، وقد فصل العلماء في ذلك اعتماداً على شواهد ومرويات تثبت وجودهم بحسب الطرق الشرعية..

3 - نص العلماء على عدم شرعية معاقبة آحاد طائفة بسبب ما يقترفه بعض أفراد تلك طائفة، فلا تزر وازرة وزر أخرى، وليس من العدل والتقوى المأمور بهما أن يحل العذاب بمن لم يقترفه، قال العلامة ابن كثير في أحداث سنة 767هـ... وبالفعل انطلقت الحملة الصليبية القبرصية يقودها بطرس الأول بنفسه ووصلت إلى الإسكندرية يوم الأربعاء 22 محرم سنة 767هـ كان من صدى الحملة أيضاً عند المسلمين، مما دفع السلطان الأشرف لأن يصدر قراراً بالقبض على نصارى الشام ومصر كلهم، وأخذ ربع أموالهم لعمارة ما خرب من الإسكندرية، ولتجهيز جيش جديد وأسطول بحري لغزو قبرص واستنقاذ أسرى المسلمين، ورغم أ نه قرار سلطاني وبحق النصارى الذين قام إخوانهم في الصليب بارتكاب تلك المجزرة، إلاّ أنّ أهل العلم ومنهم العلاّمة ابن كثير، قد رفضوا هذا القرار وأوضحوا أنه لا يجوز شرعاً.
هذا موقف أهل الإسلام المنصف... فمن اين لداعش بنونهم التي سلبتنا اخوتنا في الوطن ؟.



#مهند_نجم_البدري (هاشتاغ)       Mohanad__Albadri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم العراقيون و افراح السياسيون في العيد
- هلال عيدنا والاسلام السياسي
- (  يالعيد اوگف لاتجي… خل نحرك الفلوجة) بهذه الشعارات ستحرر ا ...
- العراق الخاسر الاكبر باتفاق ايران النووي
- ايران ووهم النصر النووي
- السياسة والزراعة في العراق
- مجزرة ( سربرنيتشا ) النسخة العراقية
- يوم القدس الايراني ..... كذبة !!!!
- ال العلاق يقتحمون عالم جديد
- وفاة مهندس السياسة السعودية
- الطيار سيد ومن جماعتنا!!!!
- ومصيبتاه ..العراق طارد لشبابه .
- إيران تجوع شعبها لتوسيع نفوذها
- محنة العبادي بين حزبه وضميره
- مابعد داعش والحلم الكردي بالمنطقة
- الولاية البرزانية باقية وتتجدد!!
- فطوركم سم وزقنبوت
- صدق ديمبسي وكذب العبادي ..تكريت بلسان اهلها
- في فيينا ..أمريكا وإيران يكتبان سيناريو العراق
- شي بي شي ...ثقافة مجتمعنا بيها شي !!!


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند نجم البدري - في ذكرى ال(ن) التي صلبت مسيحي الموصل