إن كان ما حققته إيران نصرا

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 21:35
المحور: كتابات ساخرة
    

إيران دوله جاره من بلدان الشرق تتبنى مشروعها الوطني القومي المرسوم وفق رؤيتها الخاصه , وقد دخلت تحت وطأة حصار دولي على خلفية ملفها النووي وما إتهمته بها دول كبرى بأنه أقيم لأغراض عسكريه وأنه يُقلق وضع المنطقه والعالم , ورغم ألأصرار ألأيراني إن ليس هناك هدف غير سلمي وراء برنامجها النووي , لكن محموعة خمسه زائد واحد عقدت العديد من ألأجتماعات مع المفاوض ألأيراني حتى توصل الطرفين لأتفاق أثار حفيظة إسرائيل وبعض العرب سيما دول الخليج التي تتوجس ... إيران التي رأى ألأصلاحيين فيها إنهم حققوا أحد أهم وعودهم للشعب ألأيراني بأتمام هذه الخطوه , تحفظ الراديكاليين عليها معتبرين إنها جاءت على الضد من مصلحة بلدهم .
إن كانت الدوله الجاره قد حققت نصرا فهو لها وليس لنا من نصرها مايجعل بعضنا يشعر بزهو وليس للبعض ألأخر أن يشعر بخيبة أمل وكأنه أُصيب بمقتل , أعتقد إن كلا الموقفين جانب الصواب , وعلينا جميعا أن نعيد حساباتنا على أساس مصلحتنا الوطنيه , وأن نستعد لمواجهة المستجد بالمنطقه وفقا للرؤيه الوطنيه البعيده عن التقاطع المطلق والتابعيه المطلقه تجاه الدوله الجاره , المفروض ألأن على قادة العراق ترتيب وضع التبادل التجاري مع إيران على أساس ألأرقام المعلنه لحجم التبادل بين البلدين وما يتبع ألأتفاق من إرتفاع صادرات النفط وإحتمال إنخفاض سعره الدولي وما سيطرأ على العمله ألأيرانيه من تغير وليس أن تنتاب بعض القاده هستيريا حد الهلوسه بينما يقوم ألأخر (بتوزيع) ألأبتسامات .
ليس المطلوب منا ونحن نعيش في دولة فاشله أن نضحك (صخره) لفوز ألأخرين , بل أن نحث ولاة أمورنا على ألعمل لتحقيق فوز خاص بنا نبتهج له جميعا .
لايليق بنا أن نشعر بالكآبه من قوة إيران فليس لدينا من بقايا الدوله ما نخشى عليه , فهناك دول بالمنطقه لديها حضور دولي وقوه إقتصاديه وتحالفات دوليه أولى منا بالقلق من مخاطر هذا ألأتفاق إن كان فيه مخاطر .
ولصاحبي الذي غمره سرور العريس في (ليلة دخلته) أروي هذه الحكايه :
كان فرهود يقف عند جرف النهر بعد أن أعياه التعب لليوم الخامس على التوالي دون الحصول على مايسد رمق عائلته يضرب أخماسا بأسداس ويجذب (الحسرة) تلو ألأخرى لاعنا النحس الذي لازمه كصياد ليس لديه مصدر رزق أخر, وبينا هو كذلك أقبل عليه (زاهر) فرحا مستبشرا وهو يصيح باعلى صوته :
- (أبشرك أبشرك فرهود)
-بشارة خير إن شاء الله (شكو) ؟.
- إعطني سمكه ... مد الصياد المفلس يده بالسمكه الوحيده التي حصل عليها هذا اليوم , فقد حدثته نفسه بأن الرجل يحمل له بُشرى قد تخلصه مما هو فيه من شعور بالخيبه وسوء الطالع ثم سأله :
-قل ماهي بشارتك ؟
-لقد نجحت بالدراسه ألأعداديه .
- مبروك عليك النجاح ...ولكن ماهمني أنا من نجاحك ؟ انت لست ابني ولا شقيقي ولا تربطني بك غير صلة المعرفه البسيطه , ثم ماذنب عيالي وانت تأخذ السمكه الوحيده التي أريد إلهائهم بها بعد أن فشلت بتأمين قوتهم ؟ يا (زاهر) أنا رسبت لسنتين في ألأول ألأبتدائي , فما هي مصلحتي بحصولك على شهادة ألأعداديه ؟ .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل