أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند نجم البدري - هلال عيدنا والاسلام السياسي














المزيد.....

هلال عيدنا والاسلام السياسي


مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)


الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد بلادنا مظاهر شتى تفاقمت بعد سنوات الاحتلال بعضها وصل بنا الى غاية المأساة ويريد أن يغرق البلاد في بركة من الدماء وبعضها الآخر موغل في الغرابة وأحيانا في السخف... وبين هذا وذاك نجد ما يمكن أن نسميه بقوس قزح

الاسلام السياسي في كل تمظهراته وشطحاته وتناقضاته... ما عاشه العراقيون ويعيشوه في كل مسااء29 رمضان مهزلة قلّ نظيرها: لجان في كل مكان لرؤية هلال العيد... ثم تتهاطل المكالمات على مكاتب الاوقاف السنية والشيعية التي تختلف حسب مراجعها السياسية والينية، فيقال لنا بأن الهلال لم يتم رصده كامل ارض الوطن فقد تم رؤيته هنا واختفى هناك.. ولكن عملا بـ «الوحدة» الوطنية نجتمع احيانا ونتفرقفي كثيرا منها ورغم أنف الرؤية...

وقبل كل هذا نجد من يفسر لنا على مختلف وسائل الاعلام الفرق بين «الشهر القمري العلمي» و «الشهر القمري الشرعي» فالأول يقوم على حصول الاقتران والثاني على امكانية رؤية الهلال بالعين عملا بالحديث المنسوب الى الرسول «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته» والذي أضحى قاعدة فقهية يشترك فيها الاسلام الرسمي مع الاسلام السياسي...

لا يخفى على أحد أن «معركة» اعتماد الرؤية بدل الحساب كانت من أولى تمظهرات الاسلام السياسي في بلادنا منذ أوائل سنوات الاحتلال .. فالحساب كان دليلا على العلمانية والليبرالية بل وكفرها و«الرؤية» هي رمز العودة الى أحكام الشريعة والتي بموجبها بدأ ادخال التفرقة داخل النسيج الاجتماعي والديني بضرب مبدإ وحدة الأعياد والمواسم الدينية...
و«الرؤية» هنا كانت قد تعتمد على الرؤية في المملكة السعودية وأحيانا على ايران اوغيرهما من الدول الاسلامية...

الاسلام السياسي والرؤية
مسألة رؤية الهلال تبين لوحدها تهافت الاسلام السياسي وجزء هام أيضا من المنظومة الفكرية للاسلام الرسمي...
اعتماد رؤية الهلال لاحتساب الأشهر القمرية يقوم على قاعدة فكرية أصولية مفادها أن النصوص المؤسسة للاسلام (القرآن والسنة النبوية) لا تؤول ولا تفسر بما يخالف منطوقها الظاهر، إلا عند الضرورة القصوى، وهي تُطبّق كما هي دون زيادة أو نقصان... اذ الهدف الأسمى للاسلام السياسي انما هو استعادة الملحمة النبوية والاقتداء بما كان يسميه سيد قطب الجيل القرآني الفريد أي جيل الصحابة الذي لم يتكون - حسب زعمه - الا على الهدي القرآني دون أي رافد آخر... وبالتالي كانت الآية الكريمة «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (صورة البقرة - الآية 185)... تفهم على حرفيتها الأصلية ويكون اعتماد الحساب الفلكي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار!!

ولكن تهافت هذه المنظومة الفكرية التي تدّعي القدرة على حكم العالم اليوم يكمن في تناقضها الأصلي وهو استحالة احياء الظروف المادية وأيضا المعنوية لفترة الرسالة المحمدية...
فلو عملنا بمبدإ الرؤية بالعين لكان يتوجب استتباعها بأن الاخبار عنها يكون عبر امكانية ايصالها بالاقدام أو بالبعير على مسافات لا يمكن أن تتجاوز، في كل الحالات، بعض عشرات الكيلومترات...

لِم التأويل الحرفي للرؤية باعتبارها الرؤية بالعين ثم اعتماد كل التكنولوجيا والمعارف الحديثة لدعمها بداية بالمناظير الفلكية وثانيا بالاخبار عنها بوسائل الاتصال العصرية من هاتف واذاعة وتلفزات؟! لِم التطبيق الحرفي للنص في جانب والتأويل «العصري» في ظروف التطبيق؟!

لِم لا تعمد هذه المنظومة الفكرية في هذه الجزئية الى فهم «الرؤية» بصفة أشمل: أي امكان حصول رؤية الهلال بما يتوفر للانسان من معارف... والجواب واضح هنا لأن التأويل الرمزي يفقد الاسلام السياسي والمنظومة الدينية التقليدية سلطة قول الحق ويسندها للعلماء... أي يفقد هذه المنظمومة التحكم في عقول وقلوب الناس باسم المقدس السرمدي... ولذا كنا ومانزال نرى هذه المهازل البهلوانية والاسقاطات الغريبة حتى لا يقر هؤلاء أن مجال المعرفة اليوم - بما في ذلك المسائل الدينية - قد تحوّل من الفقهاء، وأشباههم الى أهل العلم والاختصاص... وأن وهم حكم النّاس بما كان سائدا في القرن السابع إنّما هو طوبا مدمّرة لأنّ نهايتها لايمكن إلّا أن تكون  دموية...



#مهند_نجم_البدري (هاشتاغ)       Mohanad__Albadri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (  يالعيد اوگف لاتجي… خل نحرك الفلوجة) بهذه الشعارات ستحرر ا ...
- العراق الخاسر الاكبر باتفاق ايران النووي
- ايران ووهم النصر النووي
- السياسة والزراعة في العراق
- مجزرة ( سربرنيتشا ) النسخة العراقية
- يوم القدس الايراني ..... كذبة !!!!
- ال العلاق يقتحمون عالم جديد
- وفاة مهندس السياسة السعودية
- الطيار سيد ومن جماعتنا!!!!
- ومصيبتاه ..العراق طارد لشبابه .
- إيران تجوع شعبها لتوسيع نفوذها
- محنة العبادي بين حزبه وضميره
- مابعد داعش والحلم الكردي بالمنطقة
- الولاية البرزانية باقية وتتجدد!!
- فطوركم سم وزقنبوت
- صدق ديمبسي وكذب العبادي ..تكريت بلسان اهلها
- في فيينا ..أمريكا وإيران يكتبان سيناريو العراق
- شي بي شي ...ثقافة مجتمعنا بيها شي !!!
- هل سنحن «لزمن الغش الجميل» يامعالي الوزير؟!!
- الأيزيديين يصدرون فرمانهم ال75 بانفسهم !!!!


المزيد.....




- -لم أستطع تجاوز الأمر-.. روبرت إيفريت يقول إنه طُرد من مسلسل ...
- بركان بروسيا يثور بعد قرون من السكون.. هل الزلزال هو السبب؟ ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة
- لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح ل ...
- تصعيد جديد في السويداء.. خرق لوقف إطلاق النار ووضع إنساني يت ...
- البطاطا تنحدر من الطماطم! .. كشف أصل غذاء البشر الرئيسي
- صحف عالمية: البحث عن طعام قاتل كما الجوع بغزة ومفتاح الحل مع ...
- أسانج يشارك في مسيرة حاشدة مؤيدة للفلسطينيين في سيدني
- مناورات بحرية روسية صينية في بحر اليابان
- مسيرات في الضفة تضامنا مع غزة وبن غفير يجدد دعوته لاحتلال ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند نجم البدري - هلال عيدنا والاسلام السياسي